تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (تأثير الادارة بالذكاءات في الجاهزية التكنولوجية: الدور الوسيط للأستشراف الاستراتيجي –بحث تحليلي في عينة من شركات الاتصال العراقية) في تخصص ادارة الاعمال للطالب (عامر محمد جابر) بأشراف أ.م.د اثير عبد الله محمد
ان إدارة الاعمال في عصر ما بعد الجائحة اصبحت معتمدة بالدرجة الأساس على كفاءات تحاكي الواقع الجديد في سعيها المستمر للبقاء ضمن المنافسة وتطوير وضعها الحالي الى الاحسن ، ولمحاكاة الواقع الراهن اصبح من الضروري العمل بذكاءات إدارية مستندة الى جاهزية تكنولوجية ملائمة ومتسلحة باستشراف استراتيجي لدى العاملين بحقل الإدارة عموما وإدارة الاعمال على وجه الخصوص, كذلك ندرة وقلة البحوث والدراسات ذات الصلة بالمتغيرات ولم تأخذ نصيبها الكافي من اهتمام الباحثين سواء على المستوى المحلي او العربي او الاجنبي ,لذا جاء هذا البحث محاولة لسد الفجوة البحثية .
واحتلت مفاهيم (الادارة بالذكاءات ,الجاهزية التكنلوجية , الاستشراف الاستراتيجي) الصدارة لدى المهتمين في العلوم الادارية بشكل عام بصورة متزايدة خلال العقدين المنصرمين، فأصبح من الضروري توضيح المداخل الاستراتيجية التي تعالج المشكلات التنظيمية التي اصبحت اكثر تعقيدا ,ينظر غالبا إلى المنظمات في القطاع الخاص وخصوصا المرتبطة بقطاع الاتصالات على انها غير فاعلة وغير كفوءة وغير مستجيبة لمفهوم الادارة بالذكاءات.
وأن أهمية البحث تنعكس في النقاط التالية:
- تتضح الأهمية عن طريق احتواء جهود عدة باحثين أسهموا بما توصلوا اليه في مؤلفاتهم وبحوثهم للمـتغيرات قيد دراستهم ، ووضحوا أبعادا معينة خاصة بالمتغيرات المبحوثة، وكانت تلك الجهود مواكبة لجهود باحثين تزامنوا معهم ، أو سبقوهم، أو لحقوا بهم، وكانت موضع اهتمام الباحث فقد استفاد منها في البحث الحالي .
- يسهم البحث عبر نتائجه بالإيجاب حول متغيرات البحث بتشخيص وإظهار نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لمعالجتها من اجل تحقيق الاهداف التي تسعى اليها المنظمات المبحوثة .
- يمكن ان تفيد نتائج هذا البحث صانعي القرار في المنظمات المبحوثة في وضع خطط إسناد ورؤية واضحة لمدى امتلاك هذا القطاع للمهارات اللازمة للتعامل مع التكنلوجيا الحديثة لتجنب الفشل الذي قد يواجه المنظمات المبحوثة.
- التعرف على الانموذج الافضل الذي تطبقه شركات الاتصال الثلاثة والمعنية بالمتغيرات, ومحاولة الوصول لآلية عمل من خلاله.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اعتمدت الشركة الذكاء الاستراتيجي في تعزيز قدرتها على الإدارة بالذكاءات من خلال تبنيها المعرفة ودراسة الأفكار الجماعية على حساب الفردية، فضلاً عن قيامها بتحليل المشكلات بناء على الأسباب المشتركة بدلاً من فصلها عن بعضها البعض.
- لجأت الشركة الى الذكاء العاطفي بصفته مرتكز لتحسين الإدارة بالذكاءات والناجم عن تعاملها بصدق واهتمام مع مختلف أصحاب المصلحة، فضلاً عن ثقتها بمارات وقدرات افرادها الذاتية.
- تبين اهتمام الشركة بالذكاء الاجتماعي بشكل جيد وبما يسهم في تحسين ادارتها بالذكاءات نتيجة لامتلاكها القدرة على معرفة رغبات الاخرين من افراد وزبائن، واللجوء الى العمل الجماعي عند انجازها مختلف المهام ذات العلاقة بسمعتها وميزتها التنافسية.
- استندت الشركة الى قابليتها على المسح البيئي عندما تستهدف تحسين استشرافها الاستراتيجي من خلال اعتمادها التصويت على المسح الخارجي في جميع المجالات التكنولوجيا، والاجتماعية والسياسية والبيئية والزبائن والمنافسة، فضلاً عن امتلاكها شبكة نشطة من الاتصالات مع المجتمع العلمي والبحثي.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ينبغي على الشركة تعزيز اهتمامها بالإدارة بالذكاءات من خلال تحسين سلوكيات الذكاء الاستراتيجي بالاعتماد على الركائز الاتية:
-
- تحليل المشكلات بناء على أسبابها المشتركة بدلاً من فصلها عن بعضها البعض.
-
- إقامة شركات استراتيجية مع مختلف الشركات الدولية والإقليمية ذات الاختصاص المشترك.
-
- تبني تصور واضح حول توحيد جهود عامليها لتحقيق أهدافها الحالية والمستقبلية.
- ضرورة الاهتمام بالذكاء العاطفي لما له من دور في تحسين الإدارة بالذكاءات بالاعتماد على الاليات التي يسهم تطبيقها في تحسين من البعد والمتغير الذي ينتمي اليه من خلال:
-
- تحسين مستوى ثقة الافراد بمهاراتهم وقدراتهم الذاتية على أداء مهامهم.
-
- تنمية قدرات افراد الشركة على طرائق وأساليب التعرف على عواطف الزبائن وزملائهم لمراعاتها قدر المستطاع.
- العمل على تحسين اهتمام الشركة بالذكاء الاجتماعي وبما يسهم في زيادة معرفتها في رغبات الاخرين وقدرات التواصل والاندماج مع الجدد من الزملاء من خلال تبني الاليات الاتية:
-
- تحسين القدرة على العمل الجماعي والابتعاد عن التصرفات الفردية.
-
- حث الافراد على مراعاة التصرف في المواقف المختلفة مع مشاعر الاخرين.
-
- تنمية القدرة على معرفة نقاط القوة والضعف لدى الاخرين عند التعامل معهم وبمختلف المواقف التنظيمية.