تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد , مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الاقتصاد للطالبة (إمهال تركي عبد الحسين) بأشراف أ..د. فارس كريم بريهي عن رسالتها الموسومة (وسائل دعم تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة على ضوء تجارب مختارة مع إشارة الى العراق)
يمثل قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة النموذج الأمثل في تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة فرص التشغيل ، ولان هذه المشروعات تساهم بنسبة مرتفعة في تأمين السلع والخدمات الضرورية في أغلب اقتصاديات العالم حيث تؤدي دورا بارزا في تنمية الاقتصاد من خلال مساهمتها في الناتج المحلي وتوفير فرص وظيفية واستثمارية متنوعة ، ولابد من توفير دعم مالي مناسب وملائم لتلك المشروعات في سبيل تعزيز دورها ، وتتسم تلك المشروعات بانخفاض كل من حجم رأس المال والأجور والطاقة الإنتاجية أضافة الى الاعتماد على الموارد الاقتصادية ، والقدرة على الانتشار الجغرافي ، ولذلك تحظى هذه المشروعات بأهمية كبيرة لما لها من تأثير إيجابي على زيادة الدخل الحقيقي للأفراد على الرغم من أن هذا القطاع يواجه العديد من التحديات تأتي في مقدمتها التحديات المالية بتوفير مصادر تمويلية تساعد على تعزيز حجم رأس المال وتنمية هذا القطاع المهم ، وذلك لابد من ان تستند هذه المشروعات إلى مجموعة من الطرق التمويلية وتنويع مصادرها لمواجهة المخاطر المالية العالية واحتمالية اختلاف العائد المتحقق نسبة الى العائد المتوقع وتحقيق الأهداف الرئيسية لهذه المشروعات والتي من بينها تخفيف العبء عن القطاع العام.
تظهر أهمية البحث من خلال الاتي: –
- ان للمشروعات الصغيرة والمتوسطة أهمية كبيرة في جميع الدول المتقدمة والنامية كونها تمثل أحد عوامل النمو الاقتصادي بالإضافة الى أثرها الإيجابي على تنمية الدخل الا ان هذه المشروعات وخاصة في الدول النامية ومنها العراق تواجه العديد من المعوقات والمشاكل الداخلية والخارجية ولعل أصعب مشكلة تواجهها المشكلة المالية والتمويلية وما يرتبط بها من جوانب مختلفة.
- ان مشكلة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة لا تكمن في التمويل ذاته بل بالوصول الى التمويل وينبغي ان لا يتجه فقط نحو المشروعات التي تسهم في توظيف العمالة فحسب بل ينبغي ان يتجه نحو المشروعات التي تخلق قيمة مضافة كالمشروعات الصناعية والزراعية.
مشكلة البحث
تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة نقص التمويل وضعف اليات التمويل المتبعة في دعم هذه المشروعات والذي سبب فجوة تمويلية بين جانبي العرض والطلب خاصة في العراق.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- ان الدعم المالي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لا يقتصر فقط على تقديم المنح والمبادرات ولكن يتعدى ذلك بكثير على سبيل المثال تقديم تسهيلات مالية، وجود بنوك متخصصة في دعم المشروعات الصغيرة، تنظيم برامج مخصصة واستشارة المختصين بالتمويل.
- ان المنهج الذي يركز فقط على التمويل والضمانات العامة من المرجح لا يحقق منافع كبيرة، لذلك نجد ان من الأفضل حصول المشروعات الصغيرة والمتوسطة على التمويل بسبل مجدية وآمنة وقابلة للاستمرار، يقتضي ذلك اعتماد منهج شامل يغطي جميع المتطلبات الأساسية من الجوانب الاقتصادية الكلية الى الجوانب التنظيمية والقانونية.
- ان تنوع الأنشطة الاقتصادية التي تمارسها المشروعات الصغيرة والمتوسطة جعل موضوع دعم هذه المشروعات يأخذ أهمية لدى الدارسين والمختصين بالمجال ولابد من وضع نهج متنوع يعنى بتهيئة البيئة المناسبة للتعامل مع هذه المشروعات
- تساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير في التنمية الاقتصادية في معظم الدول المتقدمة نظرا لكونها مصدر لتشغيل البطالة وتوليد الدخول والحد من الفقر، وكذلك تعزز من معدلات النمو الاقتصادي من خلال المساهمة في خلق الناتج المحلي.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها:
- إن لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة خيارات كثيرة ومتنوعة لذلك ينصح بالمقارنة بين التمويل والمخاطرة التمويلية عند دراسة او تقديم طلب الدعم المالي.
- استحداث قسم تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المصارف التجارية بحيث يؤدي إلى توسيع دائرة المستفيدين من برامج الدعم والتمويل التي يقدمها المصرف لخدمة المجتمع وتلبية احتياجات العملاء، والتوجه نحو شريحة أكبر من الشباب الجادين في تطوير ذاتهم والذين لديهم طموح في إقامة مشاريع صغيرة ويفتقرون في ذات الوقت إلى مصادر الدعم اللازمة للبدء فيها، ومساندتهم إداريا في إقامة هذه المشاريع.
- توفير التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة من قبل مؤسسات المجتمع المدني مثل جمعيات رجال الاعمال وتوفير الخبرة في التعامل معها بأساليب جديدة غير تقليدية.
- اجراء مسح دوري لهذه المشروعات لتجميع الإحصاءات الخاصة بها في مجالات الإنتاج والقوى العاملة ورأس المال وغيرها بهدف مساعدة الجهات المسؤولة في اتخاذ القرار المناسب لتطويرها وتشخيص احتياجاتها التمويلية المختلفة.