الطالبة:ياسمين خضير عباس    المشرف :أ.د. سعدون حمود جثير

 

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة اطروحة الدكتوراه  في تخصص ادارة الاعمال  للطالبة ( ياسمين خضير عباس ) بأشراف أ .د. سعدون حمود جثير عن دراستها الموسومة (تأثير المعرفة السوقية في التميز المنظمي بتوسيط استغراق الزبون).

تمثل المعرفة السوقية والتميز المنظمي واستغراق الزبون ثلاث مجالات حازت على اهتمام كبير من الباحثين والمفكرين لما لها من اهمية في تميز المنظمة واستمرارها في ظل التنافس الشديد الذي يشهده السوق العالمي، إذ اصبحت هذه المفاهيم محور الابحاث والدراسات في العقدين الاخيرين ومن ضمنها البحث الحالي والذي سعى الى الكشف عن دور المعرفة السوقية في التميز المنظمي بتوسيط استغراق الزبون ، ويعد التعليم العالي من اهم القطاعات الخدمية ومن ابرز مظاهر التقدم الحضاري في المجتمع، وتناول البحث الحالي القطاع الاهلي متمثلاً بعدد من الكليات الاهلية في مدينة بغداد كعينة للبحث، ومن هنا انطلقت مشكلة البحث للإجابة عن مدى ادراك الكليات المبحوثة لأهمية متغيرات البحث والمتمثلة بــ (المعرفة السوقية والتميز المنظمي واستغراق الزبون)، وهل هناك ارتباط وتأثير بين هذه المتغيرات . ومن هنا تجلت اهمية البحث في بعديها الفكري الفلسفي والتطبيقي، الفكري الفلسفي, ويتجسد البعد التطبيقي في بيان اهمية البحث والتقصي عن الآليات المتبعة لتسويق المعرفة ومحاولة تحليل وتشخيص دور المعرفة السوقية بأبعادها في التميز المنظمي في الكليات المبحوثة فالبحث يعد محاولة متواضعة لعرض وهيكلة التراكم المعرفي عن توضيح طبيعة العلاقة بين المتغيرات المبحوثة، واختيار قطاع التعليم العالي والذي يعد من القطاعات المهمة والرئيسة كونه يُعد مصدرا اساسيا من مصادر الارتقاء والنهوض بالعملية العلمية والتربوية لرفد البلد بالملاكات القادرة على حل معضلاته المختلفة، وقد هدف البحث الى عرض اهم المضامين الفكرية والفلسفية من جدليات وتوافقات في وجهات نظر الباحثين والمفكرين عن متغيرات البحث، كما هدف الى تحليل العلاقة بين متغيرات البحث تحليلاً وصفياً استناداً الى الادبيات عبر الجهود الفكرية السابقة والتحليل العملي لتأثير المعرفة السوقية بعدها متغيراً مستقلاً  واستغراق الزبون بعده متغيراً وسيطاً والتميز المنظمي بعده متغيراً معتمداً في مجتمع البحث والمتمثل بالكليات الاهلية، وتعميق الفهم بهذه الموضوعات في التعليم العالي وبالاخص في الكليات الاهلية للخروج بفكر علمي يجمع اكثر الابعاد والمفاهيم لمتغيرات البحث والتي اتفق عليها اغلب الباحثين ونقلها الى البيئة العراقية للتعرف عليها واستثمارها من قبل المختصين في هذا المجال ، وبغية تحقيق هذه الاهداف جرى اختيار عدد من الكليات الاهلية والتي تتميز بانها من اوائل الكليات في التعليم الاهلي في مدينة بغداد لتكون مجتمع البحث، إذ يبلغ عدد الكليات (5) كليات اما العينة فقد اعتمدت على التدريسيين في الكليات المبحوثة ، واعتمد البحث اسلوب المنهج المسحي التحليلي في الجانب العملي من البحث، وقد قامت الباحثة باستخدام الاستبانة التي هي اداة لجمع المعلومات استناداً الى الابحاث والدراسات التي تخص موضوع البحث الحالي، فضلاً عن الاعتماد على برنامج (SPSS) وبرنامج (AMOS) في التحليل الاحصائي الملائم لطبيعة البحث، إذ تم استخدام عدد من الادوات الاحصائية لمعالجة البيانات منها الوسط الحسابي ومعامل الاختلاف والانحراف المعياري لوصف العينة وتحليلها ، ومعامل الارتباط الخطي البسيط (Pearson) لاختبار فرضيات الارتباط ولاختبار فرضيات التأثير المباشر وغير المباشر تم استخدام نمذجة المعادلة الهيكلية، فضلاُ عن اختبار t  لغرض اختبار مصداقية فرضيات البحث، واظهر البحث نتائج معنوية ووجود ارتباط بين متغيرات البحث ووجود تأثير مباشر وغير مباشر بين متغيرات البحث، وقد خرج البحث بمجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • اعتماداً على اختبار ألفا كرونباخ تبين ان معظم فقرات المقياس والبالغة (80) سؤالاً قد كانت واضحة للعينة المبحوثة ، إذ بلغت قيمة الفا كرونباخ لاجمالي البيانات (0.983) وهي ذات ثبات واتساق عاليين . كما ان العبارات كانت واضحة وهذا يشير الى الثبات والاتساق الداخلي لمتغيرات البحث الرئيسية. فضلاً عن ان التحليل العاملي التوكيدي قد اظهر صدق التطابق مما يدل على عدم وجود فروق وتلاءم البيانات عينة البحث مع النموذج الفرضي. وقد اظهر التحليل العاملي الاستكشافي مقبولية الفقرات وانها ذات تشبع عاملي لكل فقرات الاستبانة وهذا بدوره يدل على صدق فقرات مقياس الاستبانة وان المقياس صالح للاستعمال.
  • ظهر ان بيانات البحث تتبع التوزيع الطبيعي عبر اختبار الالتواء على المحور العمودي ومقياس التفرطح على المحور الافقي والذي اظهر صلاحية البيانات المبحوثة لاستعمال التحليل العاملي. كما وجد عبر اختبار (كايسر – ماير – اولكر) واختبار بارتليت ان البيانات كانت كافية ودقيقة لاجراء التحليل العاملي وان هنالك دلالة معنوية بين الفقرات والابعاد مما يدل على امكانية الاستفادة من المقياس مستقبلاً لاجراء دراسات جديدة مستقبلية في نفس المجتمع او في مجتمعات اخرى .
  • تصدى البحث لعدد من المشكلات والتي تحدد مدى ادراك الكليات المبحوثة لمتغيرات البحث ، إذ تجسدت بالآتي (ما الجدليات المفاهيمية والفلسفية  لمتغيرات البحث المتمثلة بالمعرفة السوقية والتميز المنظمي واستغراق الزبون ؟) و (ما مدى ادراك الكليات المبحوثة لأهمية المعرفة السوقية؟) و (ما مدى ادراك الكليات المبحوثة لأهمية التميز المنظمي؟) و (ما مدى ادراك الكليات المبحوثة لاستغراق الزبون؟)  ، وقد تم الاستناد الى الاستبانة كأسلوب للحصول على البيانات كما تم استخدام الوسط الحسابي والانحراف المعياري ومعامل الاختلاف ومستوى الاهمية واختبار(t) فضلاً عن اعتماد الوسط الحسابي المعياري والبالغ (4) كمتوسط اداة القياس للمتغيرات الثلاثة وقد كان الوسط الحسابي للمتغيرات الثلاثة اعلى من الوسط الحسابي المعياري كذلك فات تقييمهم بحسب جدول(27) لتصنيف الفئات  ما بين عالً الى عال جداً , وهذا يدل على ان الكليات المبحوثة ذات ادراك واهتمام بالمعرفة السوقية والتميز المنظمي واستغراق الزبون بمستوى عال الى عال جداً.

كما اختتم البحث بجملة من التوصيات اهمها:

  • ضرورة تركيز الكليات المبحوثة على اعطاء معرفة المنافسين مستوى عالٍ من الاهتمام إذ يعد هدفاً رئيساً تسعى المنظمات من خلاله الى تحقيق مكانة متميزة بين المنافسين ولابد من تحديد استثمار اكبر للحصول على المعلومات المتكاملة عن المنافسين ودراسة برامجيات المنافسين واستراتيجياتهم بالأخص وان مجال التعليم الاهلية يعد من المجالات المتنامية وذات التنافسية العالية.
  • ينبغي على الكليات المبحوثة ان تولي اهتماماً اكبر للعمليات المتعلقة بالتميز المنظمي من خلال قيامها باستطلاعات دورية للتعرف على حاجات ومتطلبات زبائنها المتنوعة واعتماد الكلية الوسائل التكنولوجية الحديثة لتقديم الخدمات بسرعة وسهولة، فضلاً عن تعزيز واستدامة الاهتمام بالقيادة إذ لابد من امتلاك الكلية لأشخاص ذوي كفاءات وخبرات وقدرات عالية في حل المشكلات ، والاهتمام بالموارد البشرية واعطاء العاملين في الكلية الثقة والدعم الكاملين وتشجيع اتصالهم المباشر مع الادارة العليا لكسب ولائهم والتزامهم تجاه الكلية.
  • ضرورة تركيز الكليات المبحوثة على ابداء الاهتمام بشكل اكبر بالاستيعاب لزيادة توطيد العلاقة بين التدريسيين في الكلية وبين عملهم وتوفير كل الادوات والوسائل التكنولوجية الحديثة لتسهيل عملهم مما يوفر لهم الوقت اللازم لأداء واجباتهم بكفاءة ومهارة عالية، فضلاً عن الاهتمام بالقوة من خلال اعطاء التدريسيين المرونة في التعامل مع واجباتهم وتشجيعهم مادياً ومعنوياً بما يكفل التزامهم في عملهم وزيادة ولائهم.
  • ينبغي على الكليات المبحوثة القيام بدورات تدريبية و ورش عمل للتدريسيين لتحسين قدراتهم ومهاراتهم ودعم مواهبهم في التعامل مع الجهات المستفيدة لزيادة اندماجهم في اداء عملهم وبدقة اكبر ولتحسين الخدمة المقدمة وجعلهم اكثر استغراقاً في عملهم .

 

 

Comments are disabled.