تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (تأثير القيادة التنموية في الأداء التكيفي بتوسيط الروحانية التنظيمية/ بحث تحليلي في المديريات العامة لتربية محافظة بغداد) في تخصص الادارة العامة للطالب (عدي حسين شعلان) بأشراف أ.د. هديل كاظم سعيد
يهدف البحث الى اختبار علاقات الارتباط والتأثير بين القيادة التنموية وابعادها(النموذج المثالي، الاهتمام بالموظفين (اوالاعتبار الفردي)، الالهام والتحفيز) كمتغير مستقل بالأداء التكيفي وأبعاده(حل المشكلات بشكل خلاق، جهود التعلم والتدريب، القدرة على التكيف الشخصي، ادارة ضغوط العمل، التعامل مع الازمات والحالات الطارئة) كمتغير معتمد عبر الروحانية التنظيمية بأبعادها(معنى العمل(او العمل الهادف)، الاحساس بالمجتمع، الارتباط بقيم المنظمة) كمتغير وسيط.
يمكن ابراز اهمية البحث من خلال الاتي:ـ
- تنبع من اهمية المتغيرات التي تَضمنها البحث، فهو يسهم في تعزيز معرفة المنظمات المبحوثة بمضامينها الفكرية، كون متغيرات البحث تحمل عدة جوانب مفاهيمية (روحية وذاتية ونفسية وسلوكية) من جهة، وتنموية على مستوى الافراد بشكل خاص والمنظمة بشكل عام لرفع القدرات والمهارات والامكانيات في ظل تسارع ما يحيط بالمنظمات وموظفيها من افكار وتكنولوجيا وتجدد للمهارات والقدرات من جهة اخرى.
- اشار البحث الى متغيرين احدهما يتسم بالأصالة الفكرية من ناحية دراسته من قبل الباحثين في البيئة العراقية وهو(متغير القيادة التنموية)، والثاني الذي تكاد لا تزيد الدراسات المحلية وحتى العربية التي اشارت اليه على اصابع اليد الواحدة وهو (متغير الاداء التكيفي).
- عطفا على ما ذكر في الفقرة (2) يأمل الباحث ان يكون هذا البحث مساهمة نظرية وتطبيقية جديدة وتغني المكتبة الفكرية العراقية والعربية بأفكار ورؤى المتغيرين، فضلا عن الطروحات النظرية الجديدة التي سيشير اليها الباحث عن متغير الروحانية التنظيمية، لدعم مسيرة العلم والعمل في حقل الادارة السلوك التنظيمي.
- بيئة العمل الديناميكية غير المستقرة وما يرافقها من مواقف ومتطلبات متغيرة سواء(مقصودة) كتطور متطلبات الوظيفة، وشروطها، وخصائصها، ومؤهلاتها او(غير مقصودة) كالتي تفرض بقوة عوامل قاهرة (كالظروف التي فرضتها الجائحة مثلا)، اصبح مع ما تقدم متغير الاداء التكيفي متغيرا مهما ومطلوبا لمعالجة مثل هكذا مواقف، مع تسليط الضوء على الجانب الروحي في اطار تنظيمي.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اتضح من خلال بيانات الفئات العمرية ان الادارة العليا والمناصب القيادية في مجتمع البحث تعتمد على توليفة وتمازج مهني صحي بين الطاقة الشبابية والخبرة لكبار بالسن، ويعد هذا الامر داعم مهم لقوة القرار المتخذ، والافكار وتجدد الخبرات.
- اتضح من خلال بيانات المؤهل العلمي قلة عدد حاملي الشهادات العليا في المناصب القيادية، وعند سؤال عينة البحث عن قلة عدد حاملي الشهادات العليا من ذوي المناصب الادارية تباينت الاجابة ما بين:ـ
-
- عدم الحاجة للشهادات العليا في العمل ويفضل الاعتماد على الخبرة وتراكم المعلومات كونها اقرب فعليا لمنطق وحقيقة العمل وهي التي يمكن من خلالها تحقيق التكيف في الاداء مع مجمل الصراعات والصعوبات التي تواكب العمل، وكذلك تعزز القدرة القيادية باتجاه التنمية نظرا للكم المعلوماتي والخبرات التي تمتلكها عينة البحث الخبيرة.
- بُعد ما يطرح في الحياة الاكاديمية، او صعوبة تطبيق الدراسة الاكاديمية في بيئة العمل العراقية بحسب عينة البحث.
- في حين اجاب البعض الاخر بعدم توفر فرصة اكمال الدراسة اما لعبء العمل، او لقلة توفر الفرص او لندرة الاختصاص وعدم وجود دراسات عليا فيه، او لا هذا السبب او ذاك بل يكون العزوف هو سبب اخر على لسان مجموعة اخرى من عينة البحث، وهذا ربما يعد امر مؤثر على روحانية العمل مستقبلا ان تكررت مثل هكذا مسببات بشكل مستمر.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- فك ارتباط المديريات العامة للتربية بمحافظة بغداد واعادتها الى وزارة التربية، كون ذلك سيقلل الكثير من الاجراءات والحلقات الادارية والقيادية الزائدة والتي تؤثر على روحانية الفرد والعمل، وتضعف من اداءه التكيفي وكالاتي:ـ
-
- الجهة المسؤولة عن تنفيذ للتوصية:ـ شعبة الشؤون القانونية، قسم الملاك في مديريات التربية بالتنسيق مجلس محافظة بغداد واية جهة رسمية لها علاقة بالأمر.
2ـ الاهتمام بتعميق العلاقات بين الزملاء وبينهم وبين العمل بصورة اكبر.
- آلية العمل والجهة المسؤولة عن تنفيذ للتوصية:ـ
- تعزيز اهمية العمل وضخ الحيوية في اداوره لجعله ذو معنى اكبر، وتقليل الحلقات الادارية الزائدة.
- تقريب وجهات النظر بين القيم التنظيمية وقيم الموظفين بصورة اكثر دقه، من اجل زيادة قوة وقدرة عينة البحث على تحقيق الاداء التكيفي العالي الموافق لمستوى التغييرات والتحديات والمواقف والمتطلبات الجديدة وهذا بدوره يعزز الروحانية التنظيمية.