تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة (عبير بهجت فاضل) بأشراف أ. م. فائق جواد كاظم عن بحثها الموسوم ( تشخيص أنواع الصراع التنظيمي – دراسة حالة)
اصبحت قضية الصراع التنظيمي تمثل تحديا” كبيرا” لإدارة المنظمات بشكل عام، وذلك بسبب طبيعة هذه الصراعات والاطراف الداخلة فيه من موظفين، فقد يكون الصراع ما بين مستويات الادارة في المنظمة الواحدة، مما يؤثر سلباُ في المنظمة ويحد من عملية تحقيق الاهداف المرسومة من قبل الادارة العليا.
وعلى الرغم ما يحمله الصراع التنظيمي في مختلف أنواعه من اثار سلبية على المنظمات، إلا أنه في الوقت نفسه يحمل بعض من الاثار الايجابية التي تعود على المنظمات في حال استغلالها إلى زيادة كفاءة الاطراف المتصارعة في محاولة منهم لابراز وجودهم امام الادارة، وهذا بدوره يؤثر في رفع كفاءة المنظمة بشكل عام.
يهدف البحث إلى تسليط الضوء على واقع الصراعات التنظيمية في المركز الوطني للاستشارات الهندسية ووضع الحلول المناسبة لها لكي تتمكن إدارة المركز من تحقيق الاهداف المرسومة والتعرف على مفهوم وأهمية ومسببات الصراع، فضلاً عن تسليط الضوء على مستويات الصراع التنظيمي في المنظمة المبحوثة، وقد تم تطبيق البحث في (المركز الوطني للاستشارات الهندسية).
تبرز أهمية البحث من أهمية مواجهة الاثار السلبية للصراعات التنظيمية التي أفرزتها البيئة المحيطة بالمركز الوطني للاستشارات الهندسية والتصدي لها من خلال وضع خطط مناسبة من قبل إدارة المركز، وما ينتج عن تلك الخطط من أدوات للحد من تلك الصراعات وانعكاس ذلك في رفع مستوى اداء المركز بشكل عام، ويمكن توضيح أهمية البحث من خلال تقسيمها على مستويين، وكما يأتي :
- الأهمية النظرية :تأتي أهمية البحث من الجانب النظري بوصفه يتناول أحد أهم مواضيع السلوك التنظيمي إلا وهو الصراعات التنظيمية ومستوياتها ومسبباتها، ومدى انعكاس ذلك على الاداء العام للمركز الوطني للاسشارات الهندسية بوصفه مركزا” معنيا” بتطبيق المشاريع الهندسية الحكومية.
- الأهمية العملية: تبرز الاهمية العملية للبحث من خلال تطبيقه في منظمة حكومية تعد من أهم المنظمات التي لها انجازات مهمة وحيوية.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- اتضح للباحث من خلال دراسة العينة المبحوثة واجراء المقابلات الشخصية انها لاتمتلك خطة للحد من تلك الصراعات التنظميه او تقليلها.
- تبين للباحث من خلال النتائج التي تم التوصل اليها ان هناك اربعة مستويات للصراع التنظيمي في المركز تمثلت بـ(الصراع على مستوى الفرد ، الصراع على مستوى الافراد ، الصراع على مستوى الجماعات ، الصراع على مستوى المنظمة)، وان الصراع على مستوى الفرد حقق أعلى نسبة بين بقية المستويات.
- اظهرت النتائج الاحصائية ان اغلب الموظفين في المركز يميلون إلى تحمل المسؤولية، فهم يحرصون على ان يتم العمل على وفق شكل دقيق وبدون أي خطأ ومن ثم الارتقاء بمستوى الاداء قدر الامكان.
- اتضح من خلال النتائج ان اغلب الموظفين في المركز يمتلكون العديد من الافكار المبدعة التي من شأنها أن تحدث تطورات في اساليب عمل المركز، إلا أن الحواجز الوظيفية والاجراءات الروتينية تمنع تلك الافكار من الظهور للنور.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
- يوصي الباحث بتهيأة واعداد برامج ودورات تدريبيه لدراسه وتحليل وتشخيص الوضع القائم داخل المنظمة ومن ثم تعمل هذا الاجراءات على الحد من تلك الصراعات نحو رفع مستويات الاداء وتحقيق الاهداف الاستراتيجية للمركز .
- يوصي الباحث الإدارة العليا للمركز بضرورة تبسيط اجراءات العمل، وذلك لتقليل مستويات التوتر والقلق لدى الموظفين والصراع الداخلي لديهم نتيجة خوفهم الوقوع في الخطأ، ومن ثم يتم السيطرة على الصراع.
- ضرورة أن تقوم الادارة العليا للمركز بدعم توجيه الموظفين وتبني افكارهم التي يحملونها، ومحاولة ترتيب وصقل تلك الافكار والاستفادة منها على ارض الواقع في تطوير قدرات المركز نحو الافضل.
- على إدارة المركز ان تقوم بتوضيح القرارات والتوجيهات التي تصدر عنها، والابتعاد عن التعقيد وازدواجية تنفيذ تلك القرارات وتفسيرها على وفق اسلوب مبسط لرفع مستويات رضا الموظفين وتقليل الضغوطات الوظيفية التي يعانون منها.