تشخيص أسباب تلكؤ تنفيذ المشاريع الصحية وسبل المعالجة
الطالبة : صابرين عباس فاضل المشرف : أ.م. فايق جواد كاظم
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( صابرين عباس فاضل ) عن دراستها الموسومة ” تشخيص أسباب تلكؤ تنفيذ المشاريع الصحية وسبل المعالجة – دراسة حالة مستشفى الفضيلية والشعب “.
يعد القطاع الصحي احد اهم القطاعات التي لها تأثير مباشر على حياة المواطنين وسلامتهم ورعايتهم , لذلك باشرت محافظة بغداد بتنفيذ مشاريع صحية خدمية داخل بغداد واطرافها وذلك لتزايد الكثافة السكانية في اغلب مناطقها مع الحاجة الماسة للخدمات الطبية فيها , ان موضوع تلكؤ المشاريع الصحية يعود بالضرر المباشر على حياة المواطنين اذ ان اغلب المشاريع الصحية في محافظة بغداد عانت من تلكؤ لعدة اسباب بعضها يمكن وضع حلول مناسبة لمعالجتها , والبعض الاخر تكون خارجة عن الارادة وقد تطرق البحث الى تشخيص اسباب تلكؤ المشاريع الصحية ودراسة حالة مشروعي مستشفى الفضيلية ومستشفى الشعب بسبب التلكؤ الحاصل في التنفيذ واستعمال مخطط باريتو لبيان الاسباب ذات التأثير الاكبر على انجاز المشروع ولغرض الاحاطة بموضوع التلكؤ.
ان موضوع تلكؤ المشاريع من الموضوعات المهمة التي من الضروري على المؤسسات الحكومية دراستها لغرض تقليل التكاليف وهدر الوقت والمجهود , في الوقت الذي ينتظر المواطن توفر الخدمات الصحية , واستعرض الباحث اسباب تلكؤ مشاريع محافظة بغداد الصحية بصورة عامة ومن ثم استعمل دراسة حالة وقد اختير مشروعي مستشفى الفضيلية والشعب بصورة خاصة ؛ لكونها من المشاريع الخدمية الكبيرة بهدف معرفة اسباب التلكؤ وتحديد الحلول المناسبة وسبل معالجتها ومن السبب الاكثر تأثير بأستعمال مخطط باريتو وتحديد القلة المؤثرة من الاسباب التي لها تأثير كبير على المشروع حيث توصل الباحث الى مجموعة من اسباب التلكؤ المشتركة (المتجاوزين , اوامر الغيار , السيولة المالية , فحوصات التربة , اضافة التصاميم الجديدة ).
تنبثق مشكلة البحث من تلكؤ مشاريع محافظة بغداد عند تنفيذ مشاريعها وبكافة المجالات ، ولم تصل الى مستويات عالية كما كان مخططاً لها عند التعاقد ؛ مما تسبب في اهدار الكثير من الوقت والكلفة المخصصة لتلك المشاريع ، وتعد محافظة بغداد واحدة من المنظمات الخدمية التي تعاني الكثير من مشكلات تلكؤ المشاريع ؛ اذ إن هنالك هدر في الوقت ناتج عن مشكلات تظهر عند تنفيذ المشاريع عموما مما انعكس على ارتفاع كلفها وعدم امكانية انجازها في الوقت المحدد.
و يهدف البحث الى تشخيص اسباب تلكؤ تنفيذ المشاريع الصحية ضمن محافظة بغداد والتي عانت من تأخير في الانجاز بالتوقيتات التعاقدية , اذ إن اغلب المشاريع لم تنجز بالوقت المحدد لوجود العديد من الاسباب لم تتم معالجتها بسرعة كذلك عدم وضع حلول استباقية كون ان اغلب المشكلات تكررت وفي اكثر من مشروع.
ومن اجل تحقيق اهداف الدراسة ومعالجة مشكلة الدراسة ، قسمت الدراسة الى اربعة فصول وهي ، الفصل الاول وقد قسم على مبحثين الاول استعراض مشكلة البحث واهدافه واهميته وحدوده و وصف مجتمع وعينة البحث ، وكذلك اسلوب جمع البيانات والمعلومات , واما المبحث الثاني يستعرض بعض الدراسات المحلية والعربية والاجنبية ومجالات الاستفادة منها.
وجاء الفصل الثاني عبر مبحثين تناول المبحث الاول مفهوم المشروع واهدافه وانواعه وخصائص المشروع , وتطرق المبحث الى دورة حياة المشروع وفوائدها وخصائصها و توضيح العناصر الاساسية للمشروع وعناصر المشروع الناجح والمراحل الرئيسة فيه , اما المبحث الثاني فقد سلط الضوء على التلكؤ وانواعه واسبابه وكذلك المخاطر التي ادت الى تلكؤ المشاريع.
اما الفصل الثالث تضمن الجانب العملي للبحث والذي تناول نبذة مختصرة عن محافظة بغداد ومشاريع المحافظة الصحية ضمن خطة تنمية الاقليم منذ عام 2010 ولغاية 2017 , مع توضيح اسباب تلكؤ تلك المشاريع وتطرق بعدها الى دراسة عينة البحث اسباب تلكؤ مشروعي مستشفى الفضيلية والشعب واستعمال مخطط باريتو لتحليل اسباب التلكؤ ويبان القلة المؤثرة التي تسببت بتلكؤ كبير في المشاريع.
واختتمت الدراسة بالفصل الرابع والذي اشتمل على مبحثين : الاول كان لعرض مجموعة من الاستنتاجات , اما المبحث الثاني فاحتوى ابرز التوصيات والمقترحات.
وتوصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات وكان من اهمها :
1- اتضح ان محافظة بغداد والدوائر الصحية لم تدرس اسباب التلكؤ التي مرت بها المشاريع السابقة , لذا تكررت هذه الاسباب في اكثر من مشروع مما ادى الى طول مدة التنفيذ وارتفاع التكاليف وضياع الجهود المبذولة.
2- إن اكثر اسباب التلكؤ التي تكررت هي مشكلة وجود متجاوزين على الاراضي المخصصة للمشاريع (مثلا وجود اراضي مستغلة للسكن وكذلك هياكل سيارات وانقاض ولاسيما في عينة البحث مستشفى الفضيلية والشعب) , حيث ان ازالة التجاوز استغرق مدة طويلة اثرت على بداية المشروع وكذلك وجود شواغل مثلا اعمدة كهرباء او انابيب ماء او صرف صحي , وهذا يقع على الجهة المتعاقدة صاحبة المشروع في تجهيز موقع العمل خالي من الشواغل.
3- ان اجراء فحوصات التربة لأرض المشروع بعد التعاقد من قبل صاحب المشروع تسبب تلكؤ , حيث إن نتائج تحريات التربة ينتج عنها تأخير لغرض تغيير التصاميم لتلائم ارض المشروع ( اوامر غيار).
4- إن مشكلة اوامر الغيار (كشوفات الحذف والاستحداث) تقع على عاتق الجهة الاستشارية المشرفة على المشروع , حيث إنها يجب ان تكون ذات خبره هندسية واستشارية في وضع التصميم الامثل التي تلائم الخدمات الصحية التي يقدمها المشروع وتكون على دراية بالمواصفات التي تطلبها وزارة الصحة العراقية.
5- مشكلات الروتين الاداري التي ترافق عملية التعاقد اذ إن محافظة بغداد وبعد توقيع العقد تبدا بعملية التأكد من الاوراق الثبوتية للشركات المنفذة للمشروع , وهنا تعاني من تأخير الاجابات على الكتب المرسلة من قبلها الى وزارة التجارة وديوان الرقابة المالية ووزارة الخارجية والمصارف المحلية.
6- التهديدات الامنية التي ترافق بدأ الشركات بالمشروع والذي يعرقل العمل بنسبة 100% ولاسيما عمل الشركات الاجنبية في مناطق اطراف بغداد , واحيانا منع مرور شاحنات حمل المواد من الوصول الى موقع العمل .
وتوصل الباحث الى مجموعة من التوصيات تمثلت بتجهيز الموقع وعائدته وتسليمه الى الشركة المنفذة خالي من الشواغل والتجاوزات , اجراء فحص مسبق للتربة لغرض وضع تصاميم ملائمة عند التنفيذ , التنسيق المشترك مع الوزارات الخدمية من اجل تذليل العقبات , عمل لجان استشارية لوضع تصاميم التي تخدم المشروع وحسب مواصفات وزارة الصحة العراقية , توفير السيولة النقدية لضمان استمرار المشروع.