تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ( القيادة الريادية وتأثيرها في التميز المنظمي بتوسيط الرشاقة الاستراتيجية – بحث تحليلي في الهيئة الوطنية للاستثمار) في تخصص الادارة العامة للطالب ( فهد علي حسين) بأشراف أ. د. هديل كاظم سعيد
وقد تبلورت فكرة الباحث من خلال تسليط الضوء على دراسة تأثير( القيادة الريادية) التي تشكل الاتجاه الحديث لإدارة المنظمات لتحقيق التميز المنظمي عبر الرشاقة الاستراتيجية، ولكي يتحسن ادراك وفهم الهيئة الوطنية للاستثمار وبشكل اكثر دقة لهذا الدور، فقد دعت الحاجة الى وجود متغير تفسيري (القيادة الريادية) من جهة، له تأثير في التميز المنظمي وعبر ابعادها (رضا الزبائن ، نشر التكنولوجيا ، جودة الخدمة ، التنافسية)، اذ لجأ الباحث الى تطبيق هذه المتغيرات في الهيئة الوطنية للاستثمار ، كونها تمثل احد اركان الدولة العراقية المختصة بتقديم خدمة اجتماعية واقتصادية وسياسية وتعد واجهة لنهوض البلد لقطاعات المختلفة كافة ومهمة لجميع شرائح من افراد المجتمع ، اذ تحتاج الهيئة الى أسلوب قيادي مؤثر يمكن اعتماده لمواكبة التطور والتوسع في القطاع الاستثماري ، فضلاً عن التغلب على المشكلات والصعوبات التي تواجهها الهيئة ، في ظل اتساع هذا القطاع وتنامي مؤسساته المعنية بتقديم هذه الخدمة ومن هنا تجسدت مشكلة البحث بالاجابة على التساؤل الاساس الذي مفاده، (هل تؤثر علاقة القيادة الريادية والرشاقة الاستراتيجية للمدراء العامين ومعاونيهم ومديري الاقسام ومسؤولي الشعب في الهيئة الوطنية للاستثمارفي التميز المنظمي ؟)
و تتجسد اهمية البحث من خلال :-
- محاولة تكوين رؤية معاصرة بتقديم موضوع تطمح كثير من المنظمات الولوج لتفاصيله بأطر معرفية تختص بـ (التنظيم، الاستراتيجية، السلوك الإداري).
- الوقوف على أخر المستجدات في مجال متغيرات البحث مع إظهار الأفكار الجوهرية ذات العلاقة بموضوعات البحث (القيادة الريادية، الرشاقة الاستراتيجية، التميز المنظمي) لإيجاد الترابط بين متغيراتها وفقا لعلاقات الأثر والترابط.
- التفسير العلمي والمنطقي لجوانب البحث الفكرية والتعليمية للقيادة الريادية، التميز المنظمي، الرشاقة الاستراتيجية.
- امتداد للبحوث والدراسات التي تهتم بالجانب الحيوي وإضافة متواضعة إلى الخزين الأكاديمي العراقي الحاصل في ميدان علم الإدارة العامة ودراسات السلوك التنظيمي والموارد البشرية.
ويسعى البحث الحالي إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثل بالآتي:
- عرض وتقديم اهم المفاهيم النظرية واستنباط المضامين الفكرية لمتغيرات البحث الحالي (القيادة الريادية، الرشاقة الاستراتيجية، التميز المنظمي) من خلال الاطلاع على اهم الطروحات العلمية الخاصة بتلك المواضيع في الفكر الاداري بدءً من نشأتها ومفاهيمها الدقيقة وخصائصها التي تميزها مروراً بعمق ابعادها وصولاً لاليات تطويرها مع الاستدلال على التقارب والتباين في وجهات النظر.
- تشخيص مستوى كل من القيادة الريادية، الرشاقة الاستراتيجية، التميز المنظمي في الهيئة المبحوثة.
- الوصول الى مخطط فرضي يعتمد على منهجية علمية واختباره للوصول الى صورة تعكس تحسين التميز المنظمي بإطار العلاقة بين القيادة الريادية، والرشاقة الاستراتيجية للهيئة وعينة البحث.
- الوقوف على مقاييس كل متغير من متغيرات البحث وإمكانية تطبيقها وثباتها وصدقها.
- الوقوف على إبعاد متغيرات الدراسة وتوضيح أهميتها فضلا عن تحديد الاهمية النسبية لكل بعد من ابعاد القيادة الريادية والرشاقة الاستراتيجية في التأثير على التميز المُنظمي لدى القيادات في الهيئة والاهتمام بالابعاد ذات الاهمية الاكبر.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تبين وجود اهتمام جيد للاستباقية في داخل الهيئة المبحوثة، اذ انها تسعى الى تحقيق التقدم من خلال تطبيقها للتقنيات الادارية الحديثة التي تنافس المنظمات المقارنة لها، ولكنها بالرغم من ذلك نجدها تحاول تطبيق كل ما هو جديد ولكن ليس بصورة مدروسة وفق التغيرات البيئية التي تحصل، اذ يرى الباحث ان ليس كل ما هو جديد جيد سوف يلائم الهيئة فقد يكون غير منسجم مع بيئتها او ثقافتها.
- اظهرت الهيئة اهتمام بمستويات الابداع لكن دون المستوى المطلوب، فعندما نجد ان هناك تراجع في الاجراءات والقرارات التي تحفز العاملين وخاصة في تقديم الافكار الجديدة فأنها سوف لن تقود نحو توليد الدافعية وستؤدي الى تراجع مستويات التي تقود نحو الابداع.
- وجد تراجع في عملية اتباع اسلوب المخاطرة في ادارة الهيئة المبحوثة بالرغم انه تجاوز الوسط الفرضي لكنه حصل على درجة متوسط ، اذ يلاحظ ان القيادة العليا في الهيئة لا تشجع على السير في طريق المجازفة او على القرارات التي ليسوا على ثقة كبيرة في حدوثها، ويرى الباحث ان السبب في ذلك هو نتيجة وجود بعض الضعف في شخصية المسؤول في الهيئة الذي ليس لديه روح التحدي او المجازفة، وكذلك نتيجة ضعف نظم المعلومات التي تتواجد في داخل الهيئة والتي لا توفر لديه المعلومات المطلوبة التي يستطيع المدير من خلالها من اتخاذ القرارات بغض النظر عن طبيعتها.
- تبين اهتمام الهيئة بالقيادة الريادية لكن دون المستوى المطلوب، إذ لم تكن القيادة بالمستوى التي تتصف بالريادية ، نتيجة التراجع في اغلب مقومات القيادة الريادية وخاصة على مستوى الابداع والمخاطر.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ينبغي أن يكون لدى الهيئة قسم أو شعبة خاصة بعملية (الاستشعار للبيئة)، تكون مهمتها متابعة المتغيرات البيئة من اجل اخذ الاحتياطات المطلوبة اولا بأول وقبل حدوثها.
- ينبغي اختيار مدراء ذات خبرة للدوائر ذات صلة بعمل المستثمرين وحل المعوقات التي تطرأ بعملهم والتي تسهم في تحقيق نجاح وتميز المنظمات الذي تلتف حوله العناصر الأخرى في الأداء، ولعل الآلية المناسبة للتنفيذ هي أن يكون اختيار المدراء وفق اختبارات يتم تطويرها وتدريبهم بما يتناسب وطبيعة العمل الذي سيتولاه كل منهم لتتبوأ مناصب القيادية في المستقبل، لتعمل على توليد بيئة موجهة نحو التميز.
- بناء أهداف جديدة تستند إلى مفهوم التفرد والغرابة في تقديم الخدمة وذلك من خلال طرحهما كشعارات متبناة من قبل القادة والعاملين لتأكيد حالة التميز
- ضرورة تشجيع العاملين على الابداع والابتكار ويتم ذلك عبر مجموعة اليات تحفيزية منها وضع جائزة للموظف المثالي لكل شهر في الهيئة وان يتم تخصيص مكافأة مالية له وان يتم وضع صورة الموظف في لوحة الاعلانات كموظف الشهر.