تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (دور القيادة الابداعية في تمكين الموارد البشرية بتوسيط رأس المال الاجتماعي – بحث تحليلي في بعض كليات جامعة بغداد) في تخصص الادارة العامة للطالبة (اسـراء نجم عبدالله) بأشراف أ.د . علي حسون فندي
تواجه المنظمات العديد من التحديات سواء من داخل المنظمة او من خارجها والتي تستدعي قيادة واعية من اجل مواجهة هذه التحديات بالطريقة الصحيحة لذلك فأن وجود قائد مبدع في هذه المؤسسات هو احد افضل السبل لحل مشكلاتها ، حيث انتشر في الاونة الاخيرة اهتمام اداري شامل ركز على مفهوم القيادة والادارة واثرهما على العاملين وتحريك طاقاتهم ومجموعة العمل لتحقيق الاهداف التنظيمية بفاعلية وكفاءة ، وتمثل القيادة جوهر العملية الادارية وقلبها النابض اذ يمارس القادة دورا رئيسا ً في توجيه نشاط الجماعة ويؤثرون في انتاجها وبث الروح المعنوية السائدة بين افرادها والابداع هو سمة من سمات القائد الناجح الذي يتميز بالرؤية الاستراتيجية الشاملة التي تساهم في تطور الفرد والمنظمة، وبناء ثقافة المنظمة التي تهتم بالتركيز على احتياجات العاملين والنظر اليهم كأعضاء في فريق يتوجب الاهتمام بهم وتدريبهم والعمل على ترسيخ معايير اداء متميزة لادائهم وتوفير قدر من الاحترام للعاملين واتاحة الفرصة لهم للمشاركة مما يعود اثر ذلك على الجميع ، والقائد المبدع يستخدم المرونة والتفكير التكيفي ليستبق ادخال التغييرات وانتاج استجابات مثمرة لمصادر التغير الخارجية ، وان نمط القيادة الابـــــداعية هــــــــــو الاكتشاف والتجدد وتأثيرها فـــــي تحقيق المصلحة المجتمعية .
تتجسد اهمية البحث من خلال :-
- ابراز دور القيادة الابداعية في تحسين اداء الموارد البشرية وتمكينها والتركيز على الجانب الاجتماعي حيث يعتبر من الضروريات التي تحقق التوازن داخل المنظمة ، والاهداف التي تسعى اليها حيث ان المؤسسات التي تقودها قيادة مبدعة تؤثر في الافراد العاملين وتعزز وتشجع وتنمي روح الابداع لديهم حيث تمتلك مفاتيح النجاح على العكس من المنظمات التي تغيب عنها القيادة المبدعة .
- القاء الضوء على اهمية القيادة الابداعية كأحد اهم متطلبات الوظائف الادارية التي تساعد على تحقيق اقصى قدر من الكفاءة في العمل وتحقيق الاهداف التي تم وضعها في ظل تحديات العصر .
- اهمية مكان التطبيق الا وهو مجموعة من الكليات التابعة الى جامعة بغداد وما لها من دور في المجتمع .
- اهمية مجتمع وعينة البحث وهم الاساتذة الجامعين ( عميد ، معاون العميد ، رئيس القسم ).
- اهمية البحث كأضافة متواضعة للمكتبة وما تحققه من فائدة للباحثين والدارسين .
ويسعى البحث الحالي إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثل بالآتي:
- التعرف على الاطار المفاهيمي لكل من ( القيادة الابداعية ، تمكين الموارد البشرية ، رأس المال الاجتماعي ) .
- تشخيص ما اذا كانت القيادة الابداعية في الكليات المبحوثة تلعب دورا ً في تمكين الموارد البشرية .
- مدى تأثير رأس المال الاجتماعي على العاملين في ( عينة البحث ) في تمكين الموارد البشرية .
- التعرف على مستوى توفر وممارسة القيادة الابداعية في عينة البحث .
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- حصلت القيادة الإبداعية على مستوى توافر عالي ، مما يعكس وجودها في افراد العينة ، وخصوصاً انهم من القيادات الادارية في الكليات المبحوثة ، يليه بالمرتبة الاخرى مستوى توافر تمكين الموارد البشرية مع رأس المال الاجتماعي .
- ان بعد الطلاقة هو الأكثر توافراً من بين ابعاد القيادة الإبداعية (الحساسية للمشكلات ، الاصالة ، المرونة ، المثابرة والمجازفة) في كليات جامعة بغداد ، في حين ان بعد الحساسية للمشكلات هو ثاني اكثر توافراً من بينهم ،مما يعكس ميل العينة الى الدراسة المسبقة وتحديد المشاكل المحتملة ، التي قد تحدث وضمان سرعة معالجتها.
- ان الأقل تطبيقاً وتوافراً من بين ابعاد تمكين الموارد البشرية هو بعد امتلاك المعرفة ، اما بعد المشاركة بالمعلومات فقد جاء ثاني اكثر تطبيقاً وتوافراً من بين ابعاد تمكين الموارد البشرية ، والأكثر تطبيقاً وتوافراً من بينهم هو بعد الحرية والاستقلالية.
- حقق البعد الهيكلي تطبيقاً وتوافراً اعلى من بعدي (العلاقاتي ، الادراكي) ، في حقق بعد الادراكي اقل تطبيقاً وتوافراً من بين جميع ابعاد رأس المال الاجتماعي ، اما البعد الذي كان تطبيقه وتوافره اقل بين بعدي (الهيكلي ، الادراكي) هو بعد العلاقاتي .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :
- زيادة اهتمام الكليات المبحوثة بمتغيرات الدراسة ، والتي تعتبر حديثة نسبياً خصوصاً في مجال تمكين الموارد البشرية ، وتعميق فهم الادارة والعاملين عليها ، لاهميتها على صعيد المنظمة وتحسين اداؤها ، وذلك من خلال اقامة الورش والندوات العلمية الخاصة بها .
- تشجيع نقل المعرفة ومشاركتها بين العاملين من خلال تشكيل فرق العمل وتحفيزهم على التعاون في انجاز الاعمال وتوفير المستلزمات التي تسهل خزن المعرفة والاستفادة منها مستقبلا.
- تنمية الحوارات والنقاشات التي تحصل بين العاملين من جانب ، ومن جانب اخر بين العاملين وبين الإدارات العليا ، لاجل بيان المواقف والمشاكل والمعوقات والوصول الى حلول لها كي لا تؤثر على أداء الاعمال اثناء سيرها.
- إيلاء أفكار واراء العاملين ووجهات نظرهم الاهتمام ورفعها بتقارير الى مجالس الكليات والجامعات والاستفادة منها اذ قد تشترك مع بعض اهداف الجامعة والتي تؤدي الى تحقيقها بصورة فاعلية اكثر من قبلهم.