روحانية مكان العمل

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (روحانية مكان العمل وتأثيرها في الصلابة النفسية ) في تخصص الإدارة العامة للطالب (ابراهيم عبد الستار) بأشراف أ.م .د.  مجيد حميد طاهر

يهدف  البحث الحالي الى اختبار علاقة تأثير روحانية مكان العمل كمتغير مستقل في الصلابة النفسية كمتغير معتمد، من دراسة أبعاد روحانية مكان العمل المتمثلة في (العمل الهادف ،والاحساس بالجماعه ،الملائمة بين قيم الفرد وقيم المنظمة) ،وذلك في مستشفى ابن رشد التعليمي للطب النفسي ومستشفى الرشاد التدريبي للامراض العقلية والنفسية ، و تتمثل المشكلة الميدانية لهذه الدراسة في وجود قصور معرفي وتطبيقي حول العلاقة بين روحانية مكان العمل وصلابة العاملين النفسيين في بيئة العمل الطبي النفسي في العراق. إذ لم تُدرس هذه العلاقة بشكل ممنهج في إطار المؤسسات النفسية العراقية، كما أن التحديات الخاصة التي يواجهها العاملون في هذه البيئة تفرض ضرورة فحص هذه العلاقة ميدانيًا لفهم طبيعة التفاعل بين البعدين الروحي والنفسي داخل بيئة العمل.

اما اهمية البحث فتكمن في الجوانب الاتية :

  • يعد البحث الحالي مساهمة علمية وتطبيقية للوقوف على مستوى تأثير متغير المستقل روحانية مكان العمل بالمتغير التابع الصلابة النفسية في المنظمة المبحوثة.
  • تبرز أهمية البحث الميدانية في اختياره القطاع الصحي الذي يعد من القطاعات المهمة في البلد بوصفها تقدم خدمات ذات قيمة اجتماعية مهمة للمواطنين.
  • تشخيص الواقع النفسي لموظفي المستشفيات النفسية حيث يُسلط البحث الضوء على واقع الصلابة النفسية لعاملين مستشفيين من أهم المستشفيات النفسية في العراق، مما يساهم في معرفة نقاط الضعف والقوة النفسية لديهم.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها:

  • يتضح من النتائج أن مستوى توفر بعد “العمل الهادف” في مستشفى ابن الرشد التدريبي التعليمي للطب النفسي ومستشفى الرشاد التدريبي للأمراض العقلية والنفسية، كان في المتوسط، مما يعكس وجود شعور معتدل لدى العاملين بالمعنى والغاية من العمل الذي يؤدونه. وأن هذا البعد يرتبط بشكل إيجابي بمستوى الرضا المهني، ولا سيما في ما يتعلق بالإحساس بالمتعة أثناء أداء المهام.
  • تشير نتائج التحليل إلى أن بعد الإحساس بالجماعة في المستشفى متراجع ما يعني وجود مستوى معتدل من الترابط والعمل الجماعي بين العاملين. ويلاحظ بوجود هدف سامٍ يجمع العاملين داخل المستشفى الى جانب شعور البعض منهم بأنهم ينتمون الى بيئة عمل تشبة العائلة الواحدة.
  • تشير نتائج التحليل إلى أن درجة توافق العاملين مع قيم المستشفيات جاءت عند مستوى متوسط، مما يدل على وجود أساس إيجابي يمكن البناء عليه، إلا أنه يتطلب تعزيزًا وتطويرًا.
  • أظهرت نتائج التحليل وجود تباين في تصورات أفراد العينة تجاه متغير روحانية مكان العمل، إذ عكست النتائج مستوى إدراك متوسط لهذا المتغير، ما يشير إلى وجود إطار قيمي غير ناضج تمامًا لدى بعض العاملين.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. يوصي الباحث بضرورة تعزيز بُعد “العمل الهادف” من خلال إعادة صياغة أهداف العمل بما يمنحها بُعداً أعمق من المعنى والرسالة، بما يسهم في تعميق الارتباط القيمي والروحي للعاملين بأدوارهم الوظيفية
  2. يوصي الباحث بضرورة العمل على تعزيز التوافق القيمي بين أهداف العاملين وأهداف المستشفيات المبحوثة، لما لذلك من أثر إيجابي في رفع مستويات الرضا الوظيفي وتعزيز الارتباط التنظيمي. ويتطلب تحقيق هذا التوافق القيمي تفعيل أطر تنظيمية وإدارية متكاملة تسهم في ترسيخ ثقافة القيم المشتركة داخل بيئة العمل.
  3. بناءً على ما أظهرته نتائج الدراسة، يوصي الباحث بضرورة تعزيز ثقافة العمل الجماعي داخل المستشفى، لا سيما في ضوء ما عبّر عنه بعض العاملين من ضعف نسبي في إدراكهم لقيمة التعاون والعمل التشاركي. ويستدعي ذلك من إدارة المستشفى اتخاذ خطوات عملية تهدف إلى ترسيخ مبدأ الاعتماد المتبادل بين أفراد فرق العمل، من خلال تنمية روح التعاون بين الكوادر وتصميم برامج تدريبية تسهم في ترسيخ قيم التواصل الفعال والعمل المشترك.

 

Comments are disabled.