تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة دكتوراه الموسومة (دور التجديد الاستراتيجي في المناعة التنظيمية بتوسيط الحساسية الاستراتيجية – بحث تحليلي في وزارة التربية) في تخصص الادارة العامة للطالب (محمد عبد الله امين) بأشراف أ.م. د. حسام علي محيبس
حيث يهدف البحث الحالي إلى معرفة وتشخيص الاسباب والمعوقات التي تؤدي الى اعتلال المنظمات وتدهور صحتها التنظيمية سواء كانت تلك الاسباب داخلية او خارجية , بالاضافة الى تحديد العوامل التي تساعد على تقوية مناعتها وتمكينها من مواجهة التهديدات التي تشكل خطراً على كيانها , على اعتبار ان للمنظمات دورة حياة شبيهه بالكائن الحي تؤثر وتتأثر في العديد من التغييرات والتطورات البيئية , فمن الممكن ان تموت او تمرض وتنتهي سلسلة المنتجات التي تقدمها , سواء كانت تلك المنتجات سلعً او خدمات , وفي نفس الوقت يمكنها النجاة من التعرض لتلك الامراض او الهرم فيما لو كانت مناعتها قوية . وعلى هذا الاساس يمكن صياغة التساؤل الرئيس للبحث بما يلي (ماهي المنافع التنظيمية الناتجة من تفعيل آليات التجديد في بناء وتقوية مناعة المنظمات من خلال توسط الحساسية الاستراتيجية ؟).
يمكن ايجاز أهمية البحث الحالي على النحو الآتي :
- يناقش ثلاث منظورات فلسفية في الفكر الإداري وهي كل من حقلي الادارة الاستراتيجية ونظرية المنظمة ، والتي تبدأ التجديد الاستراتيجي كمتغير مستقل والحساسية الاستراتيجية متغير وسيط وتنتهي بالمناعة التنظيمية كمتغير مستجيب
- سعى البحث إلى اختيار القطاع التربوي الذي يؤدي دوراً هاماً في التنمية الاجتماعية، ومصنع العقول المفكرة والمبدعة والتي تقود المجتمع العراقي نحو التطور والتغيير.
- حاجة وزارة التربية العراقية للتصدي الى مشاكل متعددة اضعفت أنظمتها الدفاعية تجاه التغيرات البيئية وتجديد عملياتها واجراءاتها التنظيمية .
- يساهم البحث على ضرورة تغيير المفاهيم التقليدية المرتبطة بالإجراءات الروتينية ، كما يدعوها بان لا تقف موقف الانتظار، بل ان تأخذ على محمل الاجراءات الاستباقية.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اظهرت النتائج الخاصة بالمنصب الوظيفي والنوع الاجتماعي تفاوت كبير لعينة البحث بين الاناث والذكور في اشغال المناصب القيادية من خلال الاعتماد بصورة كبيرة على الذكور في تسنم المناصب القيادية .
- اظهرت النتائج الخاصة بالفئة العمرية اعتماد الوزارة على توليفة مهنية متناسقة ممتزجة بين الطاقات الشبابية والخبرات المتراكمة للفئات الاكبر عمراً .
- اظهرت النتائج الخاصة بالمؤهل العلمي ان ما يقارب من نصف عينة البحث هم من حملة شهادة البكالوريوس في حين النصف الاخر كان من حملة الشهادات العليا وغيرها مما يدل على تمتعهم بمستوى علمي رفيع ولديهم القدرة والخبرة في تشخيص الواقع العملي والخدمي للوزارة .
- سجل الالتحاق بمرحلة رياض الاطفال مستوى منخفض جداً , وهذا ناتج عن قلة الوعي لدى اولياء الامور بأهمية تلك المرحلة او بسبب ضعف الامكانيات المادية لديهم .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ايلاء المرحلة التي تسبق التعليم الابتدائي والثانوي اهمية كبيره لدوره في تنمية وبناء الاجيال وازالة الخوف لديهم وتهيئتهم للمراحل الدراسية اللاحقة .
- العمل على رفع نسبة الالتحاق للمرحلة الثانوية خصوصاً اولئك الذين ابعدتهم الظروف القاهرة من الحصول على فرص التعليم وذلك من خلال تحفيزهم وتشجيعهم على ذلك .
- العمل على معالجة مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي في المدارس , وذلك من خلال معالجة النقص الحاصل في الابنية المدرسية , ومعالجة مشكلة الفيض والنقص الحاصل في الكوادر التعليمية والتدريسية .
- العمل على معالجة التداخل في الصلاحيات بين المديريات التابعة للوزارة ومركزها , لاسيما مع عودة الصلاحيات لمركز الوزارة بعدما كانت مرتبطة بمجالس المحافظات .