العقل الاستراتيجي والقيادة المستدامة

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (العلاقة بين العقل الاستراتيجي والقيادة المستدامة وتأثيرهما في المسؤولية الاجتماعية بحث تحليلي في شركة نفط ذي قار)  في تخصص الادارة العامة للطالب (عمـار يـاسر طــاهر) بأشراف أ . م .د  مــثنى زاحم فيصـل

       يهدف البحث لإبراز العلاقة بين العقل الاستراتيجي والقيادة المستدامة وتأثيرهما بالمسؤولية الاجتماعية على عينة من العاملين في شركة نفط ذي قار إذ تبلورت مشكلة البحث نتيجة التغييرات المتسارعة التي انعكست بشكل أو آخر على البيئة الاجتماعية وتأثيرها على سلوكيات العاملين  وأصبحت هناك مطالبات بنيل الحقوق كنوع من المسؤولية.

وتتجلى أهمية البحث العملية من خلال النقاط الأتية:

  • لا يُخفى على أحدٍ أهمية القطاع النفطي في العراق باعتباره المورد الأساسي للاقتصاد ومن خلال تأثير العقل الاستراتيجي والقيادة المستدامة، ومبدأ المسؤولية الاجتماعية لما لها من دور في تقوية أداء هذا القطاع مما ينتج عنه رفع معدلات الإنتاجية والأرباح بدوره يدعم الاقتصاد العراقي من خلال الشركات الوطنية.
  • تزداد أهمية البحث نتيجة لعاملين الأول حاجة الاقتصاد العراقي لتطوير مقومات نجاحه التي من أهمها القطاع النفطي بشكل عام والشركة بشكل خاص، والثاني تزايد المنافسة في مجال الأعمال والخدمات النفطية نتيجة دخول شركات عالمية منافسة في هذا المجال وضرورة مواكبة الشركات المنافسة في سوق العمل.
  • يركز البحث على معرفة مقدار وعي وإدراك إدارة الشركة لأهمية العقل الاستراتيجي والقيادة المستدامة وتوظيفهما باتجاه دعم وتعزيز جانب المسؤولية الاجتماعية، مما يحسن الصورة الحالية والمستقبلية ويعزز قدرتها للتكيف والانسجام مع التغيرات البيئية الجديدة في قطاع الصناعات النفطية شديدة التنافس.
  • من خلال البحث الحالي يمكن تقديم جملة من التوصيات تفيد القطاع العام النفطي بشكل خاص وشركات القطاع العام العراقي بشكل أشمل.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  1. يعكس التركيز على النظرة الشاملة استعداد الشخصية لفهم الصورة الكاملة وعدم الوقوف فقط عند التفاصيل الصغيرة هذا يعني أن إدارة شركة نفط ذي قار تتفهم السياق العام وتأثير القرارات على المستقبل بشكل مناسب، وبفضل قدرتها على النظر إلى الأمور بشكل شامل يمكن أن تكون قراراتها أكثر توجيهاً وتأملًا، فهي قادرة على تحليل العواقب والآثار المحتملة لقراراتها على المدى الطويل.
  2. يتضح وجود تحديات في تطبيق سياسات تمكين وتطوير العاملين لوجود ضعف في النظام الحالي كما يظهر أن العاملين يشعرون بانخفاض معدل استقلاليتهم في حل المشكلات دون الحاجة إلى موافقة من الإدارة العليا، مما يؤثر على فعالية العمل وسرعة اتخاذ القرارات وهذا يؤدي لتقييد قدرة العاملين على حل المشكلات مما يؤثر سلبياً على كفاءتهم وفاعليتهم في أداء المهام اليومية.
  3. يتضح بأن إدارة الشركة فتحت أبوابها أمام عامليها للاستماع للآراء المتنوعة لتوفير إمكانية ولادة أفكار جديدة ونوعية، ما جعل هذه الخطوة تسهم في تحفيز المشاركة والتفكير الإبداعي لإيجاد حلول فريدة وفاعلة كذلك حفز التعامل مع آراء متباينة التفاعل والتواصل بين الأفراد ما عزز بدوره التبادل البناء للأفكار والمعلومات وشجع على بناء فهم أفضل للمشكلة وضمان مشاركة الجميع.
  4. أشار حرص الشركة على سماع ومناقشة وجهات النظر المتباينة إلى وجود تحديات فيما يتعلق بالتفاعل والتواصل بين فرق العمل أو الأقسام وان هذا التعقيد في التواصل يؤثر على فهم شامل للمشكلات كما يظهر أن هناك حاجة إلى توجيهات واضحة حول كيفية تفعيل تقبل وتشجيع مناقشة وجهات نظر متنوعة وتحفيز الحوار البناء للتوصل إلى حلول فاعلة.

 ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. لمعالجة ضعف النظام الحالي في تمكين وتطوير العاملين، نوصي بتعزيز استقلالية الموظفين من خلال تطبيق سياسات تمكين فاعلة كما يجب توفير برامج تدريبية تركز على حل المشكلات واتخاذ القرارات بشكل مستقل اضافةً لذلك ينبغي إعادة هيكلة النظام الإداري لتقليل الحاجة إلى موافقة الإدارة العليا في الأمور اليومية، مما سيعزز كفاءة وفاعلية العاملين.
  2. للاستفادة القصوى من فتح أبواب الإدارة للاستماع للآراء المتنوعة، نوصي بتعزيز هذا النهج من خلال إنشاء منصات منتظمة لجلسات العصف الذهني وورش العمل الإبداعية كما يجب تشجيع بيئة تفاعلية مفتوحة تعزز التبادل المستمر للأفكار والمعلومات بين العاملين اضافة لذلك ينبغي مكافأة الأفكار المبتكرة لضمان استمرار تحفيز المشاركة الفاعلة والتفكير الإبداعي.
  3. نوصي بتطوير سياسات تواصل فاعلة بين فرق العمل والأقسام لتعزيز الفهم الشامل للمشكلات كما ينبغي تنظيم جلسات تدريبية تركز على تحسين مهارات التواصل وتشجيع تقبل وجهات النظر المتنوعة بالإضافة لذلك يجب إنشاء قنوات حوار منتظمة لتحفيز النقاش البناء وتقديم توجيهات واضحة لدعم الحوار المثمر والتعاون الفعال.
  4. للاستمرار في تعزيز بيئة العمل المتنوعة وزيادة الرضا والالتزام لدى العاملين، نوصي بدمج سياسات التنوع والشمول بشكل أعمق في جميع جوانب استراتيجيات الموارد البشرية كما ينبغي تقديم برامج تدريبية تركز على قيمة التنوع، وتوفير فرص متساوية للتطوير الوظيفي كذلك يجب إنشاء لجان تنوع لتقييم وتحسين السياسات بشكل مستمر لضمان بيئة عمل شاملة وداعمة.

Comments are disabled.