لاقتصاد الدائري في ظل الأزمة المناخية

نظمت وحدة التعليم المستمر بالتعاون مع قسم ادارة الاعمال  ندوة علمية بعنوان “الاقتصاد الدائري في ظل الأزمة المناخية: رهان نستطيع كسبه”، حاضر فيها كلٌّ من أ.م.د. هنادي صكر مكطوف وأ.م. أميرة شكر ولي ، بحضور عدد من التدريسيين والطلبة والمهتمين بالشأن البيئي والاقتصادي.

هدفت الندوة إلى توضيح العلاقة بين تفاقم الأزمة المناخية والأنماط الاقتصادية التقليدية، والتعريف بمفهوم الاقتصاد الدائري بوصفه بديلاً مستداماً يسعى إلى تقليل الهدر والانبعاثات والمحافظة على الموارد الطبيعية، فضلاً عن إبراز دوره في مواجهة التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة.

تناولت المحاضرتان أبرز مظاهر الأزمة المناخية في العراق مثل ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، والعواصف الترابية، وتراجع تدفقات نهري دجلة والفرات، وما ترتب عليها من تدهور في الزراعة وارتفاع معدلات النزوح الداخلي وتراجع الأمن الاقتصادي والاجتماعي.

كما تم تسليط الضوء على الفرق بين الاقتصاد الخطي التقليدي والاقتصاد الدائري، إذ يقوم الأول على مبدأ “الاستخراج – التصنيع – الاستهلاك – التخلص”، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد وزيادة النفايات، بينما يسعى الاقتصاد الدائري إلى إطالة دورة حياة المنتجات، وإعادة استخدامها وتدويرها، بما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة.

وتطرقت الندوة إلى استراتيجيات التغلب على الأزمة المناخية، ومنها:

  • التحول نحو الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

  • إعادة تأهيل الأراضي من خلال مبادرات التشجير مثل “مبادرة العراق الأخضر”.

  • إدارة الموارد المائية بطرق حديثة وترشيد استخدامها.

  • تعزيز التعاون الدولي في مجال المياه وتمويل مشاريع التكيف البيئي.

  • دعم المزارعين المتضررين من التغيرات المناخية.

كما تناولت المحاضرتان التحديات التي تواجه تطبيق الاقتصاد الدائري مثل ارتفاع التكاليف الأولية، وضعف البنى التحتية، ونقص الوعي العام، وغياب التشريعات الداعمة، مع التأكيد على أهمية وضع سياسات وطنية وتشريعات تحفّز تبني هذا النموذج الاقتصادي الواعد.

واستُعرضت في الندوة نماذج ناجحة من التجارب العالمية في تطبيق الاقتصاد الدائري، منها تجربة هولندا في إعادة تدوير الملابس، ومصر في إنتاج السماد والطاقة من المخلفات، والمشاريع الرائدة لشركة أرامكو السعودية في إعادة تدوير الإطارات.

وفي ختام الندوة، قدمت مجموعة من التوصيات أبرزها:

  • إصدار تشريعات تشجع على إعادة التدوير وتفرض ضرائب على الأنشطة الملوِّثة للبيئة.

  • دعم الابتكار الأخضر وتمويل مشاريع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.

  • تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في نشر الممارسات المستدامة.

  • نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع لترسيخ ثقافة الاقتصاد الدائري.

تأتي هذه الندوة ضمن جهود الكلية في دعم رؤية جامعة بغداد نحو بيئة جامعية مستدامة، وتأكيد دورها الأكاديمي في تعزيز الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية لمواجهة التحديات المناخية المعاصرة.

Comments are disabled.