تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد , مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة العامة للطالبة ( مريم فخر الدين محمود ) بأشراف أ.د. علي حسون الطائي عن رسالتها الموسومة (العلاقة بين القيادة الفاعلة واليقظة الذهنية وانعكاسها على الاستجابة الاستراتيجية / بحث استطلاعي تحليلي في بعض الجامعات العراقية)
انطلاقاً من اهمية موضوع القيادة الفاعلة وعلاقتها باليقظة الذهنية وانعكاسها على الاستجابة الاستراتجية وتأثيرها المحتمل في مستقبل الجامعات العراقية، وتوصلاً مع الجهود البحثية السابقة، وزيادة الإثراء الفكري لهذه الموضوعات الثلاث في الفكر الاداري مابعد الحداثة، جاءت فكرة البحث الحالي لتؤكد على ضرورة امتلاك قادة الجامعات فاعلية تُمكنها من البصيرة وقوة التاثير وعلاقات طيبة وامتلاكها الوعي المتكامل والانتباه والادراك الذهني الذي يُركز على اللحظة الحالية، وعدم الحكم مسبقاً وقدرة على إدارة الجامعات بشكل فاعل وانعكاس ذلك على استجابتها الاستراتيجية للتحديات البيئية المفاجئة الغير متوقعة بشكل اسرع من المنافسين، وفي هذا الاطار صيغت مشكلة البحث بأسلوب يستند الى عرض مجموعة من الحقائق الاكاديمية البحثية على المستوى النظري والتطبيقي من اجل تحديد الفجوة المعرفية بين المتغيرات الرئيسة للبحث ( القيادة الفاعلة، واليقظة الذهنية، والاستجابة الاستراتيجية)، لينبثق منها تساؤل رئيس للبحث (هل استطاعت القيادة الجامعية الفاعلة وبيقظتها الذهنية من التأثير في قدرتها على الاستجابة الاستراتيجية ؟ ) فدُعِمت بتساؤلات اخرى تستفهم عن وجود العلاقات بين المتغيرات المبحوثة، وللإجابة عن هذه التساؤلات حُدِدت مجموعة من الاهداف، كان ابرزها إعداد دراسة تطبيقية مُدعمة بالحقائق الكمية والكيفية حول تحديد ومعرفة طبيعة العلاقة بين المتغيرات.
وتُكمَن أهمية البحث الحالي في الآتي :
- يُعَد البحث الحالي محاولة موضوعية لتسليط الضوء على سرعة التغيرات والتطورات التي تشهدها البيئة على المستوى المحلي والعالمي والتطور المتسارع في المفاهيم الإدارية الحديثة، سيما مفهوم القيادة الفاعلة الذي يُعَد من الأساليب الإدارية الفاعلة في مجال تعزيز مستقبل المنظمات، وتعزيز سبل التفاهم بين المنظمة وأصحاب المصالح او الجمهور والمنافسين، أذ تمثل موجه وسلاح تنافسي مهم واداة لتحليل الموقف وأسلوب جيد لاختيار الاستجابة الاستراتيجية الكفؤة، فضلاً عن تحقيق اهداف كليات الجامعات، عبر تعرفها على الجانب النظري والطروحات الفكرية، لتحقيق فهم وإدراك واضح لمفاهيم واهداف المتغيرات المبحوثة .
- التعرف على مستوى توجه واهتمام وامكانات وقدرات الجامعات في ( القيادة الفاعلة، اليقظة الذهنية، الاستجابة الاستراتيجية)، فضلاً عن معرفة أي ابعادها كانت اكثر اهتماماً وتبنياً وممارسةً .
- يمثل البحث أضافة متواضعة الى الخزين الاكاديمي العراقي والعربي والعالمي الحاصل في ميدان علم الادارة العامة ودراسات السلوك التنظيمي وحقل الادارة الاستراتيجية والموارد البشرية، أذ يقدم البحث اطاراً نظرياً ومفاهيماً عن المتغيرات الثلاثة بهدف معرفة التداخل الفكري والمعرفي فيما بينهم، نظراً لكون العنوان لم يسلط الضوء عليه بشكل وافي وكامل على مستوى الدراسات السابقة، أذ لم تختبر المتغيرات مجتمعة بدراسة سابقة واحدة على حد علم الباحث
يمكن تحديد الاهداف بما يلي :
- بناء اطار نظري يعطي رؤية واضحة لمتغيرات البحث الرئيسة والفرعية من خلال تتبع الجهود المعرفية والفكرية التي قدمها الكتاب والباحثين لتحديد المفاهيم الدقيقة لهذه المتغيرات ومعرفة نوع وطبيعة التداخل الفكري والمعرفي بينها، ومناقشة المضامين الفلسفية والمناهج الاكاديمية الحديثة لمتغيرات البحث الثلاث لغرض الافادة منها في كليات بعض الجامعات .
- تمثل المتغيرات ( القيادة الفاعلة، اليقظة الذهنية، الاستجابة الاستراتيجية ) من أبرز متغيرات الادب الأداري الحديث، والتي تؤثر بشكل مباشر في بيئة التعليم بشكل خاص، والمنظمات العامة والاعمال بشكل عام، لذلك الهدف خُصِص الجانب النظري للبحث في تعريف الجامعات بمفاهيم واهمية ونماذج المتغيرات وابعادها، ومدى ممارستها من قبل الجامعات من حيث التبني والتطبيق.
- تحديد العلاقة بين القيادة الفاعلة واليقظة الذهنية وانعكاسها على الاستجابة الاستراتيجية في بعض الجامعات العراقية، فضلاً عن إمكانية تعزيز عملها بتوصيات يزيد من ادائها كماً ونوعاً
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- استندت الجامعات الحكومية محل البحث الى العنصر الذكوري على حساب الاناث في ظل أعباء العمل والقدرات والمهارة والمؤهل الجامعي المتقدم، اذ اعتمدت على مزيج من الخبرات والاعمار المنتجة المتجانسة من قوة العمل التي تجسد هيكلية قياداتها، لاسيما وأنها تتمتع بالألقاب العلمية.
- تبين اهتمام الجامعات المبحوثة بامتلاك رؤية واضحة تحسن من خلالها قيادتها الفاعلة، نتيجة لاستنادها على إيجاد رؤية متناسقة تتلاءم وطبيعة التغيرات البيئية، فضلاً كونها واضحة وتتناسق مع متطلبات العمل الجامعي المستقبلي بشكل لا يلبي الطموح.
- أظهرت الجامعات الحكومية محل البحث استنادها الى تحفيز العاملين بشكل رئيس في تحسين القيادة الفاعلة، لاسيما وأنها تشعر ملاكاتها الوظيفية بأهمية دورهم وطابع عملهم، فضلاً عن تقديمها مكافأة تقابل مبادراتهم الإبداعية بشكل لا يلبي طموحاتهم.
- اعتمدت الجامعات الحكومية محل البحث الاتصال كمرتكز رئيس لتعزيز القيادة الفاعلة، سيما وأنها تحرص على بناء عمليات اتصال فاعلة تعالج من خلالها كافة الأمور العالقة، في ظل تكامل نظام اتصالاتها الداخلي والخارجي وبما يضمن فاعلية إنجازها للمهام الاكاديمية.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها:
- ينبغي على الجامعات محل البحث استثمار قوة عملها الحالية دون الاعتماد عل النوع الاجتماعي المحدد بالذكور، فضلاً عن استقطاب أفضلهم مهارة، وكفاءة وجدارة لشغل المناصب القيادية، وبما يزيد من قدراتهم، وتكيفهم مع المهام الجامعية.
- ضرورة اهتمام الجامعات برؤيتها وجعلها أكثر وضوح من خلال تبني الاليات الاتية:
أ. تبني رؤية واضحة تتلاءم ومتطلبات البيئة والمستقبل الذي ترغب في تحقيقه.
ب. العمل على تطوير رؤية تستند الى الفحص الدقيق للبيئة، بأنشاء وحدة متخصصة بتلك المهام تأخذ على عاتقها دراسة البيئة وتقلباتها وترتبط برئاسة الجامعة بشكل مباشر.
- ضرورة تحسين من مستوى الجامعة على تحفيز افرادها باعتماد إجراءات وسلوكيات تحقق حاجاتهم ورغباتهم من خلال منحها مكافأة للتدريسيين والموظفين لقاء تقديمهم الأفكار الإبداعية والمبادرات الابتكارية.