تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (دور سلوكيات القيادة البارعة في تعزيز مكانه المنظمة – بحث تحليلي) في تخصص الادارة الصناعية للطالبة (اسراء عبد الهادي كاظم) بأشراف أ.م.د سعدون محسن سلمان
حيث يهدف هذا البحث الى بيان دور سلوكيات القيادة البارعة كمتغير مستقل من خلال بعدين رئيسين وهما (سلوكيات القيادة المنفتحة ,سلوكيات القيادة المنغلقة )في تعزيز مكانة المنظمة كمتغير تابع من خلال ثلاثة ابعاد (هوية المنظمة ,سمعة المنظمة , الاتصال ) اذ تعد سلوكيات القيادة البارعة عنصرًا حاسمًا في نجاح المنظمات الحديثة، خاصةً في ظل التغيرات المتسارعة في بيئة الأعمال. وعلى الرغم من الأبحاث العديدة التي تناولت موضوع القيادة، إلا أن هناك قلة من الدراسات التي ركزت على تأثير سلوكيات القيادة البارعة على مكانة المنظمة في السياق المحلي.
وتأتي اهمية هذا البحث في سد الفجوة المعرفية في مجال العلاقة بين سلوكيات القيادة البارعة ومكانة المنظمة في السياق العراقي، وذلك من خلال تحديد العوامل المؤثرة في هذه العلاقة وتقديم توصيات عملية للمؤسسات لتطوير أدائها وتعزيز مكانتها في السوق، مما يسهم في تطوير المعرفة الإدارية وبناء قادة أكفاء.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- يتضح باعتماد طرائق متنوعة للعمل، يمكن تعزيز الإبداع والابتكار داخل المنظمة. فتوفر منابع لأفكار جديدة وحلول مبتكرة تساهم في تطوير المنتجات والعمليات. حيث تشجيع الإدارة العليا على اعتماد طرائق متنوعة، مما عزز الروح التنافسية داخل المنظمة.
- يتبين عدم منح العاملين حرية التصرف المستقل مما أدى إلى تقليل الاستفادة من قدراتهم الفردية والخبرات المتنوعة التي يمكن أن تساهم في تحسين العمليات والنتائج. ونتج عن عدم حرية التصرف المستقل زيادة في التباطؤ والبيروقراطية داخل المنظمة، ما تطلب إلى موافقة متكررة وإجراءات معقدة لاتخاذ القرارات البسيطة.
- أظهرت النتائج بان قواعد وإجراءات صارمة ساهمت في تحقيق الانضباط والتنظيم داخل المنظمة. تعمل هذه القواعد على وضع إطار واضح للأداء وتحديد المسؤوليات بوضوح، مما يزيد من فعالية إدارة العمليات. وبفضل الإجراءات الصارمة، تم ضمان جودة العمل والموثوقية في تنفيذ المهام. حيث يتم توحيد الأساليب وضمان اتباع معايير محددة، مما قلل من خطأ العمل ويحسن جودة المنتجات أو الخدمات المقدمة.
- تبين بان التمسك بتنفيذ الخطط دون مراعاة تغيرات السوق والظروف الخارجية أدى إلى عدم الاستجابة بشكل فعال للتحديات والفرص الجديدة. واثر سلبًا على مرونة المنظمة وقدرتها على التكيف. كما ان التمسك الزائد بالخطط القديمة أدت إلى زيادة في الإجراءات غير الفعالة وغير الضرورية، حيث يتم الإصرار على تنفيذ أساليب لا تعكس الواقع الجديد وتحتاج إلى تعديلات شاملة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :
- يتطلب من المنظمة الاستثمار في التدريب والتطوير المستمر للموظفين لتمكينهم من اعتماد وتطبيق طرائق جديدة ومتنوعة في العمل. وأن يشمل ذلك دورات تعليمية وورش عمل تشجع على الإبداع وتطوير الحلول. وتعزيز التعاون بين الأقسام المختلفة والفرق المتخصصة لتبادل الخبرات والأفكار. من خلال تنظيم اجتماعات دورية وورش عمل مشتركة تهدف إلى دمج وجهات النظر المختلفة للتوصل إلى حلول شاملة.
- يتطلب من الإدارة العليا تعزيز ثقافة الثقة بين الموظفين والتفويض، حيث يتم منحهم الحرية في اتخاذ القرارات المستقلة داخل نطاق مسؤولياتهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد إطار واضح للصلاحيات والمسؤوليات وتوفير الدعم اللازم. وتعزيز الشفافية والاتصال الفعال داخل المنظمة، حيث يتم شرح الأهداف والتوقعات بوضوح للموظفين. هذا يساهم في توضيح حدود الحرية في التفكير والتصرف وفي نفس الوقت يشجع على المسؤولية الفردية.
- مراجعة القواعد والإجراءات بشكل دوري لتحسينها وتبسيطها حيثما أمكن. يمكن تبسيط الإجراءات المعقدة لتسهيل تنفيذ المهام بفعالية أكبر دون التأثير على جودة الأداء. وان يتم التوازن الصحيح بين الحرية الفردية والتنظيم الإداري، مما يعزز الكفاءة والفعالية داخل المنظمة.
- تعزيز مرونة الخطط المستقبلية، بحيث تتيح الخطط مجالًا للتعديل والتكيف وفقًا للتغيرات في السوق والظروف الخارجية. يمكن ذلك عبر تطبيق إطار عمل يسمح بمراجعة دورية وتحسينات مستمرة. واعتماد إدارة تكاملية للمخاطر تأخذ في الاعتبار التغيرات المحتملة وتطورات السوق. يمكن أن تشمل هذه الإدارة استعراضًا دوريًا للخطط مع إدخال آليات للتكيف السريع واتخاذ القرارات الملائمة.