التوجه الاستراتيجي للمنظمات الصناعية على وفق رأس المال الريادي
الطالب : أحمد شاكر حمد المشرف : أ.م.د. فضيلة سلمان داود
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة الصناعية للطالب ( احمد شاكر حمد ) عن دراسته الموسومة ” التوجه الاستراتيجي للمنظمات الصناعية على وفق رأس المال الريادي “.
يهدف موضوع البحث الحالي الى تشخيص واقع وإمكانية تطبيق التوجه الاستراتيجي ورأس المال الريادي الذي يعد حلقة مهمة وكبيرة في نجاح وتطوير المنظمات الصناعية مع دراسة وتحليل إمكانية توفير الأرضية المناسبة لذلك ، انطلق البحث من مشكلة معبر عنها بعدد من التساؤلات الفكرية والتطبيقية استهدف من الاجابة عنها استجلاء الدلالات الفكرية للمتغيرات المبحوثة، كونها من المواضيع الحديثة والمهمة ، فضلاً عن الإجابة على عدد من التساؤلات واهمها – ما هي طبيعة العلاقة بين التوجه الاستراتيجي ورأس المال الريادي ؟ وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة من البحث والاجابة عن تساؤلات المشكلة، اذ يهدف البحث الى التعرف على مستوى الاداء والافكار والخطط في المنظمة المبحوثة والعمل على تعزيز دور الادارات العليا في تحسين مستوى الاداء الريادي للمنظمة الصناعية.
ولهذا الغرض صيغت فرضيتان رئيسيتان الأولى لعلاقة الارتباط والفرضية الثانية تأثير متغير التوجه الاستراتيجي في بناء رأس المال الريادي, ولتحقيق اختبارات الفرضيات استخدم البحث الميداني وطبق على مجتمع البحث المتمثل المنظمة المبحوثة (شركة الزوراء العامة) كما جمعت البيانات عن طريق ألإستبانة والتي تم توزيعها على عينة البحث وبمستوى وظيفي يمتد ما بين المديرين ورؤساء ألاقسام ومسؤولي الشعب والبالغ عددهم (110) فرد من اصل (155) ، فضلاً عن ذلك قام الباحث بأجراء المقابلات الشخصية مع بعض المدراء في المنظمة المبحوثة , حيث قوبلَ (15) مديراً موزعين على ألاقسام والشعب والوحدات الإدارية في المنظمة , كما استعمل عدد من الوسائل الإحصائية لمعالجة البيانات منها : الوسط الحسابي و النسبة المئوية و ألانحراف المعياري و معامل الاختلاف واختبار( t ،F ، sig) بوصفها الاساليب الاحصائية المناسبة لتحليل البيانات ووصف مجتمع البحث, كما تضمن كذلك استعمال معامل ألارتباط لاختبار صحة فرضيات الارتباط والانحدار الخطي البسيط لدراسة علاقة التأثير بين المتغيرات ، توصل البحث الى مجموعة من النتائج أهمها وجود علاقة ارتباط ذات دلالة معنوية موجبة ما بين متغيرات البحث ، كما تبين وجود تأثير للتوجه الاستراتيجي إيجابي ومعنوي في ابعاد رأس المال الريادي ، كما ان الشركة تمتلك الكفآت والمهارات التي تعزز من مكانتها وتحقيق أداء متميز في عملها لتحقيق التفوق بين الشركات الأخرى.
وقد اعتمد الباحث على (المنهج الوصفي التحليلي ) الذي يستند على تفسير ظاهرة او مشكلة موضوع البحث بشكل وصفي وتحليلي, أي لا يشمل فقط وصف هذه الظاهرة في مرحلة جمع المعلومات وانما يقوم على تحليل دقيق وكشف العلاقة بين متغيرات البحث وابعادهما, للوصول الى النتائج المتحققة والوقوف على ابرز المؤشرات التي تسهم في معرفة الشركة لنقاط القوة والضعف في ادائها.
ويتمثل مجتمع عينة البحث بشركة الزوراء العامة والكائنة في منطقة الزعفرانية كموقع لاجراء البحث, باعتبارها احدى المنظمات الصناعية التي تقوم بخدمة قطاعات الدولة المختلفة وتحديداً قطاع الصناعة والكهرباء والنفط والبيئة، إذ بلغ مجتمع البحث (155) شخص, وعلى هذا الاساس كانت عدد الاستمارات الموزعة (110) تضمنت (60) فقرة, توزعت على محورين الأول تضمن (36) سؤال, بينما تضمن المحور الثاني (24) سؤال, تحقق الباحث من جمع وتحليل (110) استبانة بالاعتماد على مقياس جدول تحديد عينة الدراسة دي موركان.
واشتملت عينة البحث بالقيادات العليا ومديري الاقسام في المنظمة المبحوثة, ونوع العينة قصدية ركزت على القيادات الادارية من مسؤولي الشعب ومدراء الاقسام والمدير العام ومعاونيه.
وقد تم تقسيم الدراسة الى اربعة فصول تحاكي وتناقش موضوع الدراسة المبحوثة ، حيث تضمن الفصل الاول مبحثين واختص المبحث الاول بالمنهجية العلمية للبحث اما المبحث الثاني فتضمن بعض الدراسات المعرفية السابقة ، وكان الفصل الثاني الإطار النظري لمتغيرات البحث وتضمن من ثلاث مباحث حيث اختص المبحث الاول بالتوجه الاستراتيجي اما المبحث الثاني برأس المال الريادي وتضمن المبحث الثالث دور التوجه الاستراتيجي في رأس المال الريادي ، وتضمن الفصل الثالث ثلاثة مباحث المبحث الأول تضمن نبذة مختصرة عن شركة الزوراء العامة واحتوى المبحث الثاني وصف استجابات العينة لمتغيرات البحث اما المبحث الثالث فقام تحليل علاقة الارتباط والانحدار بين التوجه الاستراتيجي ورأس المال الريادي واختبار فروض البحث ، واختتمت الدراسة بالفصل الرابع الذي تضمن الاستنتاجات والتوصيات
توصل الباحث الى مجموعة من الاستنتاجات التي تضع تفسيراً لبعض النتائج التي ظهرت في عينة الدراسة، وتحديد طبيعة العلاقة بين متغيرات الدراسة الحالية، وتوضيح المتغيرات التي حققت تأثيراً مميزاً ، والتي تسهم في ارشاد الباحثين والمتخصصين الى مجالات جديدة تستحق البحث والدراسة ، اذ بعد تفريغ استمارة الاستبانة وتحليل البيانات، وتفسير نتائج الحليل الاحصائي، توصل الباحث الى مجموعة من الاستنتاجات المتعلقة بالجانب العملي لهذه الدراسة ومن اهم هذه الاستنتاجات:
1. تقوم شركة الزوراء العامة بالأخذ بنظر الاعتبار أهم المتطلبات الأساسية لأبعاد التوجه الاستراتيجي والمعمول بها من خلال استقطاب الكفاءات والمهارات التي تعزز مكانة الشركة وتحقيق أداء متميز في عملها .
2. اهتمام وسعي المنظمة للحصول على الميزة التنافسية والبحث عن فرص جديدة لتغيير الوضع الحالي من خلال التفاعل مع الفرص القائمة والمستقبلية ، وسعيها بشكل دائم لتقديم منتجات متميزة ومتوافقة مع حاجات ورغبات الزبائن.
3. محاولة المنظمة المبحوثة في ادخال بعض التغييرات الحديثة التي تحتاجها الشركة في عملياتها الإنتاجية باستثمار وتأهيل الخبرات الموجودة في الشركة.
4. تعد الشركة رائدة ومتميزة في مجال التكنولوجيا عن الشركات الأخرى بإدخال التقنيات المتطورة وهذا واضح من خلال تعاقدها مع الشركات العالمية والمحلية في تقديم افضل المنتجات .
5. تستثمر المنظمة المبحوثة نقاط القوة لديها لاقتناص الفرص الموجودة في السوق للاستحواذ على حصة سوقية اكبر.
6. استمرار المنظمة في استثمار الفرص التي تساعدها في تطوير وتحسين مستوى اعمالها من خلال تعاقدها مع الشركات العالمية الرصينة .
7. المنظمة المبحوثة تركز على جودة منتجاتها بالدرجة الاولى كوسيلة دفاعية امام المنافسين لحمايتها في المستقبل.
وتم استعراض جملة من التوصيات والمقترحات التي تتلاءم مع الاستنتاجات المستنبطة من نتائج التحليل الاحصائي، كما يقدم الباحث مجموعة من المقترحات الخاصة ببحث علاقة أبعاد متغيرات البحث في العينة المبحوثة مع متغيرات أخرى ودراستها، وفي مجالات أخرى، وكما يأتي:-
1- توصي الدراسة بضرورة تطوير التوجهات الإستراتيجية في المنظمة المبحوثة من خلال دعم القدرات الإستراتيجية لتحقيق اداء متميز يهدف الى وضع الخطط وتنفيذها بوصفه الهيكل التنظيمي للشركة وتحقيق الأهداف المستقبلية .
2- ضرورة اهتمام المنظمة المبحوثة في وضع الخطط المستقبلية واغتنام الفرص التي تعمل على تلبية احتياجات الزبائن للحفاظ على حصتها السوقية .
3- توصي الدراسة باهتمام المنظمة المبحوثة على تطوير وتنمية مهارات وافكار العاملين فيها مقارنة بالمنافسين لتقديم افضل مالديهم من منتجات جديدة وفريدة .
4- ضرورة اهتمام المنظمة المبحوثة على تخصيص مبالغ لتطوير وتحديث الأنظمة والبرمجيات القادرة على تحليل البيانات ومعالجتها لإنتاج المعلومات التي تطلبها الإدارة للاستفادة من تبادل ونقل ووصول المعلومات والبيانات بالسرعة القصوى.
5- اهتمام المنظمة المبحوثة في تحديد اهم نقاط القوة التي تمتلكها ومن اهمها الموارد البشرية بوصفه سلاح هجومي ضد المنافسين لتعزيز موقفها وزيادة نفوذها في السوق .
6- ضرورة اهتمام المنظمة من إمكانية البحث عن فرص عمل جديدة وتوسيع نطاق عملها .
7- توصي الدراسة باهتمام المنظمة على تحسين جودة منتجاتها باعتبارها حاجز دفاعي يحمي منتجاتها من المنافسين.