تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة العامة  للطالب (صفاء عباس محسن) باشراف أ.د. هديل كاظم سعيد عن رسالته الموسومة (التنشئة الاجتماعية التنظيمية وتأثيرها في استقامة المنظمة بتوسيط رأس المال الروحي)

تعد التنشئة الاجتماعية التنظيمية من وظائف الموارد البشرية الأكثر شيوعًا ومن الوسائل المهمة والاكثر نجاحا وتأثيرا في الحفاظ على المنظمات وضمان استمرارها ، اذ عنى الباحثون على توضيح مفهومها ، وكيفية تطبيقها ، فحددوا اساليب او تكتيكات لتنفيذها ، وشخصوا عناصرها ومراحلها ، فمهمتها تكمن في تحويل الفرد إلى عامل اجتماعي تنظيمي, ، فتساعده على تحقيق الانسجام والتأقلم مع المنظمة ، وعلى التعامل الصحيح مع فريق وزملاء العمل اجتماعيا ، فضلا عن التكيف والاستمرارية مع الأوضاع المستجدة وغير المألوفة التي قد تحدث في بيئة العمل ، فيتعرف الموظفون من خلالها على الوظائف والأدوار الجديدة والثقافة في مكان العمل ، ويكتسبون المعرفة والمهارات اللازمة للقيام بأدوارهم المطلوبة من خلال بعض التغيرات التي يتم احداثها بواسطة التدريب والتوجيه ، ورفع مستوى فهمهم عن طبيعة المنظمة وسياساتها وهيكلها ، اذ تستخدم المنظمات اساليب معينة في توجيههم والتواصل معهم ، والتي تمكن المنظمات من الاحتفاظ بقوى بشرية متميزة وقادرة على التكيف مع التغيرات في سياساتها وبرامجها وانظمتها الداخلية وعملياتها الانتاجية ويحقق الديمومة لها .

 

يمكن تحديد اهمية البحث من خلال ما يأتي  :

  1. اهمية المتغيرات التي تتناولها هذه الدراسة ، كونها تعّد توليفة متنوعة في حقل السلوك التنظيمي والموارد البشرية ، وبما يقدم اسهام معرفي يسعى للتشخيص الدقيق لكل متغير من المتغيرات وتناول الاسهامات الفكرية والفلسفية التي تتعلق بها للخروج ببودقة من الافكار الفلسفية المتناسقة وبما يسهم في سد او تقليل الفجوة في الجوانب التي لم يتم تغطيتها في الدراسات السابقة فيما يخص متغير التنشئة الاجتماعية التنظيمية والاستقامة التنظيمية ورأس المال الروحي.
  2. اهمية مجال التطبيق ومكانه ، وهو قطاع الصناعات الحربية العراقية ، كونه مجالاً يتمتع بقدر كبير من الاهمية لارتباطه بالأمن القومي للبلد ، من خلال سعي هذا القطاع الى توفير الدعم اللوجستي للقوات المسلحة والقوات الامنية تحقيقاً للاستقرار الامني ، والذي يلقي بضلاله على استقرار الاقتصاد العراقي من خلال توفير بيئة امنة جاذبة للمستثمرين .
  3. تمكين المسؤولين في شركة الصناعات الحربية العامة من الافادة من توظيف ابعاد التنشئة الاجتماعية التنظيمية بما ينعكس على رأس المال الروحي الخاص بهم من خلال تعاملهم مع المرؤوسين ، وما لذلك من دور في تعزيز الاستقامة التنظيمية في الشركة.
  4. فتح المجال امام الدراسات اللاحقة للدراسة والبحث في هذا الموضوع نظراً لحداثته على المستوين النظري والتطبيقي وافتقار المنظمات العراقية الصناعية لمثل هكذا دراسات مهمة وعلى حد علم الباحث .
  5. ترسيخ ثقافة منظمية لدى عينة البحث ، بأهمية التنشئة الاجتماعية ودورها الفاعل في تحقيق الاستقامة التنظيمية عبر رأس المال الروحي .

وقد سعى البحث إلى تحقيق الأهداف الأتية:

  1. توضيح المضامين الفكرية لمتغيرات البحث من خلال تناول نشأتها ومفاهيمها الدقيقة واهميتها وخصائصها التي تميزها مروراً بأبعادها ووصولا الى تطورها في ظل وجهات النظر المتقاربة والمختلفة بشائنها .
  2. تحليل وتفسير علاقة الارتباط والتأثير للتنشئة الاجتماعية التنظيمية في الاستقامة التنظيمية . اضافة الى الارتباط والتأثير للتنشئة الاجتماعية التنظيمية ورأس المال الروحي في الاستقامة التنظيمية ، فضلاً عن ارتباط وتأثير التنشئة الاجتماعية التنظيمية في المتغير الوسيط المتمثل برأس المال الروحي للوصول الى اطار معرفي وعلمي مستند الى جهود الباحثين السابقين وبما يعزز الاستفادة من المتغيرات المبحوثة على الصعيدين النظري والعملي وفسح المجال امام الباحثين الاخرين للبحث في الموضوع ومن جوانب اخرى .
  3. تشخيص الدور الذي يلعبه ( رأس المال الروحي ) باعتباره المتغير الوسيط في العلاقة بين التنشئة الاجتماعية التنظيمية والاستقامة التنظيمية من ناحيتي التأثير والاهمية النسبية ولكل بعد من ابعاده في شركة الصناعات الحربية العامة .
  4. ايجاد بيئة روحية داعمة في الشركة الحربية من خلال تبني التنشئة الاجتماعية التنظيمية وتوضيح ابعادها وطرق تطويرها لتعزيز رأس المال الروحي تمهيداً لاشتراك العاملين في الشركة في تحقيق الاستقامة التنظيمية الباعث على افضل السلوكيات الاخلاقية في بيئة العمل .

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. يتبين ان غالبية مجتمع شركة الصناعات الحربية العامة مجتمع ذكوري ، و ندرة ملحوظة للكادر الشبابي فيهم ، وفضلاً عن امتلاكهم لخدمة وظيفية طويلة فانهم يتميزون بتحصيل علمي جامعي ، مع الافتقار الى حملة الشهادات العليـا .
  2. يتضح الدور المؤثر للرئيس المباشر في عملية التنشئة عند مساعدة وتوجيه المرؤوسين على انجاز الاعمال المكلفين بها ، لاسيما وانهم يمتلكون معرفة جيدة عن الاليات المتبعة لإنجاز المهام ، رغم حاجتهم الى برامج تدريبة فاعلة ومتطورة .
  3. وجود ضبابية تحجب عن الموظفين معرفة طبيعة الاهداف التنظيمية التي تسعى الشركة الى تحقيقها ، رغم امتلاكهم الفهم الكامل لطبيعة واجباتهم الوظيفية .
  4. يتبن ان المساعدة والتعاون والدعم المتبادل هي الصفة الغالبة على العلاقات في مجتمع البحث ،مع وجود نوع من الجمود في تقبل عضوية زملاء جدد في العمل .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها:

  1. ضرورة انفتاح الشركة على كوادر تعتمد الخبرة ولا تستند على نوع اجتماعي بحد ذاته ، دون النظر الى مؤهلات شاغلي الوظيفة فيها ، مع اعتماد الكفاءات من الاناث وبما يناسبهن من وظائف ، فضلاً عن ادخال فئة الشباب ومنحهم الخبرة ، وبما يسهم في تنشئة قوة عمل تتميز بالاستقامة ، ومعالجة النقص الحاصل في حملة الشهادات العليا وبما يتلاءم مع بيئة العمل .
  2. ضرورة توفير برامج تدريبية فاعلة ومتطورة وبما يتلاءم مع المعرفة التي ترغب الشركة من بلوغها من خلال :
  • ‌أ. اعتماد المشرفين المباشرين في مساعدة وتوجيه المرؤوسين وخاصة عند انخراطهم في الشركة حديثاً.
  • ‌ب. الحث على التشارك المعرفي وتبادل الخبرات .
  • ‌ج. توجيه المرؤوسين نحو برامج تدريبية تتلاءم والوظائف المسندة اليهم .
  1. على ادارة الشركة ان توضيح للعاملين فيها الاهداف التنظيمية التي تسعى الى تحقيقها وعلى المستويات كافه ، لما لها من دور في مساعدتهم على توجيه انشطتهم نحو تحقيق تلك الاهداف .
  2. العمل على توفير التفاهم المشترك والاحترام المتبادل والترحيب اللائق بالموظفين المنخرطين حديثاً في الشركة ، لتمكينهم من الاندماج الناجح .

 

Comments are disabled.