وتوصلت الدراسة الى طرح جملة من الاستنتاجات الميدانية بوصفها نتاج لما توصلت إليه الباحثة من نتائج تحليلية للواقع التطبيقي, لذا ستعرض الباحثة أهم الاستنتاجات التي توصلت لها , وعلى النحو الآتي :
1. إمتلاك القيادات الاكاديمية في الكليات المبحوثة المقدرات الفكرية والمعرفية والمهارات المتقدمة ضمن التخصص العلمي والمستوى الاستراتيجي المطلوب, ليكونوا صناع قرار ومعرفة حقيقيون لقابليتهم على التفسير المنطقي والعلمي للمواقف والاحداث والمشاكل التي يواجهونها في بيئة عملهم, لذلك حقق بعد المقدرات الفكرية المرتبة الاولى من حيث الاهمية لأبعاد صناع المعرفة.
2. تتمتع القيادات الأكاديمية في الكليات المبحوثة بالقدرة على مواجهة التحديات الادارية والعلمية من خلال سعيهم الجدي لتأدية اعمالهم بدقة وبإحاطة تامة لجميع المعلومات المطلوبة لبلوغ مستويات عالية من الانجاز, وبذلك تكون المناصب الادارية العليا ممنوحة لأيدي كفؤة ومنجزة.
3. ثبت تفرد القيادات الاكاديمية في الكليات عينة البحث بصفات تميزهم عن غيرهم وهي(الالتزام والولاء وحب العمل وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة) فضلاً عن إمتلاكهم قابليات وإمكانيات ابداعية تنعكس في نتاجاتهم الفكرية والمعرفية التي تدعم ثقافة الكلية المبحوثة وتعزز توجهها المعرفي.
4. ظهرت رغبة القيادات الاكاديمية في الكليات المبحوثة بالنمو الذاتي والتطوير الفردي في مجال اختصاصهم العلمي والمعرفي وبما ينسجم مع اهداف الكلية وتوجهاتها , رغم تمتعهم بالاستقلالية والحرية النسبية وليست المطلقة لاتخاذ القرارات الادارية ضمن نطاق العمل.
5. ثبت زيادة إعتماد الكليات المبحوثة على الذكور بشكل أكبر لتولي مناصب ادارية عليا , مع الاخذ بالاعتبار اعطاء فرص للعنصر النسوي للمشاركة في تلك المناصب , لذلك نسبة الذكور من القيادات الاكاديمية لدى الكليات المبحوثة تفوق نسبة الإناث.
6. ثبت حرص الكليات المبحوثة على ان يكون قياديها الأكاديميون ذوي شهادات جامعية عليا , لضمان تمتعهم بمقدرات معرفية علمية متميزة واساسية لصنع قرارات ادارية ناضجة تحكمها أُسس علمية وزمنية مدروسة , لذلك أكثر المبحوثين هم من حملة شهادة الدكتوراه.
وتوصلت الدراسة الى عدد من التوصيات استناداً الى النتائج التي توصلت اليها الباحثة فضلاً عن تقديم مجموعة من المقترحات وكالآتي :
1. لأهمية و دور صناع المعرفة في مواجهة التحديات المعاصرة والحد من اثارها بمقدراتهم الفكرية والمعرفية , يوصي البحث الى توسيع ادوارهم والاهتمام بهم في الكليات المبحوثة وذلك من خلال :
• استقطاب العقول ذات المقدرات المميزة والتفرد العالي.
• توفير الحوافز المادية والمعنوية لتشجيعهم على الابداع وتطوير الذات.
• مشاركتهم في صنع القرارات الإدارية.
• التعامل معهم بأسلوب ديمقراطي , فخصائصهم تستدعي التعامل معهم بمرونة , لشعورهم الدائم بأنهم قادة انفسهم وموجهين ذاتياً.
• تكليفهم بأعمال تتطلب تحديات ذاتية لتنشيط قابلياتهم الذاتية للمواجهة والانجاز.
2. جعل أبعاد صناع المعرفة(المقدرات الفكرية , التحدي والانجاز , النمو الفردي , التميّز) قيماً تعكس خصائص القيادات الاكاديمية للكليات المبحوثة وبما يكفل نمو وبناء قدراتها استراتيجياً.
3. يتوجب على الكليات المبحوثة عقد جلسات للعصف الذهني لكشف المقدرات والقابليات المعرفية لصناع المعرفة في سبيل استثمارها وتوظيفها لبناء قدراتها الاستراتيجية.
4. تنشيط نظام الحوافز (المالية والمعنوية) في الكليات المبحوثة وبما يتناسب مع الجهود المبذولة من قبل صناع المعرفة عينة البحث , وذلك من خلال :
• اعتماد معايير اكثر مرونة واكثر توازناً لأغراض الترقية العلمية.
• الاخذ بنظر الاعتبار الخبرة العلمية والعملية وممن لديهم عمل متميز.
5. تشجيع إدارات الكليات العنصر النسوي للعمل في الهيئات التدريسية وفي المستويات الادارية العليا , وتوليد المناخ التنظيمي الملائم لهن , وتسهيل فرص حصولهن على مقاعد في الدراسات العليا.
6. إعطاء نوع من الحرية والاستقلالية لصناع المعرفة عينة البحث ليزدادوا ثقة وابداع في تأدية المهام وإنجازها دون الرجوع إلى المسؤول الاعلى وبذلك اختصار للوقت والجهد والإسراع في حل المشاكل دون تقيّد.