تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة (سارة حسين عبد الحسين) بأشراف أ. م.د. سعدون محسن سلمان عن رسالتها الموسومة (تأثير المرونة الاستراتيجية في فاعلية المنظمة الدور الوسيط للابداع التنظيمي بحث تحليلي)

تلعب المرونة الاستراتيجية والمتمثلة بـ(مرونة القدرات ومرونة الموارد ومرونة المعلومات ومرونة التنسيق) دوراً رئيساً في عملية التخطيط الاستراتيجي”، “فالمنظمة تكسب القدرة على تمكين المنظمات من الاستجابة الفعالة للتغيرات الطارئة بشكل سريع ومناسب”، “فبدون مرونة الاستجابة لتغيرات البيئة الخارجية يصعب على المنظمات ايجاد فرص النجاح والبقاء”، “فالمرونة الاستراتيجية تمثل نقطة جوهرية لخلق خدمات متميزة غير قابلة للمحاكاة والتقليد”.

أذ تعد فاعلية المنظمة من ابرز معالم التطورات المعاصرة التي تهتم بها” المنظمات الرائدة والناهضة”, حتى اصبحت سمة لهذه المنظمات واداة لتحقيق اهدافها” وتكيفها مع بيئتها وزيادة انتاجيتها, فان فاعلية المنظمة هي نتاج” الصياغة الاستراتيجية التي تسعى من خلالها المنظمات الى تحقيق رسالتها” واهدافها” قصيرة وبعيدة الأمد وحل مشكلاتها ومواجهة تحدياتها”.

ويعد الابداع التنظيمي والمتمثل بـ(الاصالة والطلاقة والحساسية للمشكلات والمخاطرة) من اهم اهتمامات المنظمات الحديثة والتي يسعى الى تحقيق شيء رائع كالتفوق والتمييز”، “مما يتطلب بذل المزيد من الجهود من اجل النهوض بمستوى أداء المنظمات بكفاءة وفاعلية”.

ومن هنا تبلورت فكرة البحث في دراسة كل من (تأثير المرونة الاستراتيجية وفاعلية المنظمة والإبداع التنظيمي), وغايتها الاساسية من ذلك هو مناقشة المضامين الفلسفية والنظرية, واثبات فرضيات البحث في هذا الجانب.

ويمكن توضيح اهمية الدراسة بالنقاط التالية:

  • تعد اهمية البحث في محاولتها لتوفير قاعدة معرفية نظرية يمكن توظيفها في المديريات المبحوثة من أجل مواجهة التغيرات الحالية والمستقبلية, ولتحديث اساليبها في العمل, وهياكلها وزيادة فاعليتها.
  • يستمد البحث اهميته التطبيقية من خلال مجتمع البحث الذي سوف يتم تطبيق البحث فيه إلا وهي المديريات التابعة لوزارة التربية العراقية, كونها الجهة الحكومية الوحيدة المسؤولة عن التعليم الاولي في العراق وأن اجراء مثل هذا البحث وما يترتب عليها من نتائج تأمل ان تتوصل لمقترحات تعزز من دور القطاع التربوي.
  • تشخيص فاعلية المنظمة وتعزيزها كونها تهدف الى مزيد من التقدم والتطور الوظيفي بالنسبة للموظف بشكل خاص وللإدارة الوزارة بشكل عام.
  • معرفة مستوى الابداع التنظيمي وضرورة المحافظة عليه والعمل على تعزيزه من خلال المرونة الاستراتيجية ومدى تأثيره في اعداد موظفين مؤهلين لقيادة مفاصل المنظمة مستقبلاً.

وتسعى الدراسة الى تحقيق الاهداف التالية:

  • تسليط الضوء على المضامين الفلسفية والنظرية ومدى التوافق بين متغيرات البحث (المرونة الاستراتيجية, فاعلية المنظمة, الابداع التنظيمي).
  • تحديد تأثير المرونة الاستراتيجية على فاعلية المنظمة في المديريات المبحوثة/ وزارة التربية.
  • معرفة تأثير المرونة الاستراتيجية على الابداع التنظيمي في المديريات المبحوثة/ وزارة التربية.
  • التعرف عن مدى تأثير ابعاد المرونة الاستراتيجية في فاعلية المنظمة بتوسيط الابداع التنظيمي.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  • ان اهتمام مديريات وزارة التربية المبحوثة بالمرونة الاستراتيجية وتبنيها بشكل صحيح ومستمر, يقود المديريات لامتلاكها فاعلية المنظمة يمكنها من تحقيق اهدافها من خلال التكيف والاستجابة للتغيرات التي تحصل في البيئة الخارجية.
  • ان تبني المرونة الاستراتيجية وتطبيقها على مديريات وزارة التربية المبحوثة وتشجيع العاملين على خوض الاعمال التي تتسم بالمخاطرة بهدف التفوق والتميز وتقديم الافكار الجديدة لتطوير العمل بتلقائية من شأنه ان يدفع المديريات نحو الإبداع التنظيمي.
  • يسهم الابداع التنظيمي بشكل بارز في تعزيز فاعلية المنظمة, وهذا يدل على ان مديريات وزارة التربية المبحوثة تنفذ العديد من البرامج وورش العمل في مجال خدمة المجتمع, وتتوفر لديها الامكانات المادية والبشرية المطلوبة لتحقيق اهدافها بفاعلية.
  • ان توافر المرونة الاستراتيجية في مديريات وزارة التربية المبحوثة من حيث مواكبة التطورات التكنولوجيا والاستفادة منها في عملية تخزين واسترجاع المعلومات عند الضرورة من شأنه ان يؤثر معنوياً في فاعلية المنظمة.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :

  • العمل على تعزيز دور المرونة الاستراتيجية في تحقيق فاعلية المنظمة داخل مديريات وزارة التربية المبحوثة, وقدرتها على التكيف لضمان النجاح واستمرار التميز في مجال عملها, والعمل على اعادة النظر في تصميم هياكلها التنظيمية بحيث تتيح درجة من المرونة الاستراتيجية الكافية في اداء الهيكل لأدواره واختصاصاته.
  • ضرورة قيام مديريات وزارة التربية المبحوثة بتعزيز قدراتها من خلال الاستفادة من مواردها المتاحة وتطوير انظمتها وسياستها بما يتواكب مع التغيرات في البيئة المحيطة, وتوظيف واستثمار مواردها البشرية بالشكل الامثل لتحقيق قدرتها على تنفيذ المرونة الاستراتيجية وتحقيق فاعليتها.
  • قيام مديريات وزارة التربية المبحوثة بالعمل على تحديث نظم المعلومات والارشفة والشبكات التي يتم من خلالها” نقل البيانات والمعلومات بين الادارات”, وايجاد الاليات التي يمكن من خلالها” استخدام المعلومات المتاحة لتعزيز عملية اتخاذ القرار”.
  • يتوجب على مديريات وزارة التربية المبحوثة بتعزيز الابداع التنظيمي من خلال ممارسة النشاطات التي تتسم بدرجة مقبولة من المخاطرة عبر السماح بأجراء التجارب والتعلم من الاخطاء دون خوف أو تردد, ويظهر ذلك بوجود أدارة قادرة على تشجيع المشاركة ولديها سرعة الاستجابة وحساسية استراتيجية.

 

 

Comments are disabled.