تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير   في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب (احمد امين سالم)  بأشراف أ.م.د. فراس محمد اسماعيل عن رسالته الموسومة (  انعكاس التفكير الاستراتيجي على ادارة الازمة بحث ميداني في وزارة الزراعة)

يشكل علم ادارة الازمات احد العلوم الانسانية الحديثة ، والذي يعتمد على فن التعامل مع الازمة ساعة وقوعها ، وسبل ادارتها بشكل صحيح من اجل حلها ، وتلافي نتائجها السلبية ، وعلاج الخسائر الناجمة عنها ، والاهم الخروج بدروس مستفادة لمنع تكرار الازمة مستقبلا”، ومعالجة الازمات المتشابهة ، وتكوين خبرات تراكمية لدى المديرين وصناع القرار في مواجهة مثل تلك الازمات ، لذا يعد التفكير الاستراتيجي مدخلا” معاصرا” ونمطا” فكريا” يسهم في تحقيق الموائمة بين الامكانات المنظمية . اذ يشكل احد اهم التحديات التي تواجهها الادارة العليا في المنظمة لذلك تبلورت فكرة البحث التي تمحورت حول انعكاس التفكير الاستراتيجي على ادارة الازمة وتم تطبيق هذه الدراسة في وزارة الزراعة ميدانيا نظرا” للدور الكبير والمهام الملقاة على هذه الوزارة في تحقيق الامن الغذائي و تقديم افضل الخدمات للفلاحين والمزارعين لاسيما تعد وزارة الزراعة خدمية بحثية ارشادية تتمثل بتقديم الدعم والاسناد للفلاحين والمزارعين مع اجراء البحوث الزراعية وحل معضلات المشاكل واقامة ندوات ارشادية كذلك للفلاحين والمزارعين ، اذ ان نتيجة تأثر وزارة الزراعة بالبيئة المحيطة تناغما” وتفاعلا” واستجابة ، فيجب عليها السرعة في استجابة والتكيف بهدف التأقلم مع وضع مضطرب وازمات متلاحقة في ضل الاوضاع الاقتصادية للعراق .

شخصت المشكلة بتسلط الضوء على ضعف التفكير الاستراتيجي في وزارة الزراعة للمعنى العلمي لإدارة الازمة وكيفية ادارتها والتعامل معها على وفق الاسس العلمية مع استعمال الاساليب التقنية الحديثة وانتهاجها بأسلوب يتمثل التصدي المرتجل والتعامل بطرائق غير مدروسة مسبقا”.

تتجسد اهمية البحث في الجوانب الاتية :

  1. تتجسد اهمية البحث من موضوعي التفكير الاستراتيجي وادارة الازمة في نجاح المديرين اذ ان معرفة الجوانب الايجابية والسلبية في الوزارة المبحوثة للوصول الى الكفاءة والفاعلية وضرورة قصوى لتجنب المخاطر او التقليل منها او تعزيزها .
  2. التركيز على قطاع مهم وحيوي ، اذ تلعب الزراعة دورا” بارزا” في النهوض وتطوير القطاع الزراعي وتحقيق الامن الغذائي .
  3. تنبثق اهمية البحث في تبني المدخل الاستراتيجي كأساس لإدارة الازمة والتفكير بها مع وضع تصور مستقبلي للظروف التي يفرضها الواقع اليوم .
  4. اسهام الدراسة في عملية تعميق التفكير الاستراتيجي للمديرين ودورهم في مواجهة الازمة التي يعانيها القطاع الزراعي وبالأخص الميدان المبحوث .
  5. تشخيص مدى ومعرفة المديرين للتفكير الاستراتيجي حول تطوير قدرات الواقع العملي .

تهدف الدراسة الى :

  1. التأكيد على الجانب المعرفي والمنهجي الاكاديمي الحديث لمتغيرات البحث ( التفكير الاستراتيجي ، ادارة الازمة ) لغرض استعمالها والافادة منها من مجتمع البحث .
  2. بناء جانب نظري موسع يشمل التعريف بالتفكير الاستراتيجي بأبعادها ( التفكير النظمي ، الابداع والابتكار ، التفكير بالوقت ، الحدس والاستشراف ) فضلا” عن ابعاد ادارة الازمة ( سرعة قرار الاستجابة ، الاتصالات وتدفق المعلومات ، حشد وتعبئة الموارد )
  3. التعرف على عينة مجتمع الدراسة حول مدى انعكاس التفكير الاستراتيجي على ادارة الازمة في الوزارة المبحوثة.
  4. قياس مدى ادراك المدرين لمهارة التفكير الاستراتيجي ومدى ممارستهم فيه لإدارة الازمة  .
  5. التمكن من مواجهة الازمات وادارتها واسلوب التعامل معها في الوزارة المبحوثة .
  6. المساهمة في تقديم توصيات تساعد في ترسيخ مفاهيم التفكير الاستراتيجي لدى المديرين في المنظمة المبحوثة وكيفية قيامها على ادارة الازمة .

 

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • اوضحت النتائج اهتمام الادارة العليا والادارة الوسطى بالتفكير الاستراتيجي وفق ابعاده الاربعة جاء ذلك من خلال تحليل المتوسطات .
  • جاء الاهتمام فيما يخص التفكير النظمي حيث تبين من خلال تحليل المتوسطات اهتمام قوي جدا” لهذا البعد لدى العينة المستهدفة بما فيها المشكلة اذ تعد المرتكز الاساسي وما يحيط بالوزارة بصورة دقيقة وحسب رايهم .
  • بينت النتائج ان لبعد الابداع والابتكار هناك اهتمام من المديرين كونهم مهتمين بالتفكير الاستراتيجي حول ايجاد البدائل لحل المشاكل والعقبات التي تواكب البيئة المحيطة ومعاصرة التطورات الحديثة وفق الرؤيا ورسالة المنظمة ، اذ ان الرسالة تعد سبب وجود المنظمة .
  • جاء الاهتمام من خلال النتائج لبعد التفكير بالوقت لدى الادارة العليا والادارة الوسطى من اهتمامهم بالتفكير الاستراتيجي خلال تحليل المتوسطات جدا” قوي وتأشير اهميته لدى العينة المستهدفة على المستوى الشخصي والتنظيمي في كيفية ادارة واستثمار الوقت واتخاذ القرار المناسب .
  • اشارات نتائج تحليل المتوسطات ان لبعد الحدس والاستشراف اهتمام كبيرا” جدا” من العينة المبحوثة لاهتمامهم بالأحداث المستقبلية واستشعارهم بالمتغيرات التي تحدث ثم وضع سيناريوهات لذلك والقدرة على التخمين هذا يعكس درجة اهتمام العينة بالتفكير الاستراتيجي .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  • الاهتمام بالتفكير الاستراتيجي والافادة منه في تطوير الاستراتيجيات وتقديم حلول واضحة للمستقبل في ضوء الخطط الاستراتيجية وتحقيق تلك الافكار الى انجازات منشودة هادفة لصالح الوزارة.
  • الاهتمام والتحليل على المشكلة وكل مايحيط بها بصورة دقيقة التي تهدد المنظمة سواء كانت على المستوى الداخلي والخارجي بأجراء استباقي منظم .
  • الابداع والابتكار في اساليب عمل جديدة في التفكير الاستراتيجي لحل المشكلات و تبني البدائل في ادارة الازمة وتوظيف الوزارة الافكار الجديدة الخلاقة التي تضمن فاعليتها ومواكبتها للتغيرات في البيئة المحيطة ووضع رؤيا ورسالة واضحة ضمن توجهات الوزارة .
  • على الوزارة تنظيم ادارة الوقت وكيفية استثماره وزيادة الاهتمام به لانه يساعد على تقديم المزيد من العطاء في حل المشكلات التي تحدث عند اتخاذ القرار في الوقت المناسب .
  • الاهتمام بالتفكير الاستراتيجي عند صياغة السيناريوهات والقدرة على التخمين لاستشراف المستقبل والمساهمة لصنع المستقبل وتبني الحدس ومخرجاته يكون مدخل متكامل للمنظمة المعاصرة لمعالجة المشاكل وباجراء استباقي .

 

Comments are disabled.