محاسبة الموارد البشرية وانعكاساتها على كلف النوعية
نظم قسم المحاسبة في كليتنا حلقة نقاشية لمناقشة ورقة نقاشية تقدمت بها المدرس المساعد انتصار احمد عبيد، حملت عنوان ” محاسبة الموارد البشرية وانعكاساتها على كلف النوعية “.
تهدف الورقة النقاشية الى تسليط الضوء على محاسبة الموارد البشرية وبيان أثرها في كلف النوعية حيث إن العنصر البشري المدرب تدريبا فعالا أقدر على انجاز العمل بأعلى درجات الكفاءة والنوعية والسرعة التي توفر الكثير من الوقت والكلفة.
إن التوفير في كلف النوعية يتم بأساليب متعددة وأغلبها يهدف إلى الوقاية من الأخطاء قبل وقوعها وبالتدريب الفعال والمكثف يمكن تحقيق الهدف بإنجاز أعلى نوعية وبأقل كلفة. ومن هنا كان الاعتراف بالدور الكبير والهام الذي تلعبه الموارد البشرية في اقتصاد البلدان مما أدى إلى تنشيط البحوث والدراسات الهادفة لتكوين وتطوير المبادئ العلمية والنظم المحاسبية للمحاسبة عن الاستثمار في الموارد البشرية وهذا ما يعرف بمحاسبة الموارد البشرية.
والغاية الأساسية في المحاسبة عن الموارد البشرية هو اعتبار الاتفاق على تنمية الموارد البشرية وتكوينها إنفاقا استثماريا , حيث أن المورد البشري ومهارته ومعارفه وقدرته على العمل من أهم العوامل التي تؤثر في نجاح الوحدة الاقتصادية على المدى القصير وتعزز من قدرتها على البقاء والاستمرار والمنافسة على المدى الطويل.
وتطرقت الورقة الى مناقشة عدة مفاهيم منها:
أولا: مفهوم كلف النوعية حيث عرفت بأنها (المبالغ المنفقة لغرض منع حدوث عيوب في المنتجات التي تنتجها الوحدة الاقتصادية أو أنها المبالغ التي تنفق بسبب إنتاج منتجات غير مطابقة للمواصفات المطلوبة ومن ثم يجب عليها معالجتها وتصحيح هذه المنتجات) ، وتساعد معلومات كلف النوعية في تحسن العمليات الإنتاجية وتقويم الأداء عن طريق إظهار نسب التلف وامكانية خفضها.
ثانيا: مفهوم المحاسبة عن الموارد البشرية حيث عرفت بأنها(عملية قياس وتسجيل وتحليل الكلف التي أنفقت من اجل تحصيل وتطوير وتدريب وإحلال الموارد البشرية في الوحدة الاقتصادية ,ورصد التغييرات التي تطرأ عليها خلال مدة زمنية من خلال تقديم المعلومات والبيانات اللازمة لمساعدة الإدارة في عمليات اتخاذ القرار بشأن القوى العاملة , كزيادة المهارة والإنتاجية بتطبيق برامج لتعليم وتدريب العاملين).
وتأتي أهمية المحاسبة عن الموارد البشرية من خلال أهمية الموارد البشرية في الوحدات الاقتصادية وما تشكله من مورد هام من بين مواردها التي تستخدم في عملياتها الاقتصادية شأنها شأن أية موارد مهمة أخرى في تلك الوحدات وبإمكانها الإسهام في تحقيق أهدافها ، وعليه تسعى المحاسبة عن الموارد البشرية إلى بلوغ الأهداف الآتية:-
1.مساعدة الإدارة والأطراف الخارجية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتخطيط واستخدام ورقابة الموارد البشرية.
2.توفر للإدارة معلومات عن التكاليف الفعلية لجلب الموارد البشرية وتنميتها سواء بإضافة موارد جديدة أو تطوير الموارد الحالية.
3.المساعدة في إعداد الموازنات التخطيطية لتكاليف الحصول على الموارد البشرية وتنميتها.
4.تساعد على استخدام الموارد البشرية المتاحة بكفاءة وفعالية.
5.إعداد البرامج التدريبية اللازمة لرفع مهارات وقدرات الأفراد وذلك بما تظهره من تكاليف هذه البرامج والعائد المتوقع مقابل ذلك.
6.تحديد العائد الذي يحصل عليه المشروع من رأس المال البشري وتقييم قرارات الاستثمار في القوى العاملة وذلك بمقارنة التكلفة بالمنفعة لمختلف البدائل.
7.مساعدة الإدارة في توزيع الأفراد على الوظائف المختلفة بشكل يؤدي إلى أفضل تخصيص ممكن وهذا يتطلب تحديد المعدل العائد من استخدام العامل في مختلف المناصب.
ثالثا: أثر تدريب الموارد البشرية في كلف النوعية: حيث إن وضع برامج تدريب الموارد البشرية والاهتمام بها سيساعد في انتاج منتجات ذات نوعية عالية تحقق للوحدة ميزة تنافسية أما من خلال بيع منتجات بأسعار أعلى من أسعار المنتجات المماثلة في السوق أو تخفيض تكاليف الإنتاج والتي تؤدي في النهاية إلى ارتفاع أرباح الوحدة.
إن التدريب هو عملية تزويد الأفراد بالمعلومات والمهارات والخبرات اللازمة لأداء أعمالهم بفعالية وهناك عدة مستويات من التدريب منها تدريب العاملين الجدد أو التدريب أثناء العمل أو تجديد ألمعلومات لإكساب العاملين المهارات الجديدة في مجال تخصصهم أو إعادة تدريبهم لشغل وظائف أعلى ، ويحقق التدريب عدة مزايا أهمها:
1.يحسن أداء الفرد وينعكس ذلك في زيادة الإنتاجية وتحسين النوعية بأدنى كلفة وأقل جهد وفي أقصر وقت.
2.كما يمكن عن طريق التدريب مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة والتنظيمية المستجدة.
3.يقلل التدريب الحاجة إلى الإشراف.
4.يحسن التدريب خدمات الوحدة الاقتصادية وطريقة تقديم السلع التي تنتجها وتعرضها.
5.يؤدي التدريب إلى تخفيض حوادث العمل, فقد دلت الإحصائيات المتعلقة بإصابات حوادث العمل أن نسبة الإصابات في حوادث العمل وبين العمال المدربين أقل بكثير منها بين العمال غير المدربين ، كما أن التدريب يساعد الوحدات الاقتصادية على تحقيق الاكتفاء ألذاتي وبالتالي تقليل الاعتماد على الخبير الأجنبي.
لذا نرى أنه أذا ما تم إنشاء تنسيق وثيق بين التخطيط والتدريب وتطوير الموارد البشرية ,فأن نظام تدريب الموارد البشرية سيتمكن من تحقيق أهم أهدافه الطموحة وبعد التأكد من حصول الوحدة الاقتصادية على الكادر الوظيفي المؤهل الذي تحتاجه في الوقت ألمناسب من خلال عملية التدريب في عصر التقنية المتطورة يومآ بعد يوم.
وتوصلت الورقة في النهاية الى عدد من الاستنتاجات من اهمها:
1.إن أغلب الوحدات الاقتصادية تعتبر الانفاق على الموارد البشرية إنفاقا جاريا وليس استثماريا ، وبالنتيجة فإنه لا توجد قوائم خاصة بها يمكن الاستفادة منها لأغراض مختلفة.
2.إن أغلب الوحدات الاقتصادية ليست لديها المعرفة والاطلاع الكافي على مفهوم كلف النوعية والعناصر المكونة لها وذلك نظرا لأن أغلب هذه الكلف تظهر ضمن المصاريف التشغيلية وبالنتيجة فإنه لا توجد تقارير خاصة بكلف النوعية.
3.إن محاسبة الموارد البشرية لها دور في تحقيق العديد من المزايا والتي أهمها الاستفادة من الموارد البشرية المدربة لأداء العمل بأعلى درجات الكفاءة والنوعية والسرعة.