الطالبة : زينة رائد عبد الزهرة     المشرف :أ.م. د. سناء عبد الرحيم سعيد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة اطروحة دكتوراه في تخصص ادارة الاعمال للطالبة ( زينة رائد عبد الزهرة ) بأشراف أ.م. د. سناء عبد الرحيم سعيد عن دراستها الموسومة (الابعاد الاستراتيجية للريادة الاجتماعية ودورها في تحسين جودة حياة الزبون على وفق منظور عوامل النجاح الحرجة ).

تسعى الريادة الاجتماعية إلى تحقيق أهداف اجتماعية وثقافية واقتصادية وبيئية واسعة النطاق ترتبط غالباً بالقطاع التطوعي والخيري في مجالات مثل التخفيف من الفقر، والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية ، والتدريب والتأهيل ، ورعاية كبار السن ، وتمكين المرأة، وتنمية وتطوير المجتمع وبالتالي تؤدي إلى تحسين جودة حياة الأفراد. وينبغي أن تقوم المنظمات الاجتماعية بتحديد عوامل النجاح الحرجة من أجل تجنب المخاطر وتجاوز ما قد يعوّقَ العمل ومواجهه التحديات وتجنب نقاط الضعف داخل المنظمة واستغلال الفرص وتعزيز نقاط القوة داخل المنظمة. وبما أن العوامل متغيرة من بيئة إلى أخرى ومن منظمة إلى اخرى، فان اختيار  عوامل النجاح الحرجة واعتماداها من القرارات الصعبة، فينبغي على المنظمات الاجتماعية العراقية أنْ تحدد هذه العوامل بما ينسجم مع البيئة العراقية ، ويسعى الباحث إلى التركيز على مفاهيم جودة حياة الزبون أي المستفيد من خدمات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية وكيفية تلبية احتياجاته عبر تقديم الخدمة الاجتماعية وتحقيق درجة الرضا والقناعة وصولاً لتحسين جودة حياتهِ وشعور الفرد بالرضا والسعادة والقناعة وبالقدرة على إشباع حاجاته من أبعاد الحياة (الذاتية والموضوعية) وتحقيق الرفاهية للمجتمع العراقي ككل.

يعكس البحث مدى قدرة نشاطات الريادة الاجتماعية في تحسين جودة حياة الزبون وفق مساهمة عوامل محددة لتحقق النجاح الريادي الحرج لأعمال المنظمة الاجتماعية بصورة خاصة وللمجتمع بصورة عامة، وفي ضوء ذلك لمس الباحث معاناة قطاع الشؤون الاجتماعية من مشكلات وتحديات اجتماعية مختلفة ، فضلاً عن وجود عقبات كثيرة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والامنية ، فانبثق عنوان البحث ومتغيراته وأهدافه نتيجة إيجاد عدة مشكلات في منظمة اجتماعية من القطاع الاجتماعي العراقي لحاجة هذا القطاع إلى تشخيص مشكلاته على أمل إيجاد الحلول المناسبة لها و استغلال الفرص الاجتماعية لحلها .

تتلخص أهمية البحث بالاتي  :

  1. يتعامل البحث مع الجوانب الأساسية التي تسهم في التأكيد على كيفية المحافظة على قوة القطاع الخدمي حيث تؤكد تلك الجوانب على أهمية تطبيق الريادة الاجتماعية بشكل فاعل للحد من حالات التدهور للمنظمات من دون أن تؤثر في المال العام بشكل سلبي .
  2. يتصدى البحث لمتغيرات بالغة الأهمية ونتوقع معالجة فكرية لموضوعات مستندة إلى مصادر حديثة ومعاصرة تلامس التخصص وتعزز الرصيد المعرفي في الإدارة الاستراتيجية وإدارة التسويق وإدارة المنظمة والسلوك التنظيمي وأدارة الموارد البشرية ايضاً، أذ إن الريادة الاجتماعية لها أهمية لانها تسعى إلى إحداث تغيير مستمر كبير من خلال أفكار تكسر المألوف بهدف معالجه مشكلات إجتماعية مهمة. وتكتسب جودة الحياة أهمية باعتبارها مقياساً معيناً يقييس درجه تلبية الاحتياجات الشخصية والموضوعية لتحسن المعيشة، وإن أهم مورد من موارد المنظمة هي عوامل النجاح الحرجة التي تساعدها في خلق ميزه تنافسية في قطاع معين وفي وقت معين وهي القادرة على تحديد نجاح المنظمة المستقبلي المحتمل.
  3. تم إجراء تطبيق البحث في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية التي تسعى لتقديم خدمات اجتماعية للمجتمع العراقي لذلك يحتاج مسؤولوها إلى ادراك أهمية مثل هذه المفاهيم والاهتمام بالريادة الاجتماعية وتحسين جودة الحياة الفرد ، إذ لا زالت المنظمات الاجتماعية العراقية – نوعاً ما – تفتقر إلى الاهتمام بالفرد.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  1. نلاحظ ارتفاع نسب المشاريع المشمولة عبر السنوات الثلاثة الأخيرة على التوالي للبرنامج الاجتماعي(الضمان وتقاعد العمال)، ما يثبت النمو والاستدامة للبرنامج الاجتماعي، كما نلاحظ ارتفاع عدد العمال المضمونين والمتقاعدين، أي هنالك نسبة نمو، فان البرنامج الاجتماعي(الضمان وتقاعد العمال) من نشاطات الريادة الاجتماعية المهمة والبارزة والقديمة التي حققت نجاحاً وتقدم ملحوظاً في خدمه المجتمع بشمول عدد كبير من العمال بمظلة الضمان الاجتماعي.
  2. نلاحظ الانخفاض التدريجي لعدد المشمولين بالإعانة النقدية في السنوات الأخيرة على التوالي للبرنامج الاجتماعي الرعاية الاجتماعية وبالاخص التدهور الواضح في السنة الأخيرة مقارنه بالسنوات السابقة، ما يثبت أنّ البرنامج الاجتماعي يعاني من عدم القدرة لشمول أعداد جديدة من المحتاجين بسبب نقص الموارد المالية الكافية أو عدم الموافقة على تخصيص الموارد المالية المطلوبة في الموازنة التقديرية بسبب تقشف الوضع الاقتصادي للبلد، او تأخر عمليات صرف المبالغ لارتباطها بجهات حكومية اخرى. مع العلم استمرار صرف الاعانة النقدية للمستفيدين المشمول القديم.
  3. إن المسجلين العاطلين عن العمل في قاعدة بيانات الوزارة للسنوات الثلاثة السنوات الاخيرة للبرنامج الاجتماعي (تسجيل وتشغيل العاطلين) عن العمل يفوق عدد فرص العمل الواردة للوزارة و ويفوق بشكل كبير عدد المشتغلين، و نلاحظ أنّ نسب التسجيل تنخفض بصورة تدريجية مع ملاحظة زيادة البطالة في أنحاء البلاد، ويرجع ذلك إلى عدم ثقة العاطلين عن العمل في حصولهم على وظائف لذلك قلت نسب التسجيل. مع ملاحظة الجهد المبذول من موظفي البرنامج في استعمال تكنولوجيا المعلومات الحديثة لإدخال المعلومات وجمعها في برامج الكترونية متطورة واستعمال شبكات التواصل الاجتماعي للتعامل مع المستفيدين وتسهيل إجراءات الحصول على الخدمة .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :

  1. ينبغي على الوزارة الاطلاع على تجارب وزارات الشؤون الاجتماعية في الدول العربية والعالمية ومبادراتها، والإفادة منهم بغية تطبيقها مع مراعاة تغييرها وفق البيئة العراقية .
  2. التأكيد على ضرورة توظيف الأفراد من ذوي الخبرة والمؤهلات في مجال الريادة الاجتماعية أكثر من الاعتماد على التحصيل الدراسي وخصوصاً الأعمال التي تتطلب احتكاكاً مباشراً بالزبون ،و الحرص على توظيف الأفراد الذين يرغبون بتعلم مهارات جديدة وان كانوا لا يملكون القابلية والخبرة والمؤهلات الكافية لأداء الأعمال.
  3. ينبغي على الوزارة ان تحدد عوامل النجاح الحرجة بما ينسجم مع البيئة العراقية وتستثمرها بغية تحسين جودة حياة الزبون اي المستفيد من خدمات الوزارة .
  4. ضرورة قيام إدارة الوزارة بتنظيم دورات تدريبية وحلقات نقاشية للموظفين والاستماع للمشكلات التي يعاني منها الموظفون على الصعيد الشخصي أو في مجال العمل.

 

 

Comments are disabled.