تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة دكتوراه الموسومة ( المعرفة الاستراتيجية والارتجال التنظيمي وتأثيرهما في الأداء الريادي / بحث تحليلي في وزارة التربية ) في تخصص الادارة العامة للطالب (ياسين اكريم حمادي) بأشراف الاستاذ المتمرس الدكتور صلاح عبد القادر احمد النعيمي.
يهدف الباحث من خلال بحثه الحالي عبر فصوله الى اختبار العلاقة التأثيرية للمعرفة الاستراتيجية والارتجال التنظيمي بوصفهما متغيرات مستقلة وتأثيرهما على الأداء الريادي بوصفه متغيراً تابعاً وذلك عن طريق دراسة تحليلية على عينة من القيادات الادارية في وزارة التربية العراقية في مستويات ادارية مختلفة ( مدير عام , معاون مدير عام , مدير قسم , مسؤل شعبة ), إذ حَظيت متغيرات البحث في الآونة الاخيرة بأهتمام متزايد لكونها من المفاهيم المعاصرة التي تعالج الإخفاقات والمشكلات والتحديات في الأزمات والأوقات المضطربة بفعل التغيرات المتسارعة في البيئة, والتي أدت الى بروز الكثير من المشاكل الادارية والفنية في المنظمة المبحوثة نتيجة نقص المناهج الدراسية, وقلة أعداد وكفاءات الملاكات التدريسية المتخصصة , وعمليات الغش وما شابها من تداعيات أثرت بشكل واضح على سمعة الوزارة, واتخاذ الكثير من القرارات التي أدت الى اضعاف العملية التربوية بشكل عام, كل هذة الاسباب تؤدي الى تسائل( هل ان تحقيق الأداء الريادي غاية كل من المعرفة الاستراتيجية والارتجال التنظيمي ؟ وما هو حجم تأثير إسهام كل منها في تحقيق الأداء الريادي؟) وما مدى أهميتها وطبيعة ومستوى الاهتمام في القطاع التربوي والتعليمي وهل أن انخفاض تحقيق الأداء الريادي يعود الى ضعف في الارتجال التنظيمي أو عدم استثمار المعرفة الاستراتيجية بشكل فاعل في المنظمة المبحوثة.
يكتسب البحث أهميته من خلال الاتي:
- يُعد البحث نقطة الانطلاق لتوجيه الاهتمام بشكل اكبر لموضوع المعرفة الاستراتيجية والارتجال التنظيمي, وانعكاس العلاقة بينهما على الأداء الريادي , والذي يُعد من الموضوعات التي لم تجد اهتماماً كبيراً بالبحث في العالم العربي عموماً والعراق بشكل خاص.
- يناقش ثلاث مواضيع فلسفية في الفكر الاداري وهي كل من الادارة الاستراتيجية, والسلوك التنظيمي , والموارد البشرية حيثُ تبداء بالمعرفة الاستراتيجية والارتجال التنظيمي كمتغيرين مستقلين وتنتهي بمخرجاتها بالأداء الريادي.
- يجسد هذا البحث اضافة بسيطة للمكتبة العراقية في مجال المعرفة الاستراتيجية والارتجال التنظيمي والأداء الريادي, اذ من الممكن ان يكون دافعاً للباحثين الآخرين لأخذ متغيراته كلٍ على حده بشي من التفصيل والتعمق في قطاعات أخرى.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- حقق متغير المعرفة الاستراتيجية مستوى مرتفع نسبياً من الاهمية حسب اجابات الافراد المبحوثين ، ما يدل على ان الوزارة عينة البحث ، تسعى الى تحديث معرفتها الاستراتيجية من أجل التعامل الايجابي والسيطرة على استراتيجياتها وتحقيق اهدافها من خلال الاستجابة للتطورات وتغيرات البيئة الخارجية .
- تهتم الوزارة بالبيئة التنظيمية في إطار المعرفة الاستراتيجية ، من خلال الاهتمام بدعم البيئة التنظيمية الداخلية وتحسين مستوى العلاقات الاجتماعية ، ونشر ثقافة الابداع والابتكار الى حد ما وتشجيع الموظفين على التعاون والمساعدة وتبادل الخبرات المهنية .
- للوزارة أولويات أستراتيجية تهتم بمحاولة الالتزام بها وتطويرها لتلبية حاجات ورغبات المستفيدين المتنوعة، وهي تسعى بحدود معينة الى تطوير مديرياتها المنتشرة في المحافظات ، وواقع المؤسسات التربوية وتطوير المناهج الدراسية .
- حقق بُعد القدرات التنظيمية اهتماماً بدرجة أقل نسبياً ضمن ابعاد المعرفة الاستراتيجية ، وهذا يدل على ان الوزارة عينة البحث تسعى الى استثمار قدراتها التنظيمية المتاحة بقدر معين.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة ايلاء الوزارة عينة البحث انشطة استكشاف الفرص الجديدة اهتماماً اكبر، وذلك لضروريتها في الحفاظ على مكانتها الاستراتيجية ، والتعامل العادل مع الموظفين في منحهم استثمار تلك الفرص اعتمادا على امكاناتهم الفعلية .
- نوصي الوزارة بتشجيع الموظفين على تقديم الافكار الابتكارية الخاصة بتطوير سياقات العمل ، وتجديد الانشطة المعتمدة على مستوى مقر الوزارة والمديريات التابعة لها ، واهمية فسح المجال امامهم للتعبير وطرح الافكار والآراء واتاحة الفرصة لهم ، لتقديم المقترحات والتوصيات المختلفة التي من شأنها أن تحسن الأداء، وتطوير الافكار الخاصة بتعزيز مستوى الخدمات المختلفة وتشخيص المشكلات المتوقعة ومسبباتها لغرض علاجها ومنع تكرارها.
- دعوة ادارة الوزارة الى تعزيز امكاناتها الذاتية في رسم وصياغة الخطط الاستباقية في التعامل مع كل الظروف والمواقف المتوقع ان تمر بها، وهذا يتحقق عن طريق دعم امكانات الموظفين وتحفيزهم ماديا ومعنويا وحثهم على الاشتراك في فرق العمل ،وتشكيل اللجان الدائمة والمؤقتة وتكليفها باعداد الخطط الاستباقية والتنبؤ بالاحداث المستقبلية .