تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (التعلم الريادي وتأثيره في مرونة الموارد البشرية بتوسيط استراتيجيات التمكين / بحث تحليلي لآراء عينة من الموظفين في وزارة العلوم والتكنلوجيا ) في تخصص الادارة العامة للطالب (علي عبد السلام عبد الدائم ) بأشراف أ. م.د. عامر فدعوس عذيب
يسعى البحث إلى تحليل تأثير التعلم الريادي في مرونة الموارد البشرية في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية، مع اختبار استراتيجية التمكين كمتغير وسيط في العلاقة بين المتغيرين. وتمثلت مشكلة البحث في محدودية الفهم التطبيقي لكيفية تفعيل المهارات الريادية داخل المؤسسات الحكومية، وضعف التفاعل المؤسسي مع أدوات التمكين كوسيط ضروري لتحويل هذا التعلم إلى أداء مرن .
وتتجسد أهمية البحث في الجوانب الاتية :
- الإسهام في إثراء الأدبيات العلمية: يُعد هذه البحث من الدراسات القليلة – في السياق العراقي خصوصًا – التي تربط بين التعلم الريادي ومرونة الموارد البشرية باستحضار دور استراتيجيات التمكين كمتغير وسيط، مما يعزز من الفهم النظري لهذه العلاقة ويضيف بعدًا جديدًا للأدبيات ذات الصلة بإدارة الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
- تطوير نماذج تفسيرية: يتيح البحث بناء نموذج مفاهيمي يوضح آليات تأثير التعلم الريادي على مرونة الموارد البشرية، ويكشف عن الأدوار التفاعلية لاستراتيجيات التمكين في هذا السياق، وهو ما يُمكن استخدامه لاحقًا كأساس لدراسات كمية وتجريبية في بيئات عمل مماثلة.
- توسيع مفهوم المرونة التنظيمية: يسلط البحث الضوء على مفهوم مرونة الموارد البشرية من منظور متكامل يجمع بين الجوانب المهارية والتنظيمية والسلوكية، وتربطه بشكل مباشر بمفاهيم التعلم الريادي، وهو ما يُعد تطورًا في طريقة تحليل القدرة التكيفية للمؤسسات في سياقات متغيرة.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تبين بأن القيادة الإدارية في وزارة العلوم والتكنولوجيا تولي اهتمامًا واضحًا بتنمية معارف وكفاءات موظفيها من خلال برامج التدريب المستمرة، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تطوير رأس المال البشري كأداة رئيسية لتحقيق النجاح المؤسسي وتحسين الأداء الوظيفي على المدى الطويل.
- هنالك تلكؤ في تطبيق الإدارة لمبدأ غرس فلسفة الريادة داخل الأقسام الإدارية في وزارة العلوم والتكنولوجيا، مما يعكس محدودية في تبني التفكير الريادي والمبادرات الابتكارية ضمن بيئة العمل الإدارية، وهو ما يعيق خلق ثقافة تنظيمية محفزة على التجديد والتطوير.
- برز التزام القيادة الإدارية في وزارة العلوم والتكنولوجيا بالسعي نحو تحقيق الأهداف التنظيمية وفق معايير عالية من الدقة والنزاهة، مما انعكس مستوىً متقدماً من الحوكمة والشفافية في الإدارة، ويعزز من ثقة الموظفين وأصحاب المصلحة بقرارات وأداء المؤسسة.
- السعي الضئيل من القيادة الإدارية في وزارة العلوم والتكنولوجيا لتعزيز ثقة الأفراد العاملين في قدرتهم على إقامة مشاريع شخصية، مما انعكس غياب الدعم المؤسسي الكافي لترسيخ روح المبادرة الفردية والاعتماد على الذات، وهو ما يحد من تنمية الطاقات الريادية داخل المؤسسة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة استمرار الوزارة في دعم وتعزيز البرامج التدريبية المتخصصة، مع مراعاة مواءمتها مع التغيرات التكنولوجية الحديثة واحتياجات العمل، وبما يسهم في بناء قدرات الموظفين ورفع جاهزيتهم لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق التميز المؤسسي.
- قيام الإدارة العليا بوضع خطة استراتيجية واضحة لغرس فلسفة الريادة في الأقسام الإدارية، من خلال إدراج مفاهيم الريادة ضمن السياسات التنظيمية، وتدريب القادة الإداريين على أساليب التفكير الريادي، وتشجيع الموظفين على تقديم المبادرات الريادية ضمن بيئة داعمة ومحفزة.
- ترسيخ ثقافة النزاهة والدقة في تحقيق الأهداف من خلال تبني آليات رقابة وتقييم مؤسسية مستمرة، وتطوير نظم مساءلة واضحة تضمن التزام جميع الوحدات الإدارية بالمعايير الأخلاقية والمهنية، بما يعزز مصداقية المؤسسة ويقود إلى أداء مستدام وعالي الكفاءة.
- ضرورة قيام القيادة الإدارية بتوفير برامج تمكينية وتوجيهية تشجع الموظفين على اكتساب المهارات اللازمة لإطلاق مشاريع شخصية، مع خلق بيئة تنظيمية داعمة تحفز على الابتكار وتقدير المبادرات الذاتية، بما يسهم في تنمية روح الريادة داخل المؤسسة.