تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ( تبادلية القائد – العضو وتأثيرها بالمكانة التنظيمية للمنظمة بتوسيط رأس المال النفسي –  بحث تحليلي في مقر وزارة التربية)  في تخصص الادارة العامة للطالبة (الاء عبد الكريم جليل) بأشراف أ. د. هديل كاظم سعيد

قد حاولت الباحثة  تسليط الضوء على دراسة تأثير( تبادلية القائد- العضو) التي تشكل الاتجاه الحديث لإدارة المنظمات العامة لتحقيق المكانة التنظيمية عبر رأس المال النفسي، ولكي يتحسن ادراك وفهم وزارة التربية  وبشكل اكثر دقة لهذا الدور، فقد دعت الحاجة الى وجود متغير تفسيري (تبادلية القائد- العضو) من جهة، له تأثير في المكانة التنظيمية وعبر ابعادها (التقييم العام ، التقييم الخاص ، الترابط مع الذات)، اذ لجأت الباحثة الى تطبيق هذه المتغيرات في مقر وزارة التربية ، كونها تمثل احد اركان الدولة العراقية المختصة بتقديم خدمة اجتماعية مهمة لشريحة واسعة من افراد المجتمع ، اذ تحتاج الوزارة الى أسلوب قيادي مؤثر يمكن اعتماده لمواكبة التطور والتوسع في القطاع التربوي التعليمي ، فضلاً عن التغلب على المشكلات والصعوبات التي تواجهها الوزارة، في ظل اتساع هذا القطاع وتنامي مؤسساته المعنية بتقديم هذه الخدمة ومن هنا تجسدت مشكلة البحث بالاجابة على التساؤل الاساس الذي مفاده، (الى اي مدى تؤثر العلاقة تبادلية القائد – العضو ورأس المال النفسي لمديري الاقسام ومسؤولي الشعب في مقر وزارة التربية  في المكانة التنظيمية ؟)

يطمح البحث لتحقيق اهدافه عبر النقاط الأتية :

  • تحليل المضامين الفلسفية الفكرية من توافقات و اختلافات في وجهات النظر عن متغيرات البحث الحالي و المتعلقة بتبادلية القائد- العضو و رأس المال النفسي و المكانة التنظيمية.
  • ترسيخ ثقافة ادارية لدى عينة البحث في وزارة التربية ، بأهمية تبادلية القائد – العضو ورأس المال النفسي وتأثيرهما في المكانة التنظيمية  لوزارة التربية بوصفها متغيرات حاسمة في نجاح المؤسسات التربوية والتعليمية
  • التوصل إلى أنموذج واقعي يربط بين متغيرات البحث بما ينسجم مع الواقع الميداني العراقي
  • الوقوف على مقاييس كل متغير من متغيرات البحث وإمكانية تطبيقها وثباتها وصدقها
  • تقديم توصيات والاستنتاجات المناسبة في ضوء النتائج التي ستتوصل لها الدراسة في مجال متغيرات الدراسة ، يمكن أن تستفيد منها المنظمات بشكل عام والوزارة المبحوثة بشكل خاص

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  • تؤمن وزارة التربية بالتجديد وتبادل الخبرات في ظل امتلاكها للشهادات الجامعية العليا الا إنها دون مستوى الطموح كونها لا تحرص على اشراك العاملين في عملية صنع القرارات , او تقديم المقترحات البناءة الساعية الى النهوض بالاداء التنظيمي للوزارة معتمدين بذلك على ما يمتلكون من مخزون معرفي ومهاري متراكم من خدمتهم الوظيفية , مما تسبب ذلك في خلق فجوة بين صانعي ومتخذي القرار في الوزارة افضت الى زعزعة ثقة الافراد بقدراتهم وأمكانياتهم المهنية وانعكست سلباً على الترابط مع ثقافة المنظمة .
  • ابدى مجتمع البحث في وزارة التربية اهتماماً ملحوظاً في العلاقات التبادلية مع قادتهم المباشرين , اذ اظهرو مستويات مقبولة من الولاء والاحترام المهني لما تتمتع به القيادة العليا من معرفة مهنية مع سعيهم المستمر لتحسين سمعة الوزارة من خلال امتلاكهم القدرة والخبرة التي تمكنهم من تجاوز الظروف الصعبة، فضلاً عن توقعاتهم للأحداث بفعل ثقتهم بتحليل المشكلات وقدرتهم على إيجاد حلول لها.
  • اظهرت القيادة العليا في وزارة التربية مستويات مقبولة من المساندة والدعم للموظفين في حال وقوعهم في خطأ غير مقصود الا إن هذا الدعم لم يكن بالمستوى المطلوب , مما تسبب في انخفاض الرغبة في التنوع والابداع في مسارات العمل وعلى وفق اساليب مستحدثة تقلل من الاجراءات الروتينية وتواكب ما قد يطرأ من مستجدات او تعقيدات في العمل مما انعكس سلبا على مشاعر الفخر والاعتزاز بالعضوية والانتماء لهذه الوزارة .
  • تتبنى وزارة التربية الخطط الكفيلة للارتقاء بمستوى تقييمها الخاص من خلال أنظمة العمل والمعايير الأخلاقية الثابتة والمشتركة التي تميزها عن غيرها والخصائص والامتيازات التي تقدمها لعامليها الا انها دون المستوى ، مما افضى ذلك الى انخفاض مستوى الرغبة في السعي في الاسهام لبناء ثقافة الوزارة وهويتها التنظيمية والاجتماعية والارتقاء بمستوى الخدمات التربوية .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :

  • ضرورة استقطاب أصحاب الشهادات العليا كقوة عمل تعمل في اطارها وزارة التربية وادخالها في هيكل خبراتها ومعرفتها وبما يسهم في تجديد دمائها وقوة عملها، و لا سيما وان تلاقح الخبرات يضفي مزيدا من التجديد والتغيير في وسائل بلوغ غاياتها وأهدافها , مع ضرورة اهتمام القادة بالجهد الواعي والموجه لتوفير مختلف الفرص لأفرادها وبما يحسن من مستوى مشاركتهم في سلطة اتخاذ القرار من خلال الاعتماد على العناصر الكفوءة والفاعلة بالمشاركة في صنع القرارات بشكل مباشر او غير مباشر مع تفويض الصلاحيات اللازمة لتنمية الابداع وتطوير نواحي الابتكار لديهم لمواجهة تحديات العمل .
  • يتحتم على وزارة التربية استثمار قدرات قياداتها بالتأثير في سلوكيات افرادها وتعزيز أنشطتها التربوية ، فضلا عن السعي لامتلاك مرونة وبرامج تحفيز وإدارة العملية التعليمية ومواكبة التغيير في سبيل تحقيق المكانة التنظيمية .
  • منح الافراد مرونة اتخاذ القرار الاني وبما يحل من المشكلات الطارئة في العمل عبر توفير مناخ تنظيمي إيجابي يقود الى بناء الثقة وتعزيز الشعور بالأمان في نفوس افراده ويسهم في تحسين قدرتها في التركيز على قوة العمل من خلال تشجيع الافراد على تطوير مهاراتهم الوظيفية وبما يمكنهم من تطوير مسارهم الوظيفي و الحرص على توظيف الخبرة والمهارة اللازمة للقيام بالأعمال
  • ضرورة الاهتمام اكثر بالقدرات النفسية الخاصة بثقة الافراد بانفسهم فضلا عن تدعيم ارادتهم وقدراتهم وخبراتهم في سبيل تحقيق الاهداف وتجاوز الاخفاقات في ظل المثابرة والتحفيز من خلال عمل الورش التدريبية التي يشارك بها اصحاب الخبرة والكفاءة لممارسة المحاكاة الإيجابية من القادة تجاه المرؤوسين بالاضافة لتجارب الأداء والاثارة النفسية وتشجيعهم على المشاركة في وضع الاهداف وتحديدها فضلا عن تقديم المقترحات لمعالجة التحديات التي تواجهها الوزارة.

Comments are disabled.