تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (تأثير رفاهية العاملين في المخرجات التنظيمية من خلال أسلوب الإدارة بالأهداف) في تخصص الادارة الصناعية للطالب (رياض حميد جوده) بأشراف أ. م. د. أثير عبدالله محمد
تُعد رفاهية العاملين من المرتكزات الأساسية التي تعول عليها المنظمات لبلوغ أهدافها, ولما لها من أهمية بالغة في حياة الأفراد العاملين, إذ يمثل العنصر البشري اللبنة الأساس التي يُبنى عليها عمل المنظمات لاسيما الصناعية, ويتحدد سلوك المنظمة من خلال مجموع سلوكيات الأفراد العاملين فيها, وممارستهم للأنشطة التفصيلية اليومية لأعمالهم المكلفين بها, انطلاقاً من هذا المبدأ يهدف البحث الحالي الى التعرف على تأثير رفاهية العاملين في المخرجات التنظيمية من خلال اسلوب الادارة بالأهداف، نظراً لأهمية هذه المتغيرات في المنظمات الصناعية وأثرها في بقائها ونموها في ضوء التحديات البيئية.
تمثلت مشكلة البحث الميدانية بوجود ضعف في الأدراك لأهمية رفاهية العاملين وابعادها واغفال دورها في تحقيق المخرجات التنظيمية الايجابية بتوسيط اسلوب الادارة بالأهداف .
وأن أهداف البحث تتجسد بالجوانب الآتية :
- الوقوف على مدى اهتمام إدارة ألمصنع المبحوث برفاهية العاملين(الرفاهية النفسية, رفاهية مكان العمل, رفاهية الحياة), للوصول الى فهم شامل لماهية رفاهية العاملين.
- تشخيص مدى توفر مقومات المخرجات التنظيمية في مصنع القطنية(سلوك المواطنة التنظيمية, الأداء الوظيفي, الالتزام التنظيمي),لإيجاد فهم شامل لماهية المخرجات التنظيمية.
- تحديد مدى تركيز واهتمام ألمصنع المبحوث لأسلوب الإدارة بالأهداف وأبعاده الفرعية(تحديد الأهداف, وضع خطة عملية, المراجعة الدورية, تقويم الانجاز السنوي, المشاركة), مما يساعد على تحديد برامج التطوير والتدريب المناسبة للارتقاء بموارده البشرية, وبناء علاقات إنسانية قوية بين كافة الأفراد العاملين في المصنع المبحوث.
- اختبار الدور الوسيط لأسلوب الإدارة بالأهداف في التأثير في العلاقة بين رفاهية العاملين والمخرجات التنظيمية في مصنع القطنية, لتحديد المقدار الذي تؤثر فيه رفاهية العاملين إجمالاً أو على مستوى كل بعد في المخرجات التنظيمية من خلال أسلوب الإدارة بالأهداف, لتحديد آلية تشخيص طبيعة الدور الوسيط في المعنوية الاحصائية لنتائج اختبار التأثير هل هو تأثير جزئي ام تام, لرفع مستوى الأداء التنظيمي للمصنع من خلال توظيف مفاهيم رفاهية العاملين بأبعادها مع أسلوب الإدارة بالأهداف وتأثيرهما في زيادة مستوى المخرجات التنظيمية الايجابية للعاملين.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- حظيت رفاهية العاملين بتعريفات عدة عكست وجهات النظر المختلفة لعدد كبير من الكتاب والباحثين الذين طرحوا هذا المفهوم، ويعتبر هذا مؤشراً يدل على أن لهذا الموضوع استخدامات واسعة في شتى ومختلف المجالات.
- يمثل أسلوب الإدارة بالأهداف الفلسفة التي يتم من خلالها استيعاب وفهم طبيعة الأعمال ووضع المبادئ اللازمة لأدائها، وفي ذات الوقت يشتمل على السمات والأبعاد التي لا بد من توافرها داخل المصنع لكي تتحقق المخرجات الوظيفية، كما انه يعكس الجوانب الملموسة التي تمثل عمليات الأنشطة ومجالات وجودها.
- يعتبر مصطلح المخرجات التنظيمية أحد المفاهيم الإدارية الحديثة, نظراً لما أظهرته الأبحاث المعاصرة من أهمية المخرجات التنظيمية في تعزيز مستويات الأداء، والتي تعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على الفعالية التنظيمية, فضلاً عن كونه مبنياً على افتراض منح الأفراد العاملين الثقة، والاستقلالية في العمل, وتفويض السلطات، مما يحفز لديهم الشعور بالثقة لتحمل المسؤولية وإثبات إمكاناتهم التي تظهر في شكل إبداعات ومقترحات, ستزيد هذه الإمكانات التي نشأت من الدافع الإيجابي تجاه أهمية العمل وكفاءة إنجازه وفعاليته المطلوبة, ويُعد هذا مؤشراً على حداثة هذا الموضوع والحاجة الملحة للخوض به، والانتباه لأهميته على الأفراد العاملين.
- يمثل أسلوب الإدارة بالأهداف, احد أهم الأساليب التي تستطيع من خلالها المنظمات لاسيما الصناعية من تحقيق الاداء الافضل من خلال تحديد الاهداف والرؤى المختلفة, من ثم تحويلها الى أهداف ورؤى موحدة يعمل جميع الافراد في ظلها لإنجاز المهام بشكل أكثر كفاءة وفاعلية.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة وضع مفهوم رفاهية العاملين محط أنظار الكتاب والباحثين لما يحتويه هذا الموضوع من أهمية كبيرة تنهض من خلالها المنظمات لاسيما الصناعية, ولما تمتاز به من مقومات تشجيعية وفرصة للأفراد العاملين لتطوير ولإظهار مهاراتهم.
- تشجيع الباحثين على إثراء بحوثهم والتعمق في معرفة مبادئ أسلوب الإدارة بالأهداف، بسبب كون هذا الموضوع يحتاج الى توعية وتعريف الأفراد العاملين بأهمية وجوده وتطبيقه في المنظمة لاسيما الصناعية.
- فتح أوسع المجالات للبحث عن أهمية المخرجات التنظيمية خصوصاً وأنه يعد من المواضيع الحديثة وآخذ بالانتشار في مناخ عمل المنظمات لاسيما الصناعية دون الالتفات الى مدى فاعليته على التنظيمات.