تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص  الادارة العامة  للطالب ( احمد مجيد حسين ) بأشراف م .د. عادل عبد الودود عن رسالته الموسومة (تأثير مهارات القيادة الناعمة في التشارك المعرفي)

ويمثل التأثير الذي يمارسه القادة  في المرؤوسين جوهر العملية القيادية لتحقيق الاهداف التنظيمية والشخصية ،إلا أن وسائل التأثير التي يعتمدها القادة يجب ان تكون متطورة فلم يعد يكفي للقادة امتلاكهم المهارات الصلبة ،أو الاساسية التي لا تتغير مهما تعرضت من عوامل خارجية او داخلية ، وسميت بالصلبة كونها غير مرنة ويمكن القول انها مهارة قابلة للتعلم والتي يمكن قياسها ظاهرياً ، ولا تتغير من فترة لأخرى ولكنها قادرة على التطور.

اما المهارات الناعمة فهي مكمله للمهارات الصلبة ، ولكن ما يميزها كونها متغيره ومتقلبة وفقاً للمكان والزمان والظروف المحيطة والمتمثلة بالتدخلات الخارجية المحيطة ومن هذه المهارات الناعمة  (الاتصال أو التواصل ، القدرة على القيادة ، العمل الجماعي ، التعامل مع الناس او المهارة الاجتماعية ،التنمية والتدريب ) وغيرها من المهارات ، والتي يحتاج القادة الى امتلاكها بالإضافة الى المهارات الصلبة ، فالأخيرة تمكن الفرد من الحصول على موقع وظيفي والاهم من ذلك الحفاظ على الوظيفة وادارتها من خلال امتلاك المهارة الناعمة.

يهدف البحث الى تسليط الضوء على اسلوب قيادة غير تقليدي يتسم باللين والتفاهم والمرونة، اذ يساعد على ادارة العواطف ومشاعر العاملين بنجاح ، و يركز على الشخصية وسلوك العاملين ويجعل العاملين يشعرون بأهميتهم ،كذلك ركز على موضوع التشارك المعرفي واهميته في بناء رأس مال معرفي  بما يؤدي بالمحصلة النهائية الى ان يكونوا احدى العوامل المساعدة في تحقيق اهداف جامعة الفلوجة، اذ تعمل مؤسسات التعليم العالي والمتمثلة بالكليات  ان تكون رائدة في تزويد أعضاء هيئة التدريس بكل ماهو حديث من حيث البرامج التطويرية وبما ينعكس ايجاباً على ادائهم التدريسي ، واستناداً للمشكلة والتساؤلات التي تم عرضها يمكن ان نعرض ابرز الاهداف المتوخاة من بحثنا في النقاط التالية:

  • توضيح الجانب المعرفي لمتغيرات البحث ( مهارات القيادة الناعمة ، التشارك المعرفي ) من خلال متابعة الجهود المعرفية السابقة ومعرفة الانجازات  المتحققة ، من اجل بلوره ووضع الحلول المعرفية لتساؤلات بحثنا.
  • التعرف على درجة الادراك والاهتمام والتبني لموضوع مهارات القيادة الناعمة من قبل القيادات الادارية عينة البحث.
  • التعرف على مدى تطبيق التشارك المعرفي في جامعة الفلوجة مجتمع البحث من خلال دراسة أبعاده وتحديد المهم منه للتركيز عليها .
  • تحديد مستوى العلاقة والتأثير بين مهارات القيادة الناعمة و التشارك المعرفي في الجامعة واعطاء التفسير المنطقي لهذه العلاقة والمستند على الاساليب العلمية التي اعتمدت من قبل الباحث لوضع اطار معرفي يمكن ان يساعد الباحثين في هذا المجال من الرجوع له مستقبلا.
  • السعي الى جذب انتباه القيادات الجامعية لجامعة الفلوجة لأليات التأثير التي توفرها مهارات القيادة الناعمة في تعزيز التشارك المعرفي عند المرؤوسين في ظل البيئة المعقدة التي تعمل فيها.

 

ويمكن ابراز اهمية البحث في النقاط التالية :-

  • تسليط الضوء على اهمية “مهارات القيادة الناعمة  والتشارك المعرفي” ودورها في تحقيق ما تصبو اليه الجامعة من خلال دعم قدراتها المستقبلية .
  • اظهار اخر المستجدات البحثية والتي تتعلق بمتغيرات الدراسة واهم الافكار التي لها علاقه بموضوع دراستنا وهي (مهارات القيادة الناعمة، التشارك المعرفي) والتي يمكن ان نتوصل خلالها للترابط بين متغيرات البحث.
  • تشخيص العلاقات المباشرة بين متغيرات البحث (مهارات القيادة الناعمة، التشارك المعرفي)
  • يمكن من خلال البحث التعرف على مدى اهتمام القيادات الجامعية ومستوى امكانياتها في مجال مهارات القيادة الناعمة ، والتشارك المعرفي .

 

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. اتضح اهتمام قيادات الجامعة بالمهارات الناعمة، فخصصت لتحسينها مهارات الاتصال بشكل جيد يتناسب مع توجهها الحالي والمستقبلي، فعمدت الى توضيح المشكلات التي تواجهها في عملية الاتصال، وعنت بالحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا وبما يضمن وصولها لحلول مريحة ومقنعة لجميع الأطراف.
  2. ثبت لجوء قيادات جامعة الفلوجة الى تبني مهارات المبادرة عندما تروم تحسين مستوى مهارات القيادة الناعمة عبر تهيئتها البيئة الأساسية لاتخاذ القرارات، فضلاً عن اعتمادها الاعتبارات الموضوعية والابتعاد عن الاعتبارات الشخصية قدر المستطاع.
  3. أظهرت قيادات جامعة الفلوجة توجها نحو تحسين مهاراتها الناعمة، بتوجيه مهارات التدريب من خلال اعتمادها على تطوير قدرات مرؤوسيها وتقييمهم بموضوعية وعدالة ودقة وبشكل مستمر.
  4. أبدت قيادات جامعة الفلوجة ارتكازهم على مهاراتهم القيادية في سبيل تعزيز مهارات القيادة الناعمة، لا سيما وانها تحافظ على المعايير العالية مثل (النزاهة، السلوك الأخلاقي) في الأوقات الصعبة والجيدة على حد سواء، فأسندت المهام لملاكات الجامعة في ضوء القدرة والكفاءة والخبرة التي يمتلكونها.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. ينبغي على جامعة الفلوجة استقطاب وجذب ملاكات اكاديمية كفؤة دون النظر الى النوع الاجتماعي، فضلاً عن تسهيل إجراءات الترقية الحالية، واعتماد أساليب وإجراءات تحد من التأخير في انجاز معاملات الترقية من أستاذ مساعد الى أستاذ وتكون ضمن الشروط القانونية.
  2. ضرورة العمل على تحسين مهارات الاتصال وبما يسهم في الارتقاء بمستوى مهارات القيادة الناعمة من خلال تبني الاليات الاتية:
    • تبني الحوار والنقاش الهادف الى تقريب وجهات النظر حول مختلف القضايا وبما يضمن الوصول الى حلول ترضي كافة الأطراف.
    • تحسين قدرات التواصل مع أفكار ورؤى الاخرين والاستماع لمطالبهم باهتمام.
    • العمل على حل الصراع من خلال الانفتاح والمشاركة في تبادل الحلول وبما يحسن من جودة القرار.
  3. على قيادات جامعة الفلوجة الاهتمام الإضافي بمهارات المبادرة وبما يضمن تحسين مستوى مهارات القيادة الناعمة

 

 

Comments are disabled.