بناء وتقدير انموذج حصين للفقر

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (بناء وتقدير انموذج حصين للفقر متعدد الابعاد) في تخصص الاحصاء للطالب (مصطفى احمد حسن ) بأشراف أ.م.د ايمان محمد عبدالله

     يسعى الباحث من خلال هذه الدراسة الى قياس الفقر ومؤشراته الفرعية عبر تصميم دليل متعدّد الأبعاد يتألف من 14 مؤشراً موزعة على ثلاثة ابعاد رئيسية (التعليم والصحة ومستوى المعيشة) لقياس وتقدير الفقر متعدد الابعاد  في العراق ومؤشراته الفرعية ، على المستوى الوطني وكذلك على مستوى المحافظات، باستخدام منهجية الكير وفوستر (Alkire- Foster Method) لقياس الفقر، واختبار موثوقية وحصانة تلك المقدّرات ومدى حساسيتها للتقلبات والاحداث مستقبلاً، عبر اجراء التغيير في قيم بعض المعلمات، ولاجل تشخيص هذه الظاهرة وتحليل مسبباتها،  يتم نمذجة بعض من محددات الفقر باستخدام النماذج الخطية المعممة (GLMs)، و  تكمن أهمية دراسة وتحليل مؤشرات الفقرفي كونها واحدة من اهم العوامل الاساسية في تحديد المستوى الاجتماعي والاقتصادي لاي مجتمع، حيث تتوقف درجة معاناة او مستوى رفاهية أي بلد على نسب الفقرفيه، كما ان أساليب قياس الفقر وطرائق مواجهته (الحد منه) تختلف من بلد الى اخر تبعاً لمستوى الفقر ونوعه، مما يتطلب تحديد مجموعة متكاملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، لذا فإن المقياس المادي (الدخل او الانفاق الاستهلاكي)  لم يعد كافياً لقياس الفقر، ولا الأسباب التقليدية كافيةً لوصف ملامحه. ففي مجتمعات تعاني الازمات والصراعات كالعراق دائماً ما تتولد أسباب  طارئة ومستجدة قد تؤثر بشكل كبير في ارتفاع نسب الفقر بين مختلف شرائحها.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها:

  1. أظهرت نتائج الدراسة ان نسب الفقر في سياقه المتعدد الابعاد بين المحافظات متباينة وتزداد كلما اتجهنا جنوباً وهو ما يتوافق مع المقاييس النقدية السابقة.
  2. ان نسب الفقر في المناطق الريفية اعلى منها في المناطق الحضرية، وبالرغم من ذلك فأن عدد الفقراء في المناطق الحضرية يفوق عددهم في الريف، وذلك لكون غالبية سكان العراق يعيشون في مناطق حضرية.
  3. اما في ما يتعلق بالمساهمة النسبية لابعاد الفقر تبين من خلال النتائج ان بعد التعليم هو المساهم الأكبر بين الابعادالاخرى.
  4. مؤشر الفقر متعدد الابعاد المقترح في هذه الدراسة هو مؤشر مستقر وحصين للتقلبات المستقبلية من خلال التغيرات في الحد الفاصل للفقر (K)، إذ أظهرت النتائج ان الدليل المقترح قادر على تفسير اكثر من 90% من حالة الفقر المتعدد الابعاد فيما لو تعرض البلد لاحداث طارئة يترتب عليها ارتفاع او انخفاض في مستويات الفقر في البلاد.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. نوصي باجراء دراسات تسلط الضوء على واقع الاسرة المعيشية بالعراق في مختلف الجوانب وتكون مستمرة ودورية لكي يتسنى للباحثين الحصول على بيانات حديثة تحاكي الواقع.
  2. نأمل من الباحثين في مجال الفقر الاهتمام بدراسة الابعاد المختلفة والمتعددة لظاهرة الفقر والبحث عن متغيرات متجددة، لاتقل أهمية في تأثيرها عن الدخل، والتي ربما تعكس اثارها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي  للاسرة في العراق مستقبلاً.
  3. المساهمة النسبية في دليل الفقر متعدد الابعاد لها أهمية كبيرة لراسمي الخطط والسياسات، لذا نوصي بالتركيز على معالجة المتغيرات التي أسهمت بشكل كبير في زيادة نسب الفقر

بناء وتقدير انموذج حصين للفقر

Comments are disabled.