تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص المحاسبة للطالب (محمد عبد الرضا جبار) بأشراف أ.م. د. سلمان حسين عبد الله عن رسالته الموسومة (تأثير نماذج الربح المعاصرة في قياس الدخـــل التشـــــــــغيلي وانعكاسه على ملاءمة قيمة المعلومات المحاسبية)
تمثلت مشكلة البحث بمدى تأثير تبني نماذج الربح المعاصرة في قياس الدخل التشغيلي وانعكاس ذلك على ملاءمة قيمة المعلومات المحاسبية، اذ يهدف البحث الى اختبار هذا التأثير في بيئة الاعمال العراقية، وقد اعتمد الباحث على مجموعة من الأدوات في جمع البيانات لإجراء الدراسة العملية والتي تمثلت بالقوائم المالية لعينة من المصارف المدرجة في سوق العراق للأوراق المالية للفترة (2016-2019) والمعلومات الأخرى المنشورة في التقارير السنوية لسوق العراق خلال فترة الدراسة ، والمقابلات الشخصية مع مدير دائرة العمليات المالية وإدارة الدين في البنك المركزي العراقي وموظفي قسم الائتمان في المصارف عينة البحث .
وتنبع الاهمية العلمية للبحث من بيان أهمية تبني الوحدات الاقتصادية لنماذج الربح المعاصرة الى جانب نموذج ربحها التقليدي لما لهذه النماذج من دور كبير في تنويع مصادر تدفق الإيرادات للوحدات الاقتصادية من خلال اشراك أكبر عدد من أصحاب المصلحة في هيكل تعاملاتها فضلا عن مشاركة الأعباء معهم وبالتالي تعظيم الربحية، كما يهدف الى بيان أثر هذه النماذج على قياس الدخل التشغيلي وطريقة تصنيف الإيرادات والتكاليف المتعلقة بهذه النماذج في قائمة الدخل وبيان تأثير ذلك في ملاءمة قيمة المعلومات المحاسبية.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- صورت اغلب الادبيات نموذج الأعمال على انه نظام من الأنشطة والعمليات يوضح الية ادارة الوحدة الاقتصادية لأعمالها ومواردها المتاحة، وطبيعة علاقتها مع أصحاب المصلحة بهدف تكوين قيمة لزبائنها وتخصيصها لنفسها ولجميع أصحاب المصلحة وان أهمية نماذج الأعمال تكمن في العناصر المكونة لها وهي (الأنشطة الرئيسية، الموارد الرئيسية، عرض القيمة، علاقات الزبائن، قطاعات الزبائن، القنوات، هيكل التكلفة، نماذج الإيرادات) فأي عملية (وصف ، مناقشة، تصميم، تطوير، ابتكار) لنموذج عمل الوحدة الاقتصادية لابد ان يمر بعناصر البناء التسعة لنموذج العمل والتي تعــــطي ثلاث ابعاد (مالية وادارية وتسويقية) فهياكل التكاليف والإيرادات يمثل البعد المالي للنموذج في حين تصف الموارد الرئيسية والشراكات والأنشطة البعد الاداري، اما القنوات وقطاعات الزبائن وعلاقة الزبائن وعرض القيمة فأنها تمثل البعد التسويقي، وان هذه الابعاد هي الوسيلة التي يستطيع من خلالها صانع القرار من فهم بيئة الأعمال والمخاطر المحيطة في الوحدة الاقتصادية وبالتالي ينعكس على اختيار النموذج الربحي المناسب.
- ان مصفوفة نماذج الأرباح هي مصفوفة متحركة وفق ابعاد زمنية وليست ساكنة وبإمكان الوحدات الاقتصادية الى جانب نموذج ربحها التقليدي وحسب ظروف تشغيلها وطبيعة المنتجات والخدمات المقدمة من قبلها ان تنتقي نموذج الربحي او اكثر في نفس الوقت وتستبدله، سعيا منها في تعزيز مركزها التنافسي و حصتها السوقية وبالتالي تعظيم أرباحها وفيما لو تبنت الوحدة الاقتصادية اكثر من نموذج فان من الضروري على الوحدات الاقتصادية ان تبين لمستخدمي القوائم المالية اثر هذه النماذج على الأرباح المتحققة.
- تنشئ نماذج الأرباح المعاصرة نتيجة للتحالفات الإستراتيجية مع طرف ثالث وقد تناولت ادبيات التسويق وإدارة الاعمال هذه التحالفات، ولكن على حد جهد الباحث لم تتناول الادبيات المحاسبية اثر هذه التحالفات على المركز المالي والأداء المالي والتدفقات النقدية، كما ان المنظمات المهنية قد اصدرت معايير اقتصرت على عمليات اندماج الاعمال او المشاريع المشتركة والعمليات المشتركة وليس هناك ما ينظم عمليات القياس والإفصاح عن هذه التحالفات سواء في الاطار المفاهيمي للمحاسبة او المعايير.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- لتحقيق نمو مربح ومستدام ينبغي من الوحدات الاقتصادية المحلية الاهتمام بدراسة نماذج اعمالها المتبعة والتحديات المحيطة بها، فضلا عن مقارنتها مع ما توصلت اليها نماذج الاعمال للوحدات الاقتصادية النظيرة لها في البيئة الأجنبية للاستفادة من الابتكارات التي وظفت لتطوير نماذج الاعمال ونقلها الى البيئة المحلية.
- ينبغي من الوحدات الاقتصادية استغلال التطورات التي شهدتها بيئة الاعمال نتيجة للتطور التكنلوجي والعولمة وانتشار الانترنت وعدم الاكتفاء بنموذج أرباحها التقليدي بل فتح حدودها على أكبر عدد من أصحاب المصلحة في هيكل تعاملاتها في سبيل تنويع مصادر الإيرادات والتكاليف وتعزيز التحالفات الاستراتيجية لبناء نماذج أرباح معاصرة تعتمد على اشراك اطراف خارجية في تحمل الأعباء وتعزيز تدفق الإيرادات من مصادر مختلفة.
- لكون نماذج الربح المعاصرة تعتمد على تحالفات استراتيجية غير تلك التي تنشأ نتيجة لاندماج الاعمال ينبغي من المنظمات المهنية واضعة للمعايير العمل على اصدار ما يلزم الوحدات الاقتصادية بيان اثر مثل هذه التحالفات على الأداء المالي للوحدة الاقتصادية وعدم دمجه ضمن عملياتها الاعتيادية لما لهده النماذج في حال تبني اكثر من نموذج الى جانب النموذج التقليدي للربح ، دور في تضليل مستخدمي القوائم المالية عن الأداء المالي للوحدة الاقتصادية .