تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (تأثير التوجه الإستراتيجي في الإدارة الرشيقة بتوسيط الحس التنظيمي – بحث وصفي تحليلي في وزارة التربية العراقية) في تخصص الادارة العامة للطالب (عبد الحكيم دهام خلف ) بأشراف الاستاذ المتمرس الدكتور صلاح عبد القادر أحمد
يهدف البحث الى التعرف واختبار العلاقة التأثيرية للتوجه الإستراتيجي في الإدارة الرشيقة للمنظمات المبحوثة في وزارة التربية بتوسيط الحس التنظيمي، وقد تبلورت مشكلة البحث من خلال التحري عن الصعوبات التي تمر بها العملية التعليمية في العراق منذ أعوام والتي تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل الأجيال القادمة وشكل الواقع المعرفي والثقافي للمجتمع العراقي في المستقبل والمتعلق أسـاسـا بواقع العملية التعليمية والتربوية.
و تبرز أهمية البحث من خلال الجوانب الاتية :
- تقديم إسـهام معرفي يجمع هذه المتغيرات في بحث واحد يسـعى للتشخيص الدقيق لكل متغير من المتغيرات, وتناول الجدليات الفكرية والفلسفية التي تتعلق بمتغيراته للخروج ببوتقة من الافكار الفلسفية المتناسقة بين ما تحتويه هذه المتغيرات من ابعاد ومفاهيم وخصائص، وهو ما يمثل إضافة بقدر معين في الفكر الاداري المعاصر.
- يسهم البحث في بيان ملامح التوجهات الاســـــــتراتيجية التي يفترض بالادارات العاملة تفهمها على المدى الاستراتيجي، اعتماداً على مفاهيم معاصرة في مجال الإدارة الرشيقة والحس التنظيمي.
- تبرز أهمية البحث بوصفه محاولة للافادة من متغيرات البحث في المنظمات العامة بشكل عام وفي وزارة التربية على نحو خاص، بما يساعد على تطورها وزيادة الفهم والادراك للمتغيرات المبحوثة وتطبيقها في الجانب العملي اليومي من ناحية تبني التوجه الاستراتيجي الملائم والأفضل وتعزيزها للممارسات الرشيقة للإدارة من خلال صناعة الحس التنظيمي .
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تبين من خلال نتائج الدراسة الميدانية تبين أن إسناد المواقع القيادية والإدارية للذكور بنسب أكبر بكثير من الإناث, وهذا الأمر لا يتوافق نسبياً مع واقع المهن التعليمية وبناء المجتمعات.
- أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أنه وعلى الرغم من إتساع برامج الدراسات العليا على الصعيدين المحلي في الجامعات العراقية وعلى الصعيد الخارجي المتمثل بالاجازات الدراسية, إلا أن نسبة من يشغل المناصب الإدارية من حملة الشهادات العليا في الوزارة بشكل عام لاتزال قليلة نسبياً إذا ماقيست بحجم مخرجات تلك البرامج.
- تتسم عمليات صياغة الرؤية الإستراتيجية في الوزارة بأنها تتم بشكل يقتصر على القيادات العليا وهو مايعني تضاؤل دور المستويات الإدارية الدنيا في الاشتراك في وضع مثل تلك الرؤى بما لاينسجم وطبيعة الأداء العام للمؤسسات التربوية في المنظمات المعاصرة.
- نتيجة الطبيعة التقليدية لعمل الوزارة واجراءاتها بوصفها مؤسسة حكومية معنية بتطور المجتمع عموماً, وجد أن هامش المرونة في صياغة رسالة المنظمة يمتاز باستقلالية محدودة, كون الوزارة خاضعة بمجمل أدائها الاستراتيجي للتعليمات الحكومية, وتتأثر مشاريعها وتوجهاتها المستقبلية بالإمكانات المحدودة المرتبطة بتخصيصاتها المالية.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة العمل على فسح المجال أمام العنصر النسوي لتبوأ المواقع القيادية وهو الأمر الذي ينسجم وطبيعة العمل التربوي القريب من السمات التي يحملها العنصر النسوي في الأداء الوظيفي لهذا القطاع المهم .
- العمل على إستقطاب العناصر المميزة من حملة الشهادات العليا وتقديمهم روافد حقيقية في قيادة القطاع التربوي, بفعل أهمية العمل البحثي المتمثل بالرسائل والاطاريح والبحوث العلمية التي تعالج الإشكاليات الحقيقية التي يعاني منها القطاع وبصورة علمية ممنهجة هي السبيل الأساس في خلق ملاكات متقدمة تتسم بإعتماد الإسلوب العلمي في بناء قطاع تعليمي متميز.
- أن تعمل الإدارات العاملة في الوزارة والمديريات العامة على تفعيل آليات المشاركة في صياغة الرؤى الاستراتيجية من خلال تنشيط برامج العمل الرسمي وشبه الرسمي المعتمده على بناء فرق العمل التشاركية، إذ أن صياغة رؤى وأهداف متفق عليها يعني تامين مستوى عالي من الشرعية كونها نابعة من قناعات الأفراد أنفسهم وبما يضمن سعيهم الحثيث لتحقيقها .
- يتوجب على الفرق الإدارية المتقدمة في الوزارة والمديريات العامة التابعة لها, تحقيق هامش أوسع من المرونة في بناء خطاب رسالة المنظمة وبما لايتعارض والطبيعية الحكومية وشكل التبعية الرسمي الذي تتسم به الإدارة إلا أن صفة المرونة واجبة في آليات العمل المنظمي في العالم في وقتنا الحالي