تكتل بريكس

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (الاثار الاقتصادية المترتبة عن تكتل بريكس ومدى امكانية انضمام العراق)  في تخصص الاقتصاد للطالبة ( اسراء احسان عباس ) بأشراف أ. د. صباح نعمة علي

   يسعى تكتل بريكس الى انشاء الية تكوين نظام عالمي جديد والتخلص من نظام القطب الواحد الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة والعمل على ايجاد نظام متعدد الاطراف , تتمتع دول بريكس من الناحية الاستراتيجية، بعمق حضاري وتاريخي وثقل سكاني وديموغرافي كبير، مما يجعلها قادرًا على توسيع عضويتها عبر استقطاب دول نامية وناشئة تبحث عن فرص اقتصادية جديدة بعيدًا عن هيمنة النظام الرأسمالي الغربي. تنبع اهمية البحث لفهم أوسع لتأثير التكتلات الاقتصادية الدولية مثل بريكس على النظام العالمي، وكيف يمكن للدول النامية الاستفادة منها لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي. وان انضمام العراق الى بريكس قد يقلل من اعتماده على البلدان الغربية مما يعزز من استقلاليته في اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية وتعزيز سيادته المالية على موارده النفطية , تتحدد مشكلة البحث في وجود عدة إشكاليات وتحديات تواجه التكتلات الاقتصادية الدولية والإقليمية، والتي تتعلق بمحاولة الإجابة على التساؤلات المرتبطة بطبيعة عمل هذه التكتلات ومدى فاعليتها والى أي مدى يُساهم تكتل البريكس في دعم الاقتصاد العالمي وكيف تستفيد البلدان النامية من التكتل في ضل التطورات الاقتصادية العالمية ؟ فضلا عن مدى نجاح جهود تكتل دول بريكس في تجاوز المعوقات والتحديات الداخلية والخارجية للحفاظ على قوة التكتل الاقتصادية والسياسية على المستوى الدولي؟

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  1. تكتل دول بريكس يشكل خطوة مهمة على النظام الاقتصادي العالمي في مختلف المجالات وبالأخص الاقتصادية فضلا عن امكانية انضمام العراق إلى التكتل قد يسهم بشكل إيجابي في تعزيز الاقتصاد العراقي من خلال تحسين التبادل التجاري، وزيادة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، وتنمية القطاعات غير النفطية.
  2. تعد التكتلات الدولية ظاهرة مهمة في العلاقات الاقتصادية الدولية خلال القرن الواحد والعشرين، رغم اختلاف أهدافها وحجم عضويتها واستقرارها. كما تعد ظاهرة مستقرة في النظام الدولي، حيث تشترك في قواسم مشتركة تسمح بالتعامل ضمن المنظومة الدولية , لذا حاولت تكتل بريكس تقوية قوتها التفاوضية سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية بهدف انشاء نظام عالمي بعيد عن نظام القطب الواحد بفعل سيطرة وقوة الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي.
  3. تكتل البريكس هو تكتل اقتصادي تأسس وزادت أهميته بعد الأزمة المالية العالمية. حيث يشكل التكتل نحو 45% من مساحة الكرة الأرضية و46% من سكان العالم، ويبلغ ناتجه المحلي الإجمالي نحو41% من الإجمالي العالمي كما ويمثل 21.6% من التجارة العالمية ،مما يعكس تنامي تأثيره على النظام الاقتصادي الدولي.
  4. لا توجد روابط سياسية أو اقتصادية أو ثقافية بين الدول الخمس التي تشكل تكتل بريكس، حيث تتوزع في أربع قارات وتختلف في مستويات النمو الاقتصادي. لكن يجمعها رفض الهيمنة الغربية، بالأخص الأمريكية، على الاقتصاد العالمي حيث يسعى تكتل بريكس لإنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر عدلاً.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :

  • يمكن الاستفادة من تجربة دول البريكس في تعزيز قطاعاتها الاقتصادية من خلال الانفتاح على هذه الدول واستغلال الفرص المتاحة لتطوير الاقتصادات النامية. ومنها العراق على تنويع مصادر الدخل والانتقال من الاعتماد على الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد متنوع يشكل أساساً لتمويل الموازنة العامة، إلى جانب القطاع النفطي.
  • وضع استراتيجيات شاملة لإدارة التحديات، تركز على تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة. فضلا أن يسهم التعاون الدولي والدبلوماسية الاقتصادية الإقليمية في تحقيق استقرار طويل الأمد من شأنه تعزز من تدفق الاستثمارات الاجنبية .
  • العمل وبشكل سريع على تجاوز الخلافات والاعتماد على مصالح المجموعة وليس على المصالح الخاصة لكل دولة، كل ذلك بهدف تحقيق الأهداف المرجوة، والبدء بحل الخلاف الخفي بين الصين والهند في المقام الأول .
  • يحتاج تكتل بريكس إلى العمل معا بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز إصلاحات الحوكمة العالمية، وابتكار مصادر الطاقة البديلة والمستدامة، والتغيرات المناخية ومعالجة تحدياتها الداخلية لخلق نظام عالمي جديد.

Comments are disabled.