تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (تأثير التوافق المهني في الــحـد من ضغوط العمل بتوسيط الذكاء العاطفي -بحث تحليلي لآراء عينة من الاطباء العاملين في مستشفى مدينة الطب) في تخصص الادارة العامة للطالب (مشتاق طالب نوري) بأشراف أ.م.د . سلمى حتيتة رحيمة
لذا جاء البحث كمساهمة لتسليط الضوء على مدى تأثير التوافق المهني وكيفية استخدام ابعادهُ في الحد من ضغوط العمل، فبيئة العمل والعلاقات الإيجابية مع الزملاء والإدارة فضلاً عن طبيعة العمل يمكن ان تكون وسائل قوية في الحد من أثار ضغوط العمل مما ينعكس ايجاباً على الأداء العام للمستشفيات لا سيما أن ضغوط العمل تتشكل نتيجة بعض الممارسات الإدارية الخاطئة والصراعات الداخلية والخارجية والتي لها تأثير مباشر على سلوك الأطباء ومن ثم ضعف مستوى التوافق المهني بينهم، وفي ضوء ذلك تبرز الحاجة لمفهوم الذكاء العاطفي والذي يعد من ابرز المفاهيم المتداولة في المنظمات الصحية لتعزيز علاقة التأثير للتوافق المهني للحد من ضغوط العمل اذ يمتاز ذوي الذكاء العاطفي بالوعي الذاتي وتنظيم المشاعر والتكيف مع متطلبات البيئة والتغيرات المتسارعة فضلا عن مهارات حل المشكلات والنزاعات ومن ثم توليد حالة أعلى من التوافق المهني تسهم بتوفير ظروف عمل ومناخ نفسي واجتماعي إيجابي تنعكس على الاطباء في مختلف المستويات في معالجة ضعف التوافق المهني الذي يواجهونه في ميدان عملهم، ومن هذا المنطلق سعى البحث الى توضيح أهمية توظيف التوافق المهني والذكاء العاطفي وسيطا في الحد من ضغوط العمل لدى عينة البحث .
تنبع أهمـــــــــــــــــية البحث من الاتي :
- أهمية البحث في المتغيرات الثلاثة التي تم التطرق لها ( التوافق المهني ، الذكاء العاطفي ، ضغوط العمل) أذ تناقش مواضوعات مهمة في مجال المنظمة والسلوك التنظيمي والموارد البشرية اذ تعد من الدراسات القليلة (على حد علم الباحث) في البيئة العراقية التي تربط بين توليفة المتغيرات هذه مجتمعة .
- أهمية مكان التطبيق وهو القطاع الصحي والمتمثل بمستشفيات دائرة مدينة الطب وما لهذا القطاع من دور في المجتمع اذ يعد من القطاعات المهمة في العراق وإن إجراء مثل هذا البحث وما يترتب عليه من نتائج من الممكن ان توصل لتوصيات تعزز من دور التوافق المهني والذكاء العاطفي للحد من مجمل الضغوط التي يتعرض لها الأطباء.
- تنطلق أهمية البحث من أهمية مجتمع و عينة البحث وهم الأطباء وكيف يمكن لبيئة عملهم ان تعزز أو تثبط من توافقهم المهني خاصة في ظل ظروف جائحة كورونا (19-Covid) وبصورة عامة في الظروف التي يعيشها العراق لمدى سنوات عديدة من التدهور في تلبية الطلب على الخدمات الصحية.
- التعرف على تأثير التوافق المهني في الحد من ضغوط العمل بتوسيط الذكاء العاطفي للمستشفيات المبحوثة .
- اغناء المكتبتين(العراقية والعربية) عبر وضع أطار نظري يربط بين ثلاث متغيرات(التوافق المهني ، ضغوط العمل ، الذكاء العاطفي) .
يسعى البحث الحالي إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثل بالآتي:
- بناء أنموذج مفاهيمي لمتغيرات البحث والمتمثلة بالمتغير المستقل التوافق المهني والمتغير المستجيب ضغوط العمل والمتغير الوسيط الذكاء العاطفي بهدف تعريف المستشفيات المبحوثة بمفاهيم واهمية ونماذج المتغيرات .
- التعريف بابعاد التوافق المهني وتحديد أولوية ممارستها من قبل المستشفيات المبحوثة الى جانب تحديد ابعاد الذكاء العاطفي للوقوف على اكثر ابعاده تبني من قبل عينة البحث فضلا عن تشخيص مستوى ضغوط العمل للوقوف على اكثر الابعاد تبني واهتمام .
- تشخيص مستوى توجه واهتمام المستشفيات المبحوثة بالتوافق المهني و تحديد مستويات الذكاء العاطفي لعينة البحث وتقديم التوصيات اللازمة لتعزيزهما.
- تشخيص مستوى ضغوط العمل في المستشفيات المبحوثة بالتوافق المهني والتعرف على أي ابعادة اكثر ممارسة وتبني.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تبين أن أغلب الأطباء العاملين في المستشفيات المبحوثة من ضمن الفئة العمرية الشابة والكبيرة بالسن من ذوي الخبرة مع وجود تنوع من حملة الشهادات العليا لاسيما شهادة الدكتوراه ، وهذه المؤشرات تشير الى أن عينة البحث تمتلك المؤهل العلمي الجيد من اجل الاجابة على فقرات الاستبيان.
- يتضح أن هناك توافق مهني لدى الأطباء الا أنه بصورة عامة ليس بـــــــمستوى الطموح الذي يمكنهم من مواجهة شتى الظروف وفي الوقت ذاته كان مستوى التوافق المهني في مستشفى الجهاز الهضمي والكبد التعليمي اقل مقارنة بالمستشفيات الأخرى ويعود ذلك الى حاجة الأطباء الماسة الى البرامج التدريبية والى الأنشطة الاجتماعية والترفيهية.
- أظهرت نتائج البحث قصورا في بيئة العمل لاغلب المستشفيات المبحوثة عدا مستشفى الحروق التخصصي، ويعود ذلك لافتقار المستشفيات الى أنظمة اتصالات وتكنولوجيا فضلا عن عدم إيلاء الادارة العليا النشاطات الاجتماعية والترفيهية للملاكات الطبية اهتماما كبيرا التي بدورها تحقق التوافق المهني وتخفض من ضغوط العمل.
- تمثل تحقيق متغير الذكاء العاطفي بكل أبعاده وفي كل المستشفيات المبحوثة الا أن أكثرها تجسيداً له يرتبط ببعد التعبير العاطفي، و الوعي العاطفي للآخرين لما يمتلكه الأطباء من تأثير قوي على زملاء العمل وعلى المرضى المتعاملين معهم .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة ان ينبغي تولي إدارات المستشفيات اهتمام فعلي بالنهوض بمستويات بيئة العمل من خلال الاهتمام بالجوانب المادية في مكان العمل واستخدام وتطوير أساليب عمل حديثة والاهتمام بوضع البرامج التدريبية.
- تحفيز مستويات الوعي الذاتي العاطفي التي يمتلكها الاطباء في المستشفيات المبحوثة لزيادة التأثير الفاعل لكي تصل الى مرحلة المساهمة في الحد من ضغوط العمل من خلال التأكيد على معاملة المرضى كزبائن دائمين وبما يحقق التعامل الانساني من وظيفة الأطباء .
- ابداء شعور التقدير والتعاون فيما بين زملاء العمل ، والتواصل الحقيقي وتخفيف ضغوط العمل التي تحقق الإيثار واعلى النتاجات من خلال تعاون بعضهم مع بعض.
- ضرورة العمل على تنظيم ساعات عمل المناوبة التي تسبب في اغلب الاحيان الارق والاحتراق النفسي وبنفس الوقت ستسبب في حالة عدم معالجتها في حدوث الاخطاء نتيجة صعوبة التركيز لساعات عمل طويلة ، وضرورة تعويض الإدارة الاطباء عن ساعات العمل الإضافية.