شارك الاستاذ الدكتور صباح منفي رضا عميد الكلية باحتفالية اليوم العربي للسكان التي اقامتها وزارة التخطيط بالتعاون مع مستشارية الامن القومي والمركز الوطني للدراسات السكانية والديموغرافية في جامعة بغداد تحت شعار “السكان والامن والسلام”
وقدم عميد كلية الإدارة والاقتصاد و( مدير المركز الوطني للدراسات السكانية والديموغرافية ) في جامعة بغداد الدكتور صباح منفي ورقة بحثية بعنوان (السكان والأمن والسلام) تطرق فيها الى العلاقة بين
السكان والأمن فهي علاقة متبادلة وشديدة الحساسية، لأن الزيادة السكانية أو النقصان غير المتوازن يمكن أن يكون له تأثير مباشر على استقرار الدولة والمجتمع. فالزيادة السكانية المفرطة، إذا لم يقابلها توسّع في فرص العمل والخدمات العامة، تولّد ضغوطًا كبيرة على الموارد الاقتصادية والاجتماعية، وتزيد من معدلات الفقر والبطالة. وهذا بدوره يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وتوترات أمنية نتيجة شعور الأفراد بالعجز والحرمان.
واضاف السيد العميد إن الزيادة الكبيرة في أعداد السكان تُضاعف الطلب على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والإسكان، وإذا لم تكن الدولة قادرة على تلبية هذه الاحتياجات، فإنها ستواجه حالة من التذمر وفقدان الثقة في مؤسساتها، وهو ما ينعكس على الاستقرار الداخلي. فعندما يشعر المواطن بأن الدولة عاجزة عن تأمين حقوقه الأساسية، يبدأ في البحث عن بدائل غير رسمية، وقد يتجه البعض إلى سلوكيات غير قانونية كوسيلة للبقاء، مما يشكل تهديدًا للأمن المجتمعي.
وفي ختام الورشة اكد السيد العميد أن العلاقة بين السكان والأمن والسلام علاقة تكاملية لا يمكن فصلها. فالنمو السكاني غير المتوازن يهدد الأمن، وغياب الأمن يعيق التنمية، وغياب العدالة يمنع تحقق السلام. ومن هنا فإن الطريق نحو مجتمع آمن ومستقر يبدأ من إدارة سكانية حكيمة، تراعي احتياجات الإنسان وتوفر له حياة كريمة.
وإن تحقيق الأمن والسلام لا يعتمد على القوة وحدها، بل على وعي الإنسان وكرامته وعدالة المجتمع الذي يعيش فيه. فالسكان ليسوا عبئًا على الدولة، بل هم أساس قوتها وطاقتها الإنتاجية. وإذا استثمرنا في الإنسان تعليمًا وتمكينًا وعدلاً، سنضمن أمنًا مستدامًا وسلامًا دائمًا.




