تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص ادارة الاعمال للطالب (خالد عبد الناصر حميد ) بأشراف أ.د. سعدون حمود جثير عن رسالته الموسومة (دور التسويق الشمولي في تعزيز قيمة الزبون/ بحث ميداني لعينة من الكليات الاهلية في بغداد)
وأن مفهوم التسويق الشمولي يعتقد أن الأعمال وجميع أجزائها يجب أن تركز نحو هدف واحد وهو تجربة الزبائن ، إذ ينبغي توجيه جميع الخدمات والعمليات والاتصالات والأنشطة التجارية نحو هذا الهدف المشترك ، وكذلك ينبغي تصميم جميع الأنشطة وتكاملها بطريقة من شأنها إنشاء تجربة زبائن موحدة وسلسة, ويركز التسويق الشمولي على استراتيجيات التسويق المصممة لتسويق العلامة التجارية لكل شخص يتعلق بها سواء كان ذلك الموظفون أو الزبائن الحاليين أو الزبائن المحتملين, والتواصل معها بطريقة موحدة مع الأخذ في الاعتبار المسؤولية المجتمعية.
وأن مفهوم قـيمة الــزبون يعتبر مــن الــمفاهيم الــمهمة فــي أدبــيات الــتسويـق, إذ يعد فــهم قيمة الــزبون دلــيلاً مــرشداً للمنظمات لــفهم حاجات الـــزبون وتــلبيتها ، وكــذلك حــل المشاكــل التي تــواجهه خــلال تــعامله مــع المنظمة, إذ أن حــل هــذه الــمشاكل يــعد جــزء مــهم ومــحوري فــي بــناء رضــا الــزبون. وقد جاء الأهتمام الكبير بقيمة الزبون كونها تعد المصدر القادم للميزة التنافسية, ويسعى الزبون لشراء الخدمات التي تقدم له أكبر قــدر ممـكن مــن الــمنفعة وبــأقل تــضحية.
يستمد هذا البحث أهميته من خلال تناوله لموضوعات ذا أهمية كبيرة لما لها من دور في الارتقاء بأداء الكليات الأهلية واستمرارها في عالم الاعمال, وتتلخص أهمية البحث بالاتي:
- لفت انتباه إدارات الكليات المبحوثة الى أهمية التسويق الشمولي وامكانية جعله مصدر في تعزيز قيمة الزبون وهذا قد يساعد تلك الكليات في تحقيق أهدافها.
- يتمثل في استعراض توجهات منظورين واقعيين هما التسويق الشمولي وقيمة الزبون لتحقيق فهم وإدراك واضح لمفاهيمها.
- مساهمة البحث في رفد المكتبة العراقية والعربية بجهد بحثي متواضع يحاول تحليل علاقة التأثير والارتباط بين متغيرين يعدان محور اعتناء الباحثين في الفكر التسويقي هما التسويق الشمولي وقيمة الزبون.
- محاولة الباحث تقديم دراسة تعزز قدرة الكليات المبحوثة وتوظيف امكانياتها المتاحة من أجل تعزيز قيمة للزبون.
يهدف البحث إلى تحقيق ما يأتي:-
- التعرف على مدى الأهتمام بالتسويق الشمولي بأبعاده (التسويق المتكامل ، التسويق الداخلي ، تسويق العلاقات ، تسويق الاداء) وطبيعة التعامل معه من حيث ألياته في الكليات الأهلية المبحوثة.
- التعرف على مستوى الأهتمام بقيمة الزبون من خلال إستخدام مقياس حديث ورصين خاص بقياس قيمة الزبون في المنظمات التي تقدم خدمة التعليم والمتمثلة بالجامعات والكليات.
- قياس واختبار مدى علاقة الارتباط بين التسويق الشمولي بأبعاده مع قيمة الزبون.
- قياس واختبار مدى تأثير التسويق الشمولي بأبعاده في تعزيز قيمة الزبون.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- تهتم الكليات الأهلية المبحوثة بمفهوم التسويق الشمولي من خلال تأديتها لأنشطة التسويق المتكامل بكفاءة وفاعلية ، إضافة الى اهتمامها بجودة العلاقات التي تكون بين أفرادها سواء طاقمها التدريسي أو الإداري والفني هذا من ناحية ، وبين هؤلاء الأفراد وإدارات تلك الكليات من ناحية اخرى ، كذلك حرصها على اقامة علاقات جيدة مع الطلبة ومحيطها العلمي المتمثل بالمؤسسات العلمية الاخرى ، ناهيك عن الأهتمام بالنتائج التي تسعى الى تحقيقها والذي يترجمها أداء أعمالها.
- من بين أبعاد التسويق الشمولي ، تهتم الكليات الأهلية المبحوثة بالدرجة الاولى ببُعد التسويق الداخلي, إذ أن أجواء العمل في تلك الكليات والمعاملة والعلاقات بين قيادات ورؤساء الاقسام والطاقم التدريسي والموظفين تتمتع بالطيبة والاحترام المتبادل من أجل الوصول إلى تحقيق الاهداف.
- من بين أبعاد التسويق الشمولي ، تهتم الكليات الاهلية المبحوثة بالدرجة الادنى ببُعد تسويق العلاقات, وهذا يقودنا الى فهم طبيعة علاقة المنظمات التي تقدم الخدمة التعليمية بزبائنها ، إذ لا تنتظر تلك المنظمات تكرار الشراء ، فالزبون المتمثل بالطالب يحصل على خدمة التعليم على قدر سنوات الدراسة وبعدها تنتهي عملية التبادل بينه وبين الكلية ، وعليه فأن هذا ربما هو ما جعل هذا البُعد هو أقل الأبعاد اهتماماً من قبل تلك الكليات ناهيك عن جو المنافسة المشتد بين الكليات الاهلية فيما بينها.
تهتم الكليات الأهلية المبحوثة بمفهوم قيمة الزبون وتسعى الى تعزيز هذا الجانب من خلال تقديم خدمة تعليمية بمستوى عالٍ ، كذلك الحرص على تهيئة أجواء دراسية مريحة تجعل الطلبة يشعرون بالسعادة ، والعمل على تقديم كل أنواع الدعم الذي من شأنه يجعل الطلبة فخورين بالدراسة في تلك الكليات ، ناهيك عن حرص الكلية على بناء سمعة ممتازة في مجال التعليم الجامعي
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- دعوة الكليات المبحوثة لأقامه الندوات والمحاضرات وورش العمل لتعريف أفرادها بأهمية التسويق الشمولي, والعمل على بناء ثقافة تنظيمية تجسد فيها فلسفة التسويق الشمولي وجعل الأفراد يؤمنون به ويجسدونه في تعاملاتهم اليومية , فضلاً عن توجيه وتنسيق فلسفة الادارة العليا مع فلسفة التسويق الشمولي.
- ضرورة تعزيز اهتمام الكليات المبحوثة ببُعد التسويق الداخلي من خلال توطيد علاقة إدارات الكليات المبحوثة مع الأفراد والسعي الحثيث من اجل توفير مناخ تنظيمي يدعم التعاون والتنسيق فيما بينهم سواء كانوا طاقم تدريسي او اداري او فني. وتوفير كل ما من شأنه دعم الأفراد من خلال مشاركتهم الرأي والاستماع الى أفكارهم وإعطائهم صلاحيات لاتخاذ قرارات ضمن المسؤوليات المناطة بهم.
- ضرورة إيلاء اهتمام أكبر ببُعد تسويق العلاقات كونه يــعد المفتاح الأساسي لجذب طلبة جدد من خلال الأطلاع على التجربة الدراسية للطلبة الحاليين من قبل اقربائهم واصدقائهم , وكذلك السعي الحثيث للتعاون على عدة أصعدة بين تلك الكليات والمؤسسات العلمية الأخرى من أجل الأطلاع والاستفادة من تجاربهم.
- ضرورة اهتمام الكليات المبحوثة بموضوع قيمة الزبون باعتبار الوصول الى مستويات عالية من تلك القيمة من شأنه يسهل تحقيق الاهداف المرسومة للكلية, والتذكير بأن زبائن الــيوم هم أذكــياء ويــبحثون عــن المنظمات الــتي تــنشئ قـــيمة قــصوى لــهم بــناءً عــلى حاجاتهم ورغباتهم.