تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (تأثير التدقيق السلوكي في الاستراتيجيات التفاوضية للتدقيق وانعكاسه على جودة الاداء المهني في العراق – اطار مقترح) في تخصص المحاسبة للطالب (محمد سالم سبتي) بأشراف أ.م.د. بشرى فاضل خضير
يهدف البحث الى قياس تأثير التدقيق السلوكي والاستراتيجيات التفاوضية للتدقيق على جودة الاداء المهني في شركات ومكاتب التدقيق العراقية ، فضلاً عن تصميم اطار وصفي مقترح لعملية التفاوض التي تؤدي الى جودة الاداء المهني من خلال التدقيق السلوكي ، تنبع اهمية البحث من اهمية السلوك البشري ، اذ ان التدقيق السلوكي قد يمكننا من توقع سلوك كل من المدقق والزبون عند التفاوض بشأن القضايا المحاسبية في حالة تعارض المصالح ، ومعرفة ما هي العوامل التي تكون فيها نتيجة التفاوض لصالح الزبون او لصالح المدقق وبقية اصحاب المصالح ، وان معرفة الاستراتيجيات التفاوضية للتدقيق والتوقيت المناسب لاستخدام كل منها سيحقق مصالح جميع الاطراف المستفيدة من عملية التدقيق بما فيها الوحدة الاقتصادية ذاتها ، فضلاً عن تصميم اطار وصفي مقترح لعملية التفاوض بين المدقق والزبون مستمداً من التدقيق السلوكي مما يعزز من قدرة المدققين ، الامر الذي ينعكس بشكل ايجابي على جودة الاداء المهني في شركات ومكاتب التدقيق العراقية .
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- ان سلوك المدقق يتأثر بعوامل داخلية مثل السمات الشخصية والتصورات الذاتية والقدرات والدوافع فضلا عن اخلاقيات المدققين ، وبعوامل خارجية مثل الظروف الاجتماعية والقيم الاجتماعية ووجهات نظر المجتمع ، كما يمكن ان تؤثر الضغوط الاجتماعية من قبل الزبون وشركات ومكاتب التدقيق على النية السلوكية للمدققين .
- اذا كان سلوك الجهة الخاضعة للتدقيق سلبياً يمكن ان يحط من بيئة التدقيق ويجعل مهمة المدقق شاقة اكثر ، وفي الوقت نفسه يمكن للجهة الخاضعة للتدقيق استخدام مناورات صغيرة من المحتمل ان تمنع المدقق من اظهار كفاءته الجوهرية بشكل كامل وبالتالي الاضرار بجودة الاداء المهني للمدقق .
- يمكن ان يسبب ضغط الموازنة الزمنية وخصوصاً عندما تكون المهمة معقدة ضغوطاً على المدققين في تنفيذ برنامج التدقيق بسبب عدم التوازن بين الوقت المخصص والوقت الذي يستغرقه المدقق لإكمال مهمة التدقيق ، مما يؤدي الى قيام المدقق بالسلوك المختل والذي يمثل تهديداً مباشراً لجودة الاداء المهني للمدقق .
- ان الكثير من بنود القوائم المالية تستند على التقديرات المحاسبية ، وقد لا تعطي هذه التقديرات نتائج مؤكدة ، اذ يمكن ان تختلف هذه التقديرات عن النتائج ، ومع ذلك لا يمكن الاستغناء عن استخدام التقديرات المحاسبية في المحاسبة المالية ، اذ مع غياب القيمة الدقيقة للبند فان معايير المحاسبة المالية تسمح بتقدير قيمة ذلك البند .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة معرفة المدققين في علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة لان ذلك سيقطع شوطاً طويلاً في تعزيز منهجهم في التعامل مع السلوك الانساني والقضايا السلوكية قبل وخلال وبعد عملية التفاوض .
- ضرورة تنمية القدرات المهنية للمدقق من خلال التدريب المهني المستمر والمتخصص ، فضلاً عن تنمية مهارات التفاوض والتعرف على الاستراتيجيات المختلفة للتفاوض ومراحلها .
- ضرورة زيادة وعي المدققين بالعوامل التي تحدد اختيار استراتيجية تفاوض محددة وفي نفس الوقت تحول دون استخدام استراتيجية تفاوض اخرى .
- ضرورة تحديد شخص أو وحدة دعم فني بشركات ومكاتب التدقيق يمكن الرجوع اليهم لتقديم الاستشارات فضلاً عن ان الاستفادة من حالات التدقيق السابقة يدعم عملية التفاوض التي يقوم بها المدقق مع زبائنه