تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة ( تأثير الارتقاء المعرفي في ديمومة الاعمال بتوسيط الفخر التنظيمي – بحث ميداني ) في تخصص ادارة الاعمال للطالب (عبدالله عبود عبد الحميد) بأشراف أ. د. صلاح الدين عواد كريم
يهدف هذا البحث لاختبار تأثير الارتقاء المعرفي في ديمومة الاعمال بتوسيط الفخر التنظيمي في الكليات والجامعات الاهلية في بغداد، ويتكون متغير الارتقاء المعرفي من الابعاد (مجتمعات الشبكة ، الدوافع ، الاتصال بالمستخدمين الرئيسين ، راس المال الاجتماعي ) ومتغير الفخر التنظيمي من الابعاد (الفخر التنظيمي العاطفي ، الفخر التنظيمي الموقفي ) اما متغير ديمومة الاعمال فيتكون من الابعاد ( تحليل تأثير الاعمال، تقييم المخاطر ، تطوير خطة استمرارية الاعمال ، التحسين المستمر )، وتتلخص مشكلة البحث بالتساؤل الرئيسي (هل استطاعت القيادات الاكاديمية توظيف الارتقاء المعرفي في تعزيز ديمومة الاعمال ، وهل استطاعت تعظيم هذا التأثير من خلال الفخر التنظيمي.
وتكمن اهمية البحث بالنقاط الاتية:
1- المساهمة في تقديم جهد علمي يحاول تسليط الضوء على بعض المفاهيم الادارية المتمثلة بمتغيرات البحث (الارتقاء المعرفي ، ديمومة الاعمال ، الفخر التنظيمي).
2- المساهمة في توجيه انظار منظمات الاعمال الى اهمية الارتقاء المعرفي والعمل على تطوير المعرفة الخاصة بها.
3- المساهمة في توجيه انظار منظمات الاعمال الى اهمية اعداد استراتيجيات خاصة بعملهم تساعد على تهيئة الظروف المناسبة لتجربة الفخر التنظيمي.
4- يمكن للنتائج المتوصل اليها ان ترشد القادة الاكاديميون في كيفية توظيف الفخر التنظيمي. بما يعزز ممارساتهم في مجال الارتقاء المعرفي وبما يعزز ديمومة واستمرار مؤسساتهم.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
1- تبين ان الادارة العليا في الكليات الاهلية العراقية تولي اهمية للارتقاء المعرفي من خلال التجمعات الشبكية وحرصها على ان ينتمي جميع العاملين في هذه الشبكات والمساهمة في نشر المعرفة والمشاركة فيها من خلال سعي هذه الادارات لمواكبة التطورات التكنولوجية وزج العاملين في الكليات فيها من خلال توفير الاجهزة التكنولوجية المتطورة والعمل على ادخال المورد البشري الدورات التدريبية ونشر المعرفة ومشاركتها من اجل مواكبة هذه التطورات الامر الذي يساعد هذه الكليات في تقديم افضل الخدمات وتحسينها بشكل مستمر وبما ينعكس على جودة التعليم وعلى المستوى العلمي للطلبة.
2- تبين ان ادارة الكليات الاهلية العراقية في بغداد حريصة على التعامل بشكل فعال مع الطلبة من خلال بناء جسور من الثقة وحث الملاك التدريسي على البحث عن المشاكل التي يعاني منها الطلبة والعمل على ايجاد الحلول المناسبة من خلال الاتصال بالمستخدمين الرئيسين وعن طريق استكشاف الاحتياجات الضرورية للطلبة وهذا يتجسد باتجاهين الاول هو من خلال المعرفة الموجه نحو المستهلك (الطلبة) والتي تتطور وتستمد من خلال تجربة الطالب للخدمات التي تقدمها الكلية وبالتالي يمكن تكوين تصور اولي لهؤلاء الطلبة حول مدى الرضا عن الخدمة المقدمة، والثاني المعرفة التي تتعلق بالبيئة التي تقدم بها هذه الخدمة والتي تتجاوز خبرة استخدام الخدمات.
3- هناك صورة متميزة من الاهتمام بدوافع الموظفين في الجامعات/ الكليات الاهلية فضلاً عن الاهتمام بتنظيم قدراتهم الداخلية والخارجية والتي تزيد من امكانية واندفاعهم نحو الارتقاء بالمعرفة وخاصة من خلال السعي لدعم موظفيها وتشجيعهم لتقديم افضل ما يمكن من خدمات من خلال توفير مجموعة الدوافع الداخلية والخارجية والاستفادة من هذه الدوافع لتوليد المعرفة ونشرها والمشاركة فيها.
4- ان الادارات العليا في الجامعات/الكليات الاهلية العراقية تولي اهتمامها الواضح بضرورة وجود مورد بشري فعال فيها وان هذا المورد لديه ما يكفي من المعرفة للتأثير في سلوكياتهم والتعامل مع الاطراف المختلفة من خلال تكوين راس المال الاجتماعي الذي بدوره يرصن لشبكات اجتماعية تؤدي الى تدعيم التوجه المعرفي.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
1- ضرورة قيام الإدارات العليا في الكليات والجامعات الاهلية العراقية باستثمار صيغة العلاقة الايجابية بين تكوين التجمعات الشبكية والتواصل في ما بين العاملين وتوظيف مهاراتهم في استخدام تقنيا جديدة وفي استعدادهم الدائم في طرح افكار ابداعية وميلهم لمساعدة بعضهم للبعض الاخر وفي تقديم المشورة للأخرين ، على الادارة ان تستثمر كل ذلك في ادخال المزيد من التغييرات الايجابية في تفعيل الاعمال واستمراريتها وفي رفع امكانيتها في تشخيص الموارد النادرة والتي يمكن ان تزيد من فرصة استمرارية تلك العمليات ، وعليها ان تعيد النظر في اساليبها لخلق التواصل فيما بين العاملين بما يزيد فرصة تحديد عمليات الاعمال الرئيسة عبر التقنيات الجديدة .
2- على الادارة العليا في الكليات او الجامعات الاهلية العراقية الاستثمار في راس المال الاجتماعي وجذب الخبرات العلمية والاستثمار في توفير نظام الحوافز والدعم المادي والمعنوي للمبدعين وتشجيعهم على مواصلة نقل ونشر المعرفة من خلال الدورات التدريبة ونشر البحوث واقامة الورش والنشاطات وادخال المزيد من التغيرات الايجابية وتعزيز وتطوير المعرفة ومواكبة التطورات الحديثة وتوفير الموارد اللازمة لتوفير ومواصلة تقديم والخدمات دون انقطاع .
3- على الادارة العليا في الكليات الاستفادة من خبرات العاملين والعمل على مشاركتهم في عملية صياغة الخطط والبرامج المستقبلية لمواجهة الازمات والاستفادة من تجاربهم في تقديم الخدمات فضلا عن الاستفادة من التجارب الخارجية .
4- ضرورة قيام الادارة العليا في الكليات الاهلية العراقية الاستثمار الامثل للمعرفة وتوفير منصات التواصل بين اعضاء المجتمع وتوفير الارضية المناسبة والتقنيات المتطورة والتي تسهل عميلة التواصل ونقل ونشر المعرفة والارتقاء بها الى اعلى المستويات من خلال زيادة نشر البحوث واقامة المؤتمرات والورش العلمية والتدريبية والتحسين المستمر للخدمات المقدمة والعمل على زيادة تقييم وتوثيق ومراجعة الاداء والخدمات باستمرار وان يكون العاملين مستعدين وقادرين على المشاركة في تحسين جودة الخدمة لإثبات التزامهم وأن يكونوا مبدعين لتحديد الحلول والأفكار المبتكرة حول كيفية التغلب على التحديات وبما يضمن ديمومة الاعمال.