الطالبة : زهراء فارس خليل المشرف : أ.د. عماد محمد علي
تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الاقتصاد للطالبة ( زهراء فارس خليل ) بأشراف أ.د. عماد محمد علي عبد اللطيف عن رسالتها الموسومة (سعر صرف الدينار العراقي بين ضغط الانفاق الحكومي وألية نافذة العملة ).
يتاثر سعر صرف الدينار العراقي بالعديد من العوامل المالية والنقدية والتجارية، ولعل من اهم العوامل المؤثرة فيه(الانفاق الحكومي)، اذ إن زيادة ضغط الانفاق الحكومي تؤدي الى انخفاض سعر صرف الدينار العراقي وذلك من خلال قناتين، القناة الاولى وبشكل مباشر من خلال اثر الانفاق على سعر صرف الدينار العراقي، والقناة الثانية وبشكل غير مباشر عن طريق زيادة الانفاق تؤدي الى زيادة عرض النقد وبالتالي يؤثر سلبا على سعر صرف الدينار العراقي، فيما مارس البنك المركزي عن طريق نافذة العملة التأثير الايجابي في قيمة الدينار العراقي من خلال زيادة مبيعات العملة في نافذة العملة , إذ نجحت السلطة النقدية في توظيف رفع قيمة الدينار العراقي(سعر صرف العملة المحلية) مقابل الدولار الامريكي، من خلال بيع العملة الاجنبية وشراء الدينار العراقي من خلال قناتين الاولى بشكل مباشر من خلال اثر الانفاق العام في مبيعات العملة الاجنبية، اذ ان زيادة الانفاق الحكومي ادى الى زيادة مبيعات العملة في النافذة ومن ثم ادى هذا الى انخفاض قيمة الدولار امام الدينار العراقي من خلال امتصاص فائض السيولة النقدية وبالتالي انخفاض معدل التضخم بشكل كبير وبشكل غير مباشر من خلال تحليل العلاقة بين الاحتياطيات الاجنبية وسعر صرف الدينار العراقي اذ عندما تزداد الاحتياطيات الاجنبية الناجمة عن زيادة الايرادات العامة يؤدي هذا الى زيادة مبيعات العملة في النافذة والتأثير ايجابيا في سعر صرف العملة المحلية ،الا ان هذا من ناحية اخرى يؤدي الى استنزاف الاحتياطيات الاجنبية.
تتمثل اهمية البحث في تحليل العلاقة بين سعر الصرف الدينار العراقي وتأثره بالإنفاق والية نافذة العملة، من خلال تتبع اثار استعمال النافذة على عرض النقد وتعقيم المعروض النقدي الناتجة عن زيادة الانفاق من اجل تجنب الارتفاع في الاسعار وانخفاض قيمة الدينار الا إن هذا كان على حساب الضغط على الاحتياطيات الدولية .
يسعى البحث الى تحقيق مجموعة من الاهداف وذلك على النحو الاتي :
- تتبع وتحليل سعر صرف الدينار العراقي والتطورات التي شهدها للمدة (2004-2016).
- بيان اثر ضغط الانفاق على نافذة العملة ولاسيما ان عرض النقد تابع للأنفاق الحكومي.
- تحليل العلاقة بين ضغط الانفاق الحكومي واثرة على سعر الصرف الدينار العراقي وتوضيح درجة ارتباط سعر الصرف بالإنفاق الحكومي.
وتوصلت الدراسة الى اهم الاستنتاجات منها توجد علاقة طردية بين ضغط الانفاق ونافذة العملة اذ كلما زاد الانفاق ازداد عرض النقد بكونه متغيراً تابعاً للأنفاق الحكومي، وكذلك ازدادت مبيعات العملة في نافذة العملة وذلك من اجل تعقيم المعروض النقدي والمحافظة على استقرار العملة المحلية، وبهذا استطاعت النافذة من تحقيق الاستقرار النقدي، فضلا عن ذلك مناقشة بعض الخيارات الممكن تطبيقها يمكن من خلاله تقليص مبيعات العملة في النافذة منها خيار تقيد البيع لأغراض محددة مع تقديم بعض المقترحات من قبل الباحثة منها التمايز السلعي بسعر الصرف وذلك من اجل الحد من بعض السلع التي تستورد من الخارج.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :
- وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة من خلال وضع سياسة اصلاح اقتصادي يمكن من خلاله اعادة هيكلية الاقتصاد على المستوى الكلي والاقطاعي، من اجل زيادة الطاقة الانتاجية، نستطيع من خلاله فك ارتباط نمو الناتج المحلي مع الصدمات النفطية وهذا بدوره يؤدي الى تقليص الطلب على العملة الاجنبية.
- توجيه وضبط الانفاق الحكومي من خلال وضع معايير محددة للأولويات الانفاق العام لانه يعد المسؤول الاكبر في تحديد الطلب الكلي، وذلك من اجل خفض الطلب على الاستيرادات ونظرا لارتفاع الميل الاستهلاكي على الاستثماري يتحول القسم الاكبر منه في زيادة على السلع والخدمات والتي تمول عن طريق الاستيرادات عبر نافذة العملة وهذا يؤدي الى خروج العملة الصعبة خارج البلد الامر الذي ينعكس سلبا على ميزان المدفوعات.
- تنويع مصادر ايرادات العراق من العملة الاجنبية، بدل الاعتماد على القطاع النفطي ورفع نسبة مساهمة القطاعات الانتاجية الى الناتج المحلي الاجمالي، هذا يعزز من قدرة الاقتصاد على مواجهة الازمات.
- الاستفادة من الثمار التي حققتها السياسة النقدية من خلال المحافظة على المستوى العام للاسعار والحد من التضخم، واعادة هندسة توجهات السياسة المالية نحو الجانب الاستثماري، من اجل دعم التنمية الاقتصادية وزيادة الطاقة الانتاجية في مختلف القطاعات.