تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة الصناعية للطالبة (دعاء محمد جبار) بأشراف أ. م. د. أثير عبدالله محمد عن رسالتها الموسومة (تعزيز الابداع التقني في ظل براعة أدارة الموارد البشرية من خلال الانغراز الوظيفي  )

تعمل المنظمات الصناعية في بيئة تنافسية ديناميكية سريعة التغيير لعدة اسباب من اهمها التغير التكنولوجي الهائل والتغيرات السريعة في متطلبات الزبائن، مما يتطلب من تلك المنظمات الاهتمام بالموارد البشرية وبالجوانب الابداعية التقنية وتعتبر الموارد البشرية المصدر الاساسي لأبداعها، إذ ادركت هذه المنظمات اهمية المورد البشري اذ يتفوق في اهميته على باقي موارد المنظمة، و يعتبر هذا المورد شريك أساسي في عملية تخطيط مستقبل وتطوير المنظمة، مما يتطلب من المنظمات العمل على تطوير مواردها البشرية باستمرار بتحسين مهاراتهم المعرفية وقدراتهم لجعلهم افراد يمتلكون مواهب بشكل يمكنهم من اداء اعمالهم بشكل مميز، والحفاظ عليهم بمعرفة العوامل التي قد تؤدي لبقاء الموظف في عملهُ لتعزيز المكانة التنافسية للمنظمات لمواكبة التغييرات والتطورات الواسعة والكبيرة والتي تؤثر بشكل كبير في نمو وتطور الأسواق المحلية والعالمية.

تكتسب الدراسة الحالية اهميتها من اهمية متغيرات الرئيسية المبحوثة: براعة ادارة الموارد البشرية بأبعادها(أستكشاف الفرص ، أستثمار الفرص)  والابداع التقني بأبعادهُ (تقديم منتج جديد، تحسين منتج موجود، ابداع عملية انتاجية جديده، تحسين العملية الانتاجية الموجودة) والانغراز الوظيفي بأبعادهُ (الروابط ، الملائمة، التضحية ) بوصفهما وحسب اغلب الباحثين مقدرات جوهرية لها اهمية كبيرة في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة والنجاح والتفوق وبقاء المنظمات وخاصة المنظمات الصناعية والارتقاء بأدائها.

ويمكن تحديد أهداف البحث بالاتي:

1- الوقوف على مدى اهتمام الشركة المبحوثة ببراعة مواردها البشرية (استكشاف الفرص، استثمار الفرص).

2- تشخيص مدى توافر مقومات الابداع التقني في الشركة المبحوثة (تقديم منتجات جديدة ، تحسين المنتجات الحالية او قديمة ،ابداع عملية انتاجية جديدة ، و تحسين عملية قديمة او حالية).

3- تشخيص مدى تركيز الشركة المبحوثة على موضوع الانغراز الوظيفي وابعادهُ الفرعية ( الروابط ، الملائمة ، والتضحية ).

4- اختبار الدور الوسيط للانغراز الوظيفي في التأثير في العلاقة بين براعة ادارة الموارد البشرية والابداع التقني في شركة الاتحاد للصناعات الغذائية.

5- اقتراح عدد من التوصيات ذات العلاقة بأهداف البحث الأربعة آنفة الذكر الى الشركة المبحوثة في ضوء ما ستتوصل الية البحث الحالي من نتائج عملية وما يتبعها من استنتاجات.

6- تقديم اطار نظري (فكري ومعرفي) لمتغيرات البحث الثلاثة والابعاد الفرعية لها.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. يتضح اعتماد شركة الاتحاد للصناعات الغذائية قوة عمل ذكورية بشكل تام، ذات شهادة جامعية أولية، تتميز بالشباب، ومطعمة بالخبرة في المناصب الإدارية والإنتاجية، وقد تبين انخراطهم في عمل الشركة منذ تأسيسها، الامر الذي دفعهم الى الانغراز الوظيفي في هياكلها ووحداتها واقسامها الإنتاجية، الا انها تعاني من وجود شهادات عليا تسهم في تحسين موقعها التنافسي وتطوير وتجديد أنشطتها الاستراتيجية.
  2. اظهرت شركة الاتحاد قدرتها على استكشاف الفرص بشكل جيد، من خلال اعتمادها على مصادر وطرائق جديدة لجذب المواهب البشرية، فضلاً عن بحثها عن افراد مبدعين وبما يلبي توجهاتها المستقبلية.
  3. ثبت ارتكاز شركة الاتحاد للصناعات الغذائية على مراقبة ردود أفعال وتوجهات زبائنها حول منتجاتها، لغرض اعتمادها كمدخلات في تطوير واستثمار مواردها البشرية، فضلاً عن توسيعها لقواعد المعرفة وتنويع المهارات وبما يعزز استثمارها للفرص.
  4. تبين انغماس افراد شركة الاتحاد للصناعات الغذائية في أنشطتها منذ تأسيسها، الامر الذي أسهم في بناء علاقات جيدة مع الإدارة العليا وزملائهم أساسها الثقة والود والاحترام وبما يعزز وشائج وروابط التواصل التنظيمي.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. استقطاب وجذب قوة عمل متنوعة مع اخذ بنظر الاعتبار ان قوة العمل النسائية تكون اقل كلفة واستقرار في العمل، تتلاءم مع الوظيفة والمهام، فضلاً عن الانفتاح على الجامعات والمؤسسات البحثية، وجذب راس مال بشري يعنى بالتخطيط الاستراتيجي وإدارة الإنتاج والعمليات وإدارة التسويق على المستوى الفني والإداري.
  2. تعزيز أساليب وطرائق استكشاف الفرص في مجال الموارد البشرية من خلال:
  • البحث عن المورد البشري المبدع والابتكاري الذي يتكيف مع توجهات الشركة الانية والمستقبلية، وتطوير واستدامة الموارد الحالية بانتهاج التعلم الاستراتيجي، والتدريب الاستباقي المستمر.
  • تعزيز برامج المكافأة المادية والمعنوية وجعلها تتلاءم مع حجم المهام والكفاءة والجدارة، وخصوصاً عند مواسم الإنتاج العالي.
  • اعتماد التقانة والأتمتة الحديثة في خطوط الإنتاج، ومنح افرادها مساحة كافية من الوقت والخبرة والتدريب على التأقلم معها.

 

 

 

 

 

Comments are disabled.