تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (مرونة الموارد البشرية وتأثيرها في الاستجابة الاستراتيجية بتوسيط براعة التعلم ) في تخصص الادارة العامة للطالب (كرار قاسم عريبي) بأشراف أ.د. هديل كاظم سعيد ، يهدف البحث الحالي الى تحليل واستعراض الرؤى الفكرية والأسس الفلسفية والمفاهيمية المتعلقة بمتغيرات البحث، وتسليط الضوء على الجدل النظري حول هذه المتغيرات ونماذجها ضمن إطار الإدارة الحديثة ، وتقييم مستوى الفهم والاهتمام وتبني متغيرات البحث وأبعادها لدى العاملين في مديرية إدارة الموارد البشرية في وزارة الداخلية، وتحديد مدى وعيهم بها.
وتتجسد ألاهمية العلمية للبحث بالآتي:
- يمثل البحث الحالي مساهمة علمية وتطبيقية في الوقوف على مستوى تأثير متغيرات البحث (مرونة الموارد البشرية وبراعة التعلم) في تعزيز والاستجابة الاستراتيجية لدى العاملين في مديرية إدارة الموارد البشرية بوزارة الداخلية.
- تبرز الأهمية الميدانية للبحث من خلال اختياره وزارة الداخلية-مديرية الموارد البشرية، كونها من الوزارات السيادية ذات التأثير المباشر في حفظ الامن الداخلي وتوطيد النظام العام وحماية أرواح افراد المجتمع ، كما يسعى البحث إلى تقديم حلول للمشكلات التي تواجه المديرية عبر تحليل وتفسير البيانات باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب الإحصائية.
- تكمن أهمية البحث في محاولته لتوفير قاعدة معرفية وتسهم في تمكين المديرية من مواجهة المتغيرات الحالية والمستقبلية، وتحديث أنماط العمل فيها بما يبرز أهمية مرونة الموارد البشرية وبراعة التعلم كمدخلين أساسيين لدعم الاستجابة الاستراتيجية وبما يعزز قدرتها على اتخاذ قرارات فعالة ومتكيفة مع بيئة العمل المتغيرة.
- يسعى البحث إلى ترسيخ ثقافة تنظيمية لدى عينة البحث بأهمية مرونة الموارد البشرية والاستجابة الاستراتيجية، ودورهما الفاعل في تعزيز قدرة المديرية على تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اتضح اهتمام مديرية الموارد البشرية بمرونة المهارات بشكل ملحوظ، لاسيما وانها تمتلك مهارات كافية لإنجاز ما يطلب منهم بدقة وكفاءة، اذ تمكنوا من تطبيق المهارات الجديدة بكفاءة وفاعلية.
- لدى المديرية مرونة السلوك ذات توفر مرتفع نجم عن امتلاكها القدرة على التكيف السريع مع متطلبات المهام الجديدة والعمل على تشجيع تنوع وجهات النظر عند التعامل مع القضايا او التحديات المعقدة.
- أظهرت مديرية الموارد البشرية في وزارة الداخلية امتلاكها مرونة ممارسات وظفتها في تعزيز مرونة مواردها البشرية من خلال تمكينها لمنسوبيها من الاستجابة السريعة لتغيرات البيئة الوظيفية، فضلاً عن مواجهتها لبعض الصعوبات عند تعديل سياساتها وبما يواكب متطلبات العمل المتغيرة بشكل لم يلب طموح العينة.
- اثبت المديرية امتلاكها براعة التعلم، اعتمدت فيه التعلم الاستكشافي ركيزة رئيسة لتعزيزها من خلال تمكين منسوبيها من اكتساب المعرفة المتعلقة بالاستراتيجيات الضامنة لمواجهتها مختلف المخاطر البيئية، وعلى هذا الأساس حرصت على جمع المعلومات والأفكار المبتكرة وبما يجعلها تتجاوز الإجراءات الروتينية المعتمدة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة اهتمام المديرية بمرونة المهارات والعمل على رفع قدرة منسوبيها على تحسين كفاءاتهم واستيعاب مهام جديدة بسرعة وفعالية، بما يتوافق مع متطلبات العمل الاداري والامني المتغير ويتحقق ذلك من خلال التدريب المستمر واكتساب مهارات مبتكرة قابلة للتطبيق، بنا ينسجم مع الاهداف الاستراتيجية للمديرية.
- ينبغي على المديرية تحسين مستوى مرونة السلوك من خلال التكيف مع الممارسات المتبعة وتعديل سلوكياتهم بما يتلائم مع متطلبات البيئة الوظيفية والمواقف الجديدة، معتمدين في ذلك على قدراتهم الذاتية بدلاً من الالتزام بنمط سلوكي ثابت.
- على المديرية تعزيز مرونة الممارسات من خلال التوجه نحو امتلاك التكيف السريع مع متغيرات بيئة العمل من خلال تعديل سياساتها وانظمتها واجراءاتها الادارية بفاعلية، بما يضمن التنسيق الفعال بين مختلف عناصر العمل مثل الهيكل التنظيمي، نظم المعلومات، العمليات، الثقافة التنظيمية، ولغرض تحقيق الاهداف المؤسسية بكفاءة واستجابة للاحتياجات المتغيرة.
- على المديرية تبني التعلم الاستكشافي وبما يؤدي الى تعزيز براعة التعلم لديها من خلال اكتساب وتطبيق انشطة البحث والتطوير التي تهدف الى اكتساب معرفة وتقنيات جديدة، تستهدف تقديم حلول مبتكرة وغير تقليدية.