الطالبة : هبه فارس محمدزكي      المشرف : م.د. اسماء نجم عبد الله

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة بحث الدبلوم العالي   في تخصص الاحصاء التطبيقي للطالبة ( هبه فارس محمدزكي ) بأشراف م.د. اسماء نجم عبد الله عن بحثها  الموسوم ( معدل النمو السكاني وعلاقته بالتنمية ).

ظهر مفهوم التنمية في العصر الحديث، واهتمت به الدول الحديثة بشكل كبير، نظراً إلى الآثار الإيجابية التي تترتّب عليها في مجالات الحياة جميعها، وتأثيرها الحساس والمباشر في حياة أفراد المجتمع، لذلك وُضعت الخطط الاستراتيجية المدروسة في سبيل تحقيق أنواع التنمية المختلفة.

تناول هذا البحث التنمية وبالأخص التنمية المستدامة  كونها تركز على الاطر المجتمعية إذ انها تعد عملية مجتمعية تساهم فيها كل فئات المجتمع وكل قطاعاته . اذ ان التنمية المستدامة عملية واعية، وهادفة ومعقدة، طويلة الأمد، شاملة ومتكاملة في أبعادها الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، الثقافية والبيئية غايتها هي الحفاظ على حياة الإنسان وأبنائه من بعده فهي أيضا تسعى إلى إيجاد البنى التحية والبرامج الإنمائية التي تعزز هذا التوجه، دون الضرر بعناصر البيئة المحيطة ,إن الهدف الأساس للتنمية المستدامة هو الوفاء بحاجات البشر وتحقيق الرعاية الاجتماعية على المدى الطويل، مع الحفاظ على قاعدة الموارد البشرية والطبيعية ومحاولة الحد من التدهور البيئي، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب التوصل إلى توازن ديناميكي بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة، وإدارة الموارد وحماية البيئة من جهة أخرى. غير أن أوسع التعريفات شيوعا للتنمية المستدامة “أنها التنمية التي تهيئ للجيل الحاضر متطلباته الأساسية والمشروعة، دون أن تخل بقدرة المحيط الطبيعي على أن يهيئ للأجيال التالية متطلباتهم”، أو بعبارة أخرى، “استجابة التنمية لحاجات الحاضر، دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها”.

وتكمن اهمية الدراسة على تحديد اهم مؤشرات التنمية المستدامة بالاعتماد على اهدافها السبعة عشر و التركيز على الاهداف الاتية (التعليم الجيد , العمل اللائق والنمو الاقتصادي , الصحة الجيدة و الرفاهية , المياه النظيفة و الصحية ) وكيفية تاثيرها في معدل النمو السكاني في العراق بالاعتماد على مؤشرات التنمية المستدامة.

من خلال نتائج التي توصلت اليها الدراسة في الجانب العملي يمكننا تلخيص اهم الاستنتاجات وكما يلي:

  • تشير النتائج التي توصلنا اليها من خلال التحليل العنقودي الهرمي للمرحلة الاولى (المحافظات مع المتغيرات جميعها بضمنها المتغير المعتمد ) ان محافظة البصرة قد شكلت تعنقد مع محافظات (النجف , واسط , المثنى ) اذا شكلت البصرة اول تعنقد مع محافظة النجف بمعامل اقتراب (137.840) وبعدها تعنقدت مع محافظتي (واسط , المثنى) بمعامل اقتراب (223.306 , 274.157) على التوالي وهذا يدل على التقارب بين المحافظات من حيث معدلات النمو السكاني كونهم متقاربين في العوامل الاجتماعية والاقتصادية و الصحية , يليها تعنقد محافظة كركوك مع محافظة ذي قار بمعامل اقتراب مقداره (265.493).اما بالنسبة لمحافظة بغداد فقد شكلت اول تعنقد مع محافظة بابل بمعامل اقتراب مقداره (302.165) يليها تعنقدها مع محافظة (البصرة , ميسان , كركوك) بمعملات اقتراب مقدارها (499.549 , 882.466 , 1217.978) على التوالي وهذا يدل على تقارب معدلات النمو بسبب تقاربهم في العوامل الاجتماعية والاقتصادية. بينما نجد ان محافظة بغداد قد شكلت اعلى نسبة تعنقد مع محافظة القادسية بمعامل اقتراب (2066.168) . وهكذا تقاربت المحافظات جميعها وصولا الى المرحلة الحادية عشرة اي التعنقد الاخير بين محافظة بغداد والقادسية إذ ان المسافة الافقية كانت طويلة ممايدل على انها تختلف في خصائصها عن باقي المحافظات.
  • تشير نتائج التحليل ىالعنقودي الهرمي للمرحلة الثانية (المحافظات مع متغير المعتمد فقط) نلاحظ ان محافظة كربلاء شكلت اول تعنقد مع محافظة النجف بمعامل اقتراب (0.00) وهذا يدل على ان معدلات النمو بين المحافظتين متقاربة بسبب كونهم متشابهين من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فضلا عن التقارب الجغرافي وفي المرحلة الثانية تعنقدت محافظة بابل مع محافظة ذي قار وتعنقدت محافظة ديالى مع محافظة كركوك بسبب التقارب الجغرافي وكذلك تقاربهم اجتماعيا و اقتصاديا , ونلاحظ ان محافظة بغداد قد تعنقدت في المرحلة التاسعة مع كل من محافظتي ميسان والبصرة. بينما نجد ان محافظة بغداد قد شكلت اعلى نسبة تعنقد مع محافظة ديالى بمعامل اقتراب (0.984) اي كانت المسافة الافقية بينهم طويلة مما يدل على انها تختلف في خصائصها من حيث معدلات النمو عن باقي المحافظات.
  • تشير نتائج التحليل العنقودي للمرحلة الثالثة (في حالة ادخال المتغيرات المؤثرة فقط الناتجة من الانحدار المتعدد stepwise) ان محافظة القادسية قد تعنقدت مع محافظة واسط في المرحلة الاولى بمعامل اقتراب مقداره (15.250) ممايدل على التقارب من حيث العوامل المؤثرة في النمو السكاني و تستمر عملية التعنقد حتى نصل الى المرحلة الرابعة فنلاحظ تعنقد محافظة بغداد مع محافظة النجف و القادسية و البصرة وديالى و هذا يدل على التقارب من حيث العوامل البيئية والصحية و الاجتماعية حتى نصل الى المرحلة الحادية عشر نلاحظ تعنقد محافظة بغداد مع محافظة ميسان اذا كانت المسافة الافقية طويلة مما يدل على انهما يختلفان من حيث العوامل المؤثرة بالنمو السكاني عن باقي المحافظات.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

  • ضرورة استعمال تحليلات احصائية ونماذج احصائية اخرى لتحديد اهم العوامل التي تؤثر بمعدلات النمو السكاني.
  • ضرورة استعمال مؤشرات اكثر للتنمية المستدامة لغرض توضيح علاقتها بالنمو بصورة اوسع ولاسيما مؤشرات تخص الامراض بمختلف انواعها.
  • القيام بدراسة تاثير المتغيرات التوضيحية على مستوى الاقضية للمحافظات
  • الاهتمام بتوفير البيانات الاحصائية عن جميع انواع التنمية و اتباع الطرائق الحديثة المستعملة في الدول المتقدمة لغرض وضع نظام تسجيل متكامل يخص مختلف انواع التنمية .

 

 

Comments are disabled.