الطالبة :سارة غازي حسين المشرف : أ. د. صلاح الدين عواد
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( سارة غازي حسين ) بأشراف أ. د. صلاح الدين عواد كريم عن دراستها الموسومة (تقويم الأداء الإستراتيجي لمديرية الأبنية المدرسية – دراسة حالة في محافظة صلاح الدين).
وتعد عملية تقييم الأداء منهجاً للارتقاء بأداء المنظمة وتحسين خدماتها على الأمد البعيد, إذ تمثل العامل الأكثر إسهاماً في تحقيق هدف المنظمة ألا وهو البقاء والاستمرار, فهو نشاط حركي مستمر يرافق تدفق مراحل المشروع ويعمل على الكشف عن الانحرافات في تنفيذ أعماله وهذا يعني إن التقييم يهدف إلى ربط أداء المشروعات بالاستراتيجيات والأهداف الموضوعة للمنظمة. أثبتت الدراسات والتجارب العملية عدم ملائمة وكفاءة الأساليب والأدوات التقليدية المستعملة في”التقييم الإستراتيجي.
وتواجه عملية تقييم الأداء الاستراتيجي لمنظمة الأبنية المدرسية صعوبات كبيرة بسبب خصائص هذه المنظمة, وطبيعة عملها, ونوع الخدمات التي تقدمها, وتعدد العوامل المؤثرة في أدائها, والروتين السائد في المنظمات الحكومية, فضلاً عن حداثة المنظمة وضعف خبرة ملاكاتها كل هذا يضع المنظمة في موضع يصعب فيه تقييم أدائها, وهنا تكمن مشكلة البحث من إن منظمة الأبنية المدرسية تفتقر الى نظام تقييم متكامل وشامل مشتق من إستراتيجية المنظمة بشكل يتلائم مع رسالتها وقدراتها ومواردها لقياس أدائها الاستراتيجي وهذا ما أكده مديري المديرية وتلمسته الباحثة من خلال معايشتها الميدانية فضلاً عن خبرتها وإشرافها على أعمال (مشروعات) المنظمة قيد الدراسة (قسم الأبنية المدرسية / شعبة الدراسات والتصاميم الهندسية في ديوان وزارة التربية حالياً وقسم الأبنية المدرسية في المديرية العامة لتربية صلاح الدين/ شعبة المتابعة الهندسية سابقاً ) إذا إن تقييم الأداء يعتمد على المؤشرات التقليدية سهلة القياس مثل عدد المدارس المنجزة لسد الحاجة دون الأخذ بنظر الاعتبار مطابقة البناية لمعايير الجودة ومدى ملائمتها للشروط البيئية والصحية, وإن مثل هذه المؤشرات مهمة لكنها لا تعكس الأداء الفعلي للمنظمة وتؤدي الى فجوة بين إستراتيجية المنظمة والأساليب المستخدمة في تقييم الأداء.
تنطلق أهمية البحث من أهمية الدور الذي تلعبه الأبنية المدرسية من خلال مخرجات أدائها والمتمثلة برياض الأطفال, والمدارس وغيرها من البنى التعليمية والتي تعد اللبنة الأولى من لبنات العملية التعليمية, إذا تعد الحجر الأساس لبناء حياة الانسان وبوابة التقدم الاقتصادي والاجتماعي للفرد والمجتمع من جهة وإحدى أهم واجبات الدولة تجاه المجتمع ألا وهي توفير البنى التحتية لإنجاز عملية التعليم وتكوين شخصية الإنسان فضلاً عن انعكاسات ذلك على التنمية البشرية ومن ثم التأثير على العملية الاقتصادية للبلد.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- تبين من خلال المقابلات الشخصية إن مديرية الأبنية المدرسية لا تدرك أهمية التقييم وإنها تفتقر إلى نظام لتقييم الأداء وإن برامج التقييم التي تتم في المديرية تقتصر على تقييم أداء الموظفين الفردي.
- لوحظ إن كلفة المشروعات بإسلوب التنفيذ المباشر أعلى من كلفته بإسلوب الإحالة الى الشركات.
- تبين إن المديرية لا تولي إهتماماً كافياً بمؤشر رضا الزبون إذ إن هناك فجوة كبيرة جداً في منظور الزبون بين عدد المشروعات التي تنجزها المديرية خلال الحدود الزمانية للبحث وحاجة المحافظة التي تم تحديدها بصورة غير مدروسة وغير دقيقة من رياض الأطفال, والمدارس الإبتدائية والمهنية, بإستثناء المدارس الثانوية إذ أخذت الفجوة بالتناقص تدريجياً .
- تبين إن إدارة الأبنية المدرسية تعطي إهتماماً جيداً لمنظور العمليات الداخلية في عام (2010) و(2011) من خلال إرتفاع نسبة المشروعات المنجزة إلى المشروعات المخططة والمعيار العام, لكنه إنخفض في عام (2012) و(2013).
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها:
. نشر الوعي”بأهمية الأداء الإستراتيجي وأبعاده في”تقييم أداء الدائرة المبحوثة بالشكل الذي ينسجم مع طبيعة عملها مما يساعدها على صياغة خططها وتوجيه أهدافها بشكل ينسجم مع حاجة المحافظة والسياسات الحكومية.
- إعتماد إسلوب الإحالة إلى الشركات والمقاولين في تنفيذ المشروعات مع ضرورة تعزيز المتابعة الدورية من قبل لجان الإشراف الهندسية وتفعيل دور لجان المتابعة على لجان الإشراف المُشكلة في المديرية.
- المداومة على”خططها المتبعة لإستغلال التخصيصات المالية المخصصة لتنفيذ المشروعات, والعمل على إستكمال تنفيذ الأعمال غير المنجزة لعام (2013) للمشروعات المتوقفة مع ذات الشركات واللجان المنفذة أو تشكيل لجان ذرعة وإستلام واقع حال وإحالة المشروعات إلى جهات أخرى لتنفيذه وصرف التخصيصات . والعمل على نشر ثقافة المشاركة من قبل منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال بأهمية دورهم في حل أزمة الأبنية المدرسية وكذلك ضرورة تفضيل مصلحة المجتمع من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية الروتينية المتبعة من قبل المديرية العامة للعلاقات الثقافية ومديرية الأبنية المدرسية في صلاح الدين خاصة.