تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (دور الصناعات المعتمدة على البتروكيمياويات في تعزيز التنمية الصناعية في العراق (صناعة البلاستيك أنموذجا))  في تخصص الاقتصاد للطالبة (فرح محمد عبد الرحمن) بأشراف أ.د فارس كريم بريهي .

جاءت هذه الدراسة للبحث في موضوع الصناعات المعتمدة على الصناعة البتروكيمياوية في تعزيز التنمية الصناعية (تجارب دولية) خلال المدة (2005-2020) ، ولقد خلصت الدراسة الى أن لا ينبغي النظر إلى الصناعات البتروكيمياوية بمعزل عن الاستراتيجية الصناعية الشاملة ، بحيث يتم النظر إلى مسألة التنمية الصناعية برمتها في ضوء مجمل احتياجات التطوير الصناعي ، وفي ضـوء أولويات هذه الاحتياجات ، ومدى توفر الموارد المناسبة لتحقيق الأهداف الصناعية ، مما ساهم في التنافسية لهذه الصناعات . ولأن صناعة البتروكيماويات لها دوراً فاعلاً في إنشاء العناقيد الصناعية وتجمعات المنشـآت الصناعات متناهية الصغر، والصـغيرة، والمتوسطة ، من خلال توفير اللقيم اللازم لهذه الصناعات في مختلف المجالات والقطاعات الصناعية، وبسبب التقادم والتخلف التكنولوجي الكبير بالمقارنة مع البلدان التي تنتج هذه الصناعات والمنتجات ، وغياب الخطط المستقبلية وعدم وضوح الرؤية الخاصة بالتنمية الاقتصادية بشكل عام والصناعات البتروكيمياوية بشكل خاص . افتقر العراق الى البنية التحتية، ولكي يتم بناء الاقتصاد الوطني الناجح يحتاج الى توحيد وتضافر كل الجهود وكل القدرات والامكانيات البشرية والمادية ووضع البرامج والخطط العلمية.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها:

  1. تلعب الصناعات البتروكيمياوية والمعتمدة عليها دوراً هاماً في اجتذاب اليد العاملة، كما تلبي احتياجات السكان والمساهمة في زيادة القيمة المضافة للمنتجات ، حيث أن هذه المشروعات ورأس المال المحدد، وعدم الحاجة إلى تكنولوجيا معقدة ، إضـافة إلى قدرتها على التكييف مع التطورات ، وسـهولة اتخاذ القرار ، يمكنها من أداء هذا الدور في كافة الدول العربية ومنها العراق.
  2. إن أحد أهم المشاكل التي تواجه صناعة البتروكيمياويات هي نقص كميات المواد الأولية (الغاز او المشتقات النفطية) حيث ان الكميات المستثمرة من الغاز هي نسبه صغيرة والنسبة الأعظم تحرق نتيجة عدم وجود قوانين وتشريعات من البداية تمنع الشركات الأجنبية من حرق الغاز ، أما المشتقات النفطية فهي لا تكفي لسد الحاجة المحلية نتيجة صغر حجم المصافي واعتمادها على تكنولوجيا قديمة .
  3. أن السبب الرئيسي لتعثر بعض الصناعات البتروكيمياوية وعدم استمرارية نشـاطها، ليس له علاقة بحجمها ، بل بعملها بشكل منفرد ومنعزل ، وتفككها وعدم ارتباطها في هياكل متكاملة ، لذلك فإن التقارب والتعاون والتكامل بين هذه الصناعات وخاصة المشـروعات الصغيرة والمتوسطة يمثل العامل الأساسي لنجاحها وتحسين قدرتها التنافسية .
  4. تحتل تنمية وتطوير الصناعات البتروكيمياوية و المعتمدة عليها في المملكة العربية السعودية أهمية كبرى لدى صناع القرار لما تلعبه هذه الصناعات من دور محوري في التنمية الاقتصاديه والاجتماعيه فيها .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :

  1. وضـع اســتراتيجيات، وإقرار خطط تنمية متوسطة، وطويلة الأجل للاستفادة من نتائج التجارب الدولية الرائدة في مجال تنمية الصناعات المعتمدة على البتروكيمياويات خاصة الصغيرة، والمتوسطة، ومتناهية الصغر.
  2. التكامل بين الصناعات المعتمدة على البتروكيمياويات الصغيرة والمتوسطة مع الشركات الإنتاجية الأجنبية الكبرى لما لها من دور محوري هام في رفع مستوي جودة المنتجات، وضمان التنافسية في الأسواق.
  3. نظرا لانخفاض الكميات المستثمرة من الغاز وتوجيه النسبة الأعظم منه لإغراض توليد الطاقة الكهربائية، لذا لابد من تنقية الغاز من الإيثان قبل ضخه لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، وتوفير كميات كبيرة من الإيثان الذي يعد المادة الأساس في صناعة البتروكيمياويات الذي يستخدم في انتاج الاثيلين الذي يعد بدوره هو الآخر أهم مادة بتروكيمياوية أولية تدخل في اغلب المنتجات البتروكيمياوية الوسيطة والنهائية.
  4. إنشاء بعض المصافي الحديثة والمتطورة التي تقوم بإنتاج منتجات خفيفة وذات نوعيات جيدة مما تسهم في إشباع الحاجة المحلية واستعمال بعض منتجاتها في الصناعات البتروكيمياوية، لما تحققه من تكامل وترابط بين صناعة التكرير والبتروكيمياويات.

 

Comments are disabled.