تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (القيادة الرشيقة وتأثيرها في التعافي الاستراتيجي / بحث تحليلي) في تخصص الادارة العامة للطالب (أحمد سمير جلوب) بأشراف أ.د هديل كاظم سعيد.
يهدف البحث الحالي إلى التعرف على تأثير القيادة الرشيقة بأبعادها (التوجه نحو النتائج، العمل الجماعي، الكفاءة، السرعة، المرونة، التغيير) في التعافي الاستراتيجي بأبعاده (الاعتذار، التعويض، الشرح والإيضاح والتمكين). إذ تشكل القيادة الرشيقة للمنظمات العامة أحد أهم الأساليب في تعزيز التعافي الاستراتيجي، كما يمثل التعافي الاستراتيجي إجراءات مهمة لاستعادة الخدمة للمنظمة، وقد تمثلت مشكلة البحث في مدى إدراك عينة البحث لأهمية القيادة الرشيقة في تعزيز التعافي الاستراتيجي, وجرى إجراء البحث في وزارة الاتصالات العراقية (مقر الوزارة).
وتتجلى أهمية البحث من خلال النقاط الأتية:
أ. يعرض البحث الجدليات الفكرية والفلسفية المتعلقة بالمتغيرات الاثنان المستهدفة للبحث وهي القيادة الرشيقة والتعافي الاستراتيجي والتي لم تتناولها الدراسات السابقة عبر الربط المباشر بينها حسب اطلاع الباحث.
ب. يمثل هذا البحث إضافة متواضعة للمكتبة العراقية في مجال القيادة الرشيقة والتعافي الاستراتيجي وعن أبرز المساهمات التي قدمها الباحثون في هذه المجالات، إلى جانب تعريف الوزارة المبحوثة بالجانب المعرفي لقيمة متغير القيادة الرشيقة في تأثيره على التعافي الاستراتيجي.
ت. جمع هذا البحث بين مجالين مهمين وهما: السلوك التنظيمي, والإدارة الاستراتيجية, ليظهر لنا منهما مزيجاً بين مواضيع مهمة.
ث. تأتي أهمية هذا البحث كونه يمثل مصدراً يخدم الباحثين مستقبلاً عندما يقومون بدراسات مماثلة تساعد في تطوير أداء المنظمات والمؤسسات العامة.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
1. تتبني وزارة الاتصالات العراقية رؤية استراتيجية قوية تعكس التزام الوزارة في تحقيق رغبتها في التطور والتحسين المستمر. إذا حددت ونفذت هذه الرؤية بشكل فاعل، وأن الوزارة على استعداد لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المحددة بنجاح.
2. يتضح انه على الرغم من أهمية توفير بيئة مشجعة للإبداع والاكتشاف في مؤسسات الحكومة، إلا أن هناك عوامل تقييدية تؤثر في تحقيق ذلك في الوزارة.
3. إن وزارة الاتصالات العراقية تسعى بجدية إلى تحفيز المرؤوسين لأداء واجباتهم بشكل جماعي. وهذا يظهر التزام الوزارة بتعزيز التعاون والفاعلية في العمل الجماعي كأولوية أساسي لتحقيق الأهداف وتطوير القدرات.
4. يتضح ان هنالك نقص في توفير الدعم الإداري والتوجيه اللازم للمرؤوسين لتطوير مهاراتهم القيادية. وعدم وجود توجيه من قادة الإدارة الذي أدى إلى عدم ثقة الموظفين في إظهار مهاراتهم القيادية.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
1. تعزيز جهود تطوير وتنفيذ الرؤية الاستراتيجية في وزارة الاتصالات العراقية. من خلال التواصل والتفاعل بين جميع الأطراف المعنية، وتوجيه الموظفين نحو تحقيق الأهداف المحددة، وإدارة الاستراتيجيات والمشاريع بشكل فاعل، فضلاً عن مراقبة وتقييم الأداء بانتظام.
2. إنشاء برامج تدريبية وورش عمل تعليمية متخصصة تركز على تطوير مهارات الإبداع والابتكار لدى الموظفين، بما في ذلك تقنيات التفكير الإبداعي وإدارة الابتكار. وتعزيز التواصل الداخلي وتبادل المعرفة داخل الوزارة من خلال إنشاء منصات للتفاعل وتبادل الأفكار والمقترحات بين الموظفين والإدارة.
3. تعزيز ثقافة العمل الجماعي من خلال تعزيز التواصل والتفاعل بين الموظفين وتشجيعهم على تبادل المعرفة والخبرات، وتقديم التحفيز والتقدير للموظفين الذين يسهمون في العمل الجماعي وتحقيق الأهداف المشتركة، سواء من خلال الإشادة العامة أم المكافآت المادية وغيرها.
4. إعادة تقييم هياكل التنظيم والتوزيع الإداري للوزارة لتشجيع المرونة والتطور الوظيفي، بما يتيح للمرؤوسين الفرصة لإظهار مهاراتهم القيادية في أي مستوى إداري يعد مناسباً. وتوفير فرص تدريبية وتطويرية متنوعة تستهدف تطوير وتعزيز مهارات القيادة لدى الموظفين على جميع المستويات الإدارية. وإقامة برامج إرشادية وتوجيهية تشجع الموظفين على تطوير وتعزيز مهاراتهم القيادية، فضلاً عن توفير الدعم والموارد اللازمة لتطبيق هذه المهارات في العمل اليومي.
Comments are disabled.