الطالب: صفاء كامل حنّان     المشرف : م. د. سهير عادل حامد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة رسالة ماجستير  في تخصص الادارة العامة  للطالب  ( صفاء كامل حنّان  ) بأشراف م. د. سهير عادل حامد عن دراسته الموسومة (تأثير القدرات الديناميكيــة في البراعة التنظيميــة – دراسة تحليلية).

يهدف البحث الحالي الى تشخيص طبيعة العلاقة بين القدرات الديناميكية كمتغير مستقل بأبعادها (قدرات الاستشعار، قدرات التعلم، قدرات التكامل، قدرات التنسيق، وقدرات إعادة التشكيل) والبراعة التنظيمية كمتغير مستجيب بأبعادها (استغلال الفرص، استكشاف الفرص، الهيكل المتمايز)، والتعرف على دور كل منهما في تحقيق مستوى الأداء المطلوب للمنظمات والتكيف مع التغيرات البيئية المتسارعة. وتم تطبيق البحث على مجموعة من شركات وزارة الصناعة والمعادن العراقية وهي من المنظمات التي تعمل في بيئة ديناميكية شديدة التعقيد عن تحتم عليها التكيف مع بيئة العمل العراقية، وذلك عن طريق تفعيل نظم إدارية واقتصادية ومجتمعية وتكنولوجية، تتغير على وفق متطلبات البيئة، لضمان حصولها على فرص النمو والتطور والاستمرارية، وعلى العكس من ذلك فأن عدم قدرة المنظمات العاملة في هذا القطاع على التكيف مع تغيرات البيئة، يؤدي الى توقفها عن العمل ومن ثم انهيارها نتيجة عدم قدرتها على الاستمرار في ادامة مواردها التي تكتسبها من تسويق منتجاتها  لتحقيق هامش الربح الذي يبعث الحياة فيها والذي ينسجم مع حجم استثماراتها الرأسمالية، ويتمثل ذلك بالإدارة الفاعلة التي تستطيع ان تتناغم مع الظروف المتغيرة التي تحيط بها من جانب، وجذب الزبائن الجدد من جانب اخر، وهذا بدوره لا يتحقق الا باستثمار القدرات والمهارات وتطويرها بصورة مستمرة. وعلى هذا الأساس تبنت الحاجة للخوض في البحث عن تأثير القدرات الديناميكية في البراعة التنظيمية لبعض الشركات التابعة لوزارة الصناعة والمعادن لمواجهة تلك التحديات وضمان استمرارها وبقائها على الأمد البعيد. وهذا يتطلب محاولة إلقاء الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه القدرات الديناميكية والبراعة التنظيمية، وتأثير ذلك على أداء الشركات موضع التطبيق وخاصة بعد ان لمس الباحث وجود بعض الغموض في مجتمع البحث لمفهومي القدرات الديناميكية والبراعة التنظيمية في منظماتهم، على الرغم من تطبيقها دون الالمام بها، فضلا عن اهميتها في مسار الحياة الوظيفية لديهم. ومن هنا تبلورت مشكلة البحث في التساؤلات الآتية:

  1. ما مستوى إدراك المسؤولين في الشركات المبحوثة لمفهوم القدرات الديناميكية؟
  2. ما مستوى إدراك المسؤولين في الشركات المبحوثة لمفهوم البراعة التنظيمية؟
  3. ما مستوى وطبيعة أثر القدرات الديناميكية على البراعة التنظيمية للشركات المبحوثة؟
  4. ما مستوى البراعة التنظيمية للشركات المبحوثة وما هي اتجاهاتها؟ هل هي باتجاه استغلال الفرص او استكشافها او ألتوجه الى الهياكل المتمايزة؟
  5. كيف يمكن للقدرات الديناميكية في الشركات المبحوثة من تحقيق البراعة التنظيمية في ظل الطروحات النظرية ونتائج الجانب التطبيقي؟

و تتجلى الأهمية العملية للبحث في:

  1. 1. أهمية العينة والتي شملت القيادات الإدارية العاملة في الشركات المبحوثة بجميع مستوياتها كونها تمثل النواة الأساسية في اتخاذ القرارات الستراتيجية للشركات، فضلا عن ان هذه الشركات من أكثر شركات وزارة الصناعة والمعادن نجاحاً في الوقت الحالي.
  2. اتخذ البحث من شركات وزارة الصناعة والمعادن ميداناً له لكونها تمثل مصدراً رئيساً لتنفيذ خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية لرفد البلد باحتياجاته الحالية والمستقبلية، كما يمكن له أن ينعكس بشكل ايجابي ليس على نطاق مجتمع البحث فحسب بل يمكن الإفادة من نتائج البحث على نطاق قطاع وزارة الصناعة والمعادن بشكل عام.
  3. الافادة من طبيعة واهمية العلاقة القائمة بين متغيرات البحث (القدرات الديناميكية والبراعة التنظيمية) في تطوير الشركات المبحوثة وزيادة وعيها بالشكل الذي ينعكس ايجابياً على جودة المنتجات المقدمة ضمن نطاق بيئتها.

وخرج البحث بمجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. تعمل الشركة العامة للصناعات النسيجية والجلدية بخليط من الذكور والاناث، الا ان ذكورية المجتمع في الشركة تتفوق على اناثها نظراً لما يتطلبه العمل من جهود فسيولوجية وفنية، وكذلك الحال مع الشركة العامة للسمنت العراقية، والشركة العامة للمنتوجات الغذائية الا ان الشركة العامة للصناعات التعدينية كانت فيها نسب الذكور مرتفعة جداً مما يبين ضعف تمثيل الاناث فيها.
  2. تهتم الشركات المبحوثة بمستولى التحصيل الدراسي لإفرادها، والعمل على تطويرها من خلال التمسك بالمعطيات العلمية والمؤهلات الجامعية لكل موظف من موظفيها، فضلاً عن الاهتمام بمستوى عالي من الخبرات العملية.
  3. عملت الشركات المبحوثة بنظام التدوير الوظيفي للمديرين العامين ومعاونيهم ومديري الأقسام للإفادة من خبراتهم ومعارفهم في إدارة الشركات.
  4. تؤثر القدرات الديناميكية بشكل مباشر في البراعة التنظيمية في الشركة العامة للسمنت العراقية وتزداد قيمة هذا التأثير من خلال قدرات الاستشعار والتنسيق وإعادة التشكيل والتعلم والتكامل على الترتيب.

وفي ضوء الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات :

  1. تأهيل القيادات الإدارية في الشركات وزجهم بدورات تطويرية في مجال اختصاصهم لتنمية امكانيتهم لتواكب التطورات في قطاع الاعمال من خلال:

أ. الانفتاح على الجامعات والمعاهد ذات العلاقة ببحوث السوق.

ب. إقامة دورات تطويرية في ضل التخطيط الستراتيجي والتسويق.

ج. تطوير القيادات الوسطى وتأهيلهم بشكل يتلائم مع مستقبل الشركة.

  1. بناء فرق عمل تهتم بدراسة التغيرات في البيئة الخارجية واعداد الخطط التي تتلائم مع تقلبات السوق العراقي في ضل العرض والطلب، والعمل على تشخيص مواطن القوة والضعف وتوفير مستلزمات النجاح في ضل امتلاك افراد لديهم المؤهلات.
  2. ينبغي على الشركة العامة للصناعات النسيجية والجلدية الاهتمام بقدرات الاستشعار من خلال الاهتمام بعملية فحص البيئة الخارجية ومراجعتها بشكل دوري والعمل على جمع المعلومات وتحليلها للتعرف على تقلبات السوق والعرض والطلب ودراسة الواقع بدقة، للوصول الى القرار الستراتيجي الذي يحقق اهداف الشركة في البقاء والتنافس والنمو.

 

Comments are disabled.