تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد مناقشة ، اطروحة الدكتوراه الموسومة ( إدارة الجودة الاستراتيجية وتأثيرها في تحسين جودة التعليم الالكتروني بتوسيط التشارك المعرفي – بحث مقارن لعينة من الجامعات العراقية) في تخصص الادارة العامة للطالبة (حنان مازن ابراهيم) بأشراف أ.د صلاح عبدالقادر
يهدف البحث الحالي الى قياس مدى تأثير ادارة الجودة الاستراتيجية بأبعادها (الالتزام الكلي، العمل الجماعي، التمكين واحترام الافراد، التدريب، والعمليات الجارية) في تحسين جودة التعليم الالكتروني بأبعادها (ادارة التعليم الالكتروني، المحتوى التعليمي، والتقييم والتقويم) من خلال الدور الوسيط المشاركة بالمعرفة بأبعادها (السلوك، والثقافة التنظيمية، فرق العمل، التكنولوجيا) وذلك لغرض الاجابة على التساؤلات التي تعبر عن مشكلة البحث ومنها هل هنالك دور للعلاقة بين ادارة الجودة الاستراتيجية والمشاركة بالمعرفة في تحقيق جودة التعليم الالكتروني، إذ اختارت الباحثة عينة من الجامعات الحكومية (النهرين و التكنولوجية والعراقية) في محافظة بغداد.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اظهرت النتائج بأن ادارة الجودة الاستراتيجية مطبقة في الجامعات المبحوثة بدرجة اعلى من المتوسط المعياري نسبياً، فقد تميزت الجامعة العراقية تطبيقاً لأغلب المحاور في ابعاد ادارة الجودة الاستراتيجية، وتليها الجامعة التكنولوجية، وجامعة النهرين مقاربة لسابقتها في تنفيذ ابعاد ادارة الجودة الاستراتيجية، ويعود سبب ذلك الى محدودية وتأخر الاهتمام بمتطلبات ادارة الجودة الاستراتيجية سوى في السنوات الاخيرة.
- على الرغم من اهتمام ادارة الجامعات المبحوثة بالمشاركة في أنشطة ادارة الجودة، الا انها واجهت بعض الصعوبات في تطبيق التعليم الالكتروني وبدا ذلك واضحاً في بعد التقويم والتقييم إذ تراجعت جامعة النهرين في تحقيق ابعاد تحسين جودة التعليم الالكتروني نسبياً، وكانت الجامعة العراقية بمستوى افضل مقارنة بالجامعة التكنولوجية وجامعة النهرين، ما يعني تقدمها نسبياً اكثر من قريناتها، وقد يعود سبب ذلك لضعف ومحدودية الاستعدادات المسبقة لهذا النمط من التعليم، بسبب ظروف وتحديات جائحة كورونا عام 2020.
- تم التوصل في ضوء نتائج البحث الى ان الجامعات المبحوثة تطبق التشارك المعرفي بشكل متوسط، إذ احتل بُعد السلوك المرتبة الاولى، تتبعه ابعاد الثقافة التنظيمية والتكنولوجيا، كما احتل فرق العمل المرتبة الاخيرة.
- اشارت نتائج المقارنة ان تطبيق ادارة الجودة الاستراتيجية ظهر بنتائج مختلفة في الجامعات المبحوثة، فقد تميزت جامعة النهرين اكثر من قريناتها، فيما يخص بُعد “القضاء على اعادة العمل” بينما كانت نتائج الجامعة العراقية افضل مقارنة بالجامعة التكنولوجية وجامعة النهرين ما يؤشر الاهتمام النسبي في إطار بُعدي “اعادة العمل والتدريب”، مع وجود حاجة لتطوير الاداء على مستوى الجامعات الثلاث.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- اجراء المزيد من الندوات والورش التثقيفية باهمية تطبيق ادارة الجودة في الجامعات وان يتم تهيئة متطلبات واجهة التحديات التي تعيق تطبيق ادارة الجودة بالجامعات ودراسة المعوقات التي تحول دون ضمان جودة التعليم في الجامعات المبحوثة، سيما جامعة النهرين التي تحتاج الى مزيداً من الاهتمام بمتطلبات ادارة الجودة الاستراتيجية من حيث التدريب والتخلص من التلكؤ الحاصل والمؤدي الى اعادة العمل مرة بعد اخرى، ما يشير بعض جوانب الضعف في صياغة ادارة الجودة الاستراتيجية.
- تشجيع التشارك المعرفي من خلال مكافاة التدريسي الذي يشارك بمعرفته للآخرين وتوجيههم لدعم قدرات الموظفين الجدد مع الحفاظ على ضمان حقوق الملكية الفكرية، سيما جامعة النهرين التي قد تستفيد من تفعيل فرق العمل وحث الهيئة التدريسية على العمل الجامعي سعياً لتحقيق اهداف الجامعة.
- اجراء مذكرات تعاون مع جامعات محلية واجنبية لتبادل الخبرات بين الاساتذة والطلبة وبناء مجتمعات معرفية قادرة على حل المشكلات المشتركة مع مراعاة جانبي الكلفة والزمن المطلوب، فعلى الرغم من تميز الجامعة العراقية عن قريناتها الا ان ذلك لايعني ممارستها للتعليم الالكتروني بالمستوى المطلوب، إذ يعزز الاطلاع على اليات عمل الجامعات المتقدمة واقلمتها مع الواقع العراقي امر بالغ الاهمية لمواكبة التطورات التكنولوجية.