تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد , مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الاقتصاد للطالب (منتظر سلمان فارس) بأشراف أ.د لورنس يحيى صالح عن رسالته الموسومة (برنامج الجوع الصفري للبرازيل وأمكانية ألاستفاده منه في التخفيف من الفقر في العراق)
يُعد الحد من الفقر واللأمساواة في توزيع الدخل السيناريو ألآكثر تعقيداً الذي واجه الديمقراطية الناشئة في العراق ما بعد عام 2003، التي تأرجح فيها ملف التنمية ألآقتصادية بين الملفات السياسية والاقتصادية وألادارية وألآجتماعية، فضلاً عن الرؤية المستقبلية لمخططات ألانطلاقة التنموية، بالرغم من توفر جملة من الأسباب التي تتيح الفرصة للنهوض الشامل للأقتصاد العراقي. ولا يخفى إن هناك مساعي وجهود مبذولة من قبل الحكومات المتعاقبة التي لم تتمكن بطريقة أو بأخرى من رفع القدرات البشرية من أجل تحسين نوعية الحياة التي ترتبط فيها الديمقراطية أرتباطاً جوهرياً بالعدالة ألآجتماعية، أذ لم يلتمس المواطن العراقي ألامتيازات ألآقتصادية مثل العمل اللأئق والدخل المستدام وغيرها، وهنا تُطرح بعض ألآسئلة الجوهرية وهي:
- ما هي ألآسباب التي تؤدي الى تزايد معدل الفقر وتفاوت توزيع الدخل بين الحين وألآخر في العراق؟.
- لماذا يحتل العراق مراكز متقدمة ضمن التصنيفات العالمية من ناحية المؤشرات السلبية؟.
- ما السر في تراجع مستوى الخدمات العامة بالرغم من توفر الامكانيات المادية والبشرية؟.
- كيف أستطاعت بعض الدول النامية الحد من الفقر وتفاوت توزيع الدخل، بالرغم من وجود اوجه المقاربة مع العراق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً؟.
- هل إن ألآسباب الداخلية أم الخارجية، أو التوليفة بينهما، هي المعوقات الرئيسة التي تحيل دون نجاح أستراتيجية التخفيف من الفقر وتفاوت توزيع الدخل؟.
ويهدف البحث الى الآتي:
- الإطار المفاهيمي ومراجعة الادبيات للفقر وتفاوت توزيع الدخل والخطوط الرئيسة لبرنامج الجوع الصفري.
- تحليل تجربة البرازيل ” برنامج الجوع الصفري” للمدة 2003-2010 والنتائج المتحققة من البرنامج في الحد من الفقر وتفاوت توزيع الدخل.
- تحليل واقع الاقتصاد العراقي وألآسباب الداخلية والخارجية للفقر وتفاوت توزيع الدخل ما بعد عام 2003.
- رسم منظور استراتيجي للحد من الفقر وتفاوت توزيع الدخل في العراق في ضوء التحليل الاستراتيجي والاستفادة من التجربة البرازيلية (برنامج الجوع الصفري).
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- من خلال سير الدراسة والاطلاع على واقع البرازيل، وجد انها ذي اوجه مقاربة مع العراق من ثلاث جوانب وهي: الجانب السياسي الذي وطئت فيه البرازيل تحت حكم ألاستعمار ومن ثم ألانتقال الى الحكم الجمهوري. وألاعتماد الكلي على القطاع الاولي للتصديرمن الجانب الاقتصادي، فضلاً عن تقارب الجانب ألاجتماعي المتمثل بتعدد الطوائف والمذاهب المكونة للبرازيل، وفي ضوء اوجه التقارب بالامكان محاكاة برنامج الجوع الصفري للحد من الفقر وتفاوت توزيع الدخل في العراق.
- أرتبط نجاح برنامج الجوع الصفري للتخفيف من الجوع والفقر وتقليل فوارق توزيع الدخل الى التشخيص الدقيق للمشكلة، ومن ثم وضع الحلول قصيرة الأمد كخطوة اولى تسعى الى تحسين الوضع المعاشي للسكان ممهدة الى الخطوة التالية وهي تحقيق التنمية ألآقتصادية بعيدة ألامد.
- أستطاع”Lula” تحقيق التنمية ألاقتصادية ومحاربة الفقر والجوع بوساطة كابينة وزارية تمتلك ألارادة الحقيقة في التغيير، والقدرة ألادارية والفنية في تطبيق مشروع الجوع الصفري على أرض الواقع بدقة وكفاءة عالية.
- حداثة التجربة الديمقراطية التوافقية وفهمها بشكل غير صحيح، أدى الى أنحرافها عن مسارها الحقيقي في تحقيق التنمية ألآقتصادية، فأصبحت أدأة لخلق ألآزمات وألاضطرابات السياسية وألآقتصادية وألاجتماعية، لتجعل منها سبب من أسباب تزايد الفقر وتفاوت توزيع الدخل في العراق.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها:
- توسيع الارضية للافكار الاقتصادية المشتركة من خلال الاحزاب السياسية الرئيسة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية …الخ، لتكون الافكار اكثر واقعية وأمكانية التطبيق على أرض الواقع المبنية على التخطيط ألآستراتيجي.
- يجب تنبي موضوع التنمية بطريقة شمولية عبرتحديد الفئات الأشد فقراً، وأتخاذ ألآجراءات المناسبة في توفير الحد ألادنى من الدخل عبر شبكة الحماية ألاجتماعية، والعمل على تدريبهم وتطوير مهاراتهم وخاصة الفئات الهشة، لآشراكهم في عملية التنمية ألآقتصادية وتعزيز الدخل المستدام.
- أعادة صياغة منهج ألتوافقية السياسية في العراق وجعل محور التنمية ألآقتصادية أهم محاورها ألاستراتيجية، وألآخذ بنظر ألاعتبار تجربة “Lula” في الموائمة بين مصالح الطبقة الرأسمالية والطبقات الفقيرة كشرط اساسي في تحريك عجلة النمو الاقتصادي المستدام.
- أعادة النظر في رسم العلاقات الخارجية للعراق على وفق مبادئ أستراتيجية “Lula” في تعزيز التنمية الوطنية عبر تحقيق المكاسب للتجارة الخارجية التي أدت الى تنويع الصادرات وأتاحة الفرصة في زيادة التوظيف وتعزيز الدخل للحد من الفقر وتفاوت توزيع الدخل.