تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (دور القيادة الاصيلة في السمعة التنظيمية بتوسيط المناعة التنظيمية ) في تخصص الادارة الصناعية للطالبة (زهراء ماجد محمد) بأشراف أ.شفاء محمد علي حسون
تعتبر القيادة أحد اهم المواضيع في علم الإدارة التي تختص بالسلوكيات والخصائص التي يتمتع بها القائد كونها تساهم في حل المشكلات واستمرارية المنظمة و ميزتها التنافسية في تقديم الأفضل، يقع على القائد دور رئيسي في ضبط العلاقة بينه وبين التابعين لتكون ضمن معايير أخلاقية، أن التحليل الموزون والمدروس للمعلومات يعزز مكانتها وموقعها، كما أن الاهتمام بالحالة النفسية للتابعين وارشادهم الى تحقيق ذاتهم تساعدهم في بناء شخصية مرنة لمواجهة التغيرات وتقبل الظروف والتكيف معها او لتجاوز الازمات بما يساهم في الوصول الى الأهداف ،يؤثر القائد الصريح والشفاف على التابعين والمنظمة من خلال ضبط انفعالاته وقراراته المدروسة والمحكمة. تسعى القيادة الاصيلة الى تهيئة مناخ إيجابي يعزز من المناعة التنظيمية لتستطيع مواجهة الاخطار والتهديدات الداخلية والخارجية، واستثمار مواردها لمواجهة الاحداث والتغيرات الطارئة والمفاجئة.
حيث يهدف البحث الحالي الى معرفة علاقة الارتباط وتأثير للقيادة الاصيلة التي تمثل المتغير مستقل في السمعة التنظيمية التي تعتبر متغير معتمد، من خلال المتغير الوسيط المناعة التنظيمية، وتم اختيار الشركة العامة لصناعة النسيج والجلود احدى تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن وذلك كون القطاعات الصناعية اقل اهتماما من القطاعات الأخرى وضمن التخصص الدراسي. يمكن تحديد المشكلة انطلاقا من دور القيادة الرئيسي في اتخاذ القرارات وفق الوعي والفكر والإدراك، وضعف هذه القيادة يعرض الشركة للأخطار مما يتطلب بناء مناعة تنظيمية لدعم السمعة التنظيمية من خلال الخبرات والسلوكيات الأخلاقية والتكيف مع الظروف الديناميكا وتم صياغة السؤال الرئيس (هل تساهم القيادة الاصيلة في تحسين السمعة التنظيمية بتوسيط المناعة التنظيمية).
ويستمد هذه البحث أهميته من الجوانب الاتية :
- يعرض البحث اهم المستجدات الفكرية والفلسفية التي ترتبط بمتغيرات البحث (القيادة الأصيلة، المناعة التنظيمية، والسمعة التنظيمية) التي تعتبر حديثة نوعا ما ويمكن الاعتماد عليها في الدراسات المستقبلية للقطاعات الصناعية وباقي القطاعات الاخرى حسب علم الباحثة.
- تعريف أعضاء الشركة المبحوثة بأهمية السمعة التنظيمية وعلاقتها بتقدم المنظمة ودورها في تحقيق النجاح والتميز في المستقبل.
- يفتح البحث الحالي مجال للباحثين في توسيع المجال الفكري الإداري والسلوك التنظيمي، يوفر معلومات للمهتمين بمتغيرات الدراسة، تعمل في سد الفجوة بين متغيرات البحث في الواقع العملي والنظري، تطبيق البحث وفق المحددات البيئية واستثمار الموارد المتاحة.
- يمكن الاستفادة من متغيرات البحث لغرس دور القيادة الاصيلة بأبعادها في زيادة الوعي والادراك المنظمة المبحوثة وتعزيز السمعة التنظيمية بأبعادها عن طريق دعم وحماية المنظمة بواسطة المناعة التنظيمية لتعزيز موقعها في السوق العراقي.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تطبق الشركة المبحوثة متغيرات البحث ولكنها ليست بمستوى اتفاق عالي وان القيادة الاصيلة هي أكثر تطبيقا من باقي متغيرات البحث مما يدل على تمتع قيادات الشركة بسمات وخصائص القيادة الاصلية التي تنعكس على اراءهم وتتطابق مع سلوكياتهم في تشجيع منتسبي الشركة وتمكينهم من العطاء والابتكار خدمة للصالح العام في الشركة.
- يشجع مدراء الشركة افرادها في عدة جوانب من حيث تعزيز مهاراتهم لتقديم أفضل الأفكار والآراء التي تعود الى التغذية العكسية الفعالة والتي تعد أحد عوامل النجاح للقيادة وكذلك اراء المدراء التي تهتم وتؤثر في مواقف وسلوكيات العاملين والتي تحسن معنوياتهم واراءهم وادائهم في قضايا العمل الرئيسة.
- يعتبر بعد المنظور الأخلاقي الأكثر تطبيقا في الشركة من بين باقي ابعاد المتغير القيادة الاصيلة التي هي (الوعي الذاتي والمعالجة المتوازنة وشفافية العلاقات) مما يدل على ان مدراء الشركة يمتلكون قيم عالية كالصدق والنزاهة ومعايير أخلاقية تساعدهم في مواقفهم وقراراتهم مع العاملين من جهة ومع أنشطة الشركة من جهة أخرى.
- يستمتع مدراء الشركة بخبرات في مجال العمل حيث يلاحظ من المعلومات الديمغرافية ان اغلب العينة تكون خبراتهم من 15 سنة فأكثر وصولا الى سن التقاعد مما يساعدهم ويساهم ويمكنهم من تحفيز العاملين على الابداع والابتكار في خدمات الشركة ومنتجاتها.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :
- السعي زيادة الاهتمام في المفاهيم السمعة التنظيمية والمناعة التنظيمية لما لها من دور من الزيادة في تحسين العاملين وتطويرهم وتوفير المستلزمات المخطط لها في الشركة.
- ضرورة توفير الدورات المختصة في تعزيز التفكير الإبداعي واتخاذ القرارات الأفضل في حل المشاكل بصورة مبتكرة وكذلك تدعيم الدورات الخاصة بأدوات وتقنيات التفكير.
- ضرورة زيادة الاهتمام بالمفاهيم (الوعي الذاتي والمعالجة المتوازنة وشفافية العلاقات) كونها تصب في تعزيز القيادة الاصيلة في الشركة التي بدورها تؤثر على التحليلات الموضوعية لقراراتها ومعالجتها في الوصول الى القرار الأفضل والسديد لمختلف الظروف بالاعتماد على القيم
- رفع الوعي لدى المدراء حول أنواع القرارات التي يجب ان تتخذ حسب المواقف بشتى أنواعها كونها تكون على تماس مع ادراكات وعواطف العاملين في الشركة.