الطالبة: داليا عواد سلطان    المشرف: أ. م. د. ناظم جواد عبد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد- جامعة بغداد، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص ادارة البلديات للطالبة ( داليا عواد سلطان  ) بأشراف أ. م. د. ناظم جواد عبد عن بحثها الموسوم (انعكاس العشوائيات والتجاوزات على الاستدامة البيئية).

اصبح انشار ظاهرة البناء العشوائي في مدن العراق يشكل تجاوزا خطيرا للأنظمة والتشريعات حيث ان ظاهرة السكن العشوائي والمتجاوزين اصبحت من المشاكل المنتشرة والكبيرة في مدن العراق ومنها مدينه بعقوبة وبالرغم من عدم حداثة هذه الظاهرة في المدينة ألا أنها ازدادت في الآونة الأخيرة وخصوصا بعد عام (2003) م و استولى السكان من مختلف المناطق على اراضي تابعه للدولة وبنوا دور سكنيه ومؤسسات تجاريه وصناعيه ، ونتج عن  هذه الظاهرة ازمات متعددة في مختلف المجالات . وان  التضخم الحاصل في حجم المناطق السكنية بسبب انتشار العشوائيات , سبب صعوبة التعامل مع هذه المناطق مع الجهات التخطيطية والتنفيذية في العراق , ولقد جاء البحث  كتعبير عن ابرز ظاهرة جديرة بالملاحظة والاهتمام لما لها من اثار سلبية  على المدينة وسكانها وبما يخلق نمطا سكنيا مشوها لجمالية المدينة التي هي في الاساس تفتقد الى جوانب تنظيميه عديده والتي نشأت جراء تعرضها الى اثار الحروب المتتالية ,حيث ان من اهم المشاكل التي تسببها العشوائيات هو تأثيرها المباشر على الاستدامة البيئية , من خلال  مشكلة التلوث واستنزاف الموارد و الضغط المتزايد على الخدمات والزحف العمراني  العشوائي على المناطق الزراعية وغيرها من المشاكل الاخرى , لذلك يهدف البحث  الى تشخيص  الانعكاسات و الاثار السلبية لهذه  الظاهرة  على الاستدامة البيئية ومستوى تقديم الخدمات في مدينه بعقوبة .

وتضمن   الباحث معايير الاستدامة البيئية (وفق مؤسسة التمويل الدولية /مجموعة البنك الدول)  وحجم تأثرها بالعشوائيات والتجاوزات الموجودة بالمدينة.

وقد استعمل  الباحث عدة وسائل للتحقق من انعكاس العشوائيات والتجاوزات على الاستدامة البيئية , مثل الاستعانة بقائمة الفحص (checklist) كوسيلة لتحديد طبيعة حجم التأثير لهذه العشوائيات على معايير الاستدامة البيئية ,  وقد جرى اختيار عينة البحث من المدراء والمسؤولين  والمهندسين الذين هم اقرب الى موضوع البحث في مديرية بلدية بعقوبة , وتم اجراء المقابلات الشخصية معهم والتوصل الى ملئ القائمة  وفق إجاباتهم وكان  عدد هم(21 )   شخص من الذين لهم علاقة مباشرة نوعا ما بموضوع البحث من خلال عملهم في مديرية  بلدية بعقوبة .   و بالإضافة الى البيانات الفعلية التي حصل عليها الباحث من الدوائر ذات العلاقة بموضوع البحث مثل (مديرية بلديه بعقوبة  و مديريه ماء ديالى  ومديريه مجاري محافظة ديالى ومديريه زراعة ديالى فرع بعقوبة المركز ). والتي بينت جميعها انه يوجد تأثير لهذه الظاهرة على المعايير المعتمدة .

وقد تم أستعمال بعض الاساليب الاحصائية المتمثلة ( بالوسط الحسابي و الانحراف المعياري ومعامل الاختلاف والاهمية النسبية و اختبار t واختبار التوزيع الطبيعي  ) والتي تم معالجة البيانات من خلالها ومن ثم تفسير النتائج بالاعتماد عليها , ومن اهم ما توصل اليه الباحث من استنتاجات :

  1. التأثيرات البيئية مثل تردي البيئة الطبيعية وقلة الفراغات الحضرية والساحات الخضراء والتلوث البصري  وتشوه المشهد الحضري .
  2. انواع المناطق العشوائية من حيث مخالفتها للضوابط والتشريعات التخطيطية هي
  • دور سكنية غير مرخصة ( غير ممنوحة اجازة بناء).
  • دور سكنية انشأت على اراضي غير مخصصة للبناء ( زراعية ).
  • دور سكنية انشأت على اراضي غير مملوكة لحائزيها , املاك عامة او خاصة.
  1. تبين ان الواقع الاجتماعي لسكا العشوائيات يجلب سلوكيات وعادات وطبائع غريبة عن عادات المدينة التي يسكنونها ,مثل الامتناع عن تعليم الاطفال بالمدارس ,  والتكلم بلهجات مختلفة , وتربية الحيوانات واطغاء المظاهر الريفية بالمدينة  , ويعتبر مجتمعهم مجتمع انعزالي منحدر من طبقات اجتماعية فقيرة وبمستوى حضاري متدني ,مما يؤدي الى صعوبة الاندماج بينهم وبين سكان المناطق المجاورة لهم .
  2. انخفاض مستوى الدخل الاسري وارتفاع عدد البطالة في هذه المناطق ادى الى سكن العوائل بشكل مجاميع , بحيث تسكن اكثر من عائلة واحدة بالمسكن الواحد لتقليل مصاريف السكن مما ادى الى ترجع البيئة العمرانية بالمدينة وقلة كفائتها .
  3. من الاسباب التي ادت الى انتشار ظاهرة العشوائيات هي التصاميم الأساسية الغير مكتملة للمدن والتأخر في إكمال مشاريع الخدمات وتنفيذ الشوارع وزراعة المناطق  الخضراء , مما ادى الى ترك مساحات فارغة سهل التجاوز عليها واستغلالها خلاف للضوابط والقوانين وبالتالي شجعت الهجرة من الريف الى المدينة وكونت  نمو غير متوازن .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

  1. يتم نشر الوعي البيئي بين المواطنين وزيادة الوعي الاجتماعي للمحافظة على الخدمات بالمدينة مثل شبكات المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي من خلال  شعبة الاعلام الخاصة بمديرية بلدية بعقوبة ونشر البو سترات للمواطنين وعمل الشاشات الإلكترونية الضوئية بالشوارع  وتوضيح  تأثيراتها على صحة  الموطنين , وهذا يؤدي الى  تقليل  التلوث البيئي الحاصل بالمدينة .
  2. ضرورة تفعيل دور الاجهزة الادارية والرقابية في بلدية بعقوبة , وتمكينها من التدخل المباشر لردع التجاوزات الحاصلة بالمدينة  من خلال توفير الحماية والدعم المالي الكافي لمواجهة جميع انواع التجاوزات  ,  تلافياً  لتكوين مناطق عشوائية جديدة.
  3. ضرورة قيام مديرية بلدية بعقوبة والجهات المخولة واصحاب القرار بالمدينة , برعاية وتطوير المناطق الحضرية التي تشهد تدهورا في الخدمات ,  وإبعاد العشوائيات عنها ,عن طريق احدى الطرق , اما ازالتها ,اي الهدم والازالة لكافة الصرائف  والاكواخ في  المناطق العشوائية والتي تسبب  تشوه واضح في المشهد الحضري للمدينة ,  وترك المساكن  التي أنشأت من مواد بناء ثابتة, ومحاولة تطويرها بشكل يتلائم مع  المظهر العام للمدينة ، وفي حالة الهدم لابد من توافر وحدات سكنية مؤقتة لحين توافر سكن لهم من قبل الدولة.  أو  اعادة تأهيل مناطق العشوائيات  عن طريق توفير الخدمات والبنى التحتية مما يجعلها مناطق ملائمة للعيش وتمليكها لساكنيها , او اقامة مجمعات سكنية لسكان العشوائيات  تمنح لهم  بموجب قروض ميسرة من المصارف الحكومية, اوعن طريق دفع بدلات اخلاء لساكنين هذه المناطق وازالتها بما يضمن الحفاظ على عناصر المشهد الحضري للمدينة .
  4. ضرورة الحفاظ  وحماية المناطق الفارغة ومنع  الاستيلاء عليها , من خلال اقامة      حدود لهذه المناطق وعمل الاسيجة المحكمة  لها  .
  5. وضع مخطط أساس جديد لمدينة بعقوبة يتلائم  مع التطور الحضري الحاصل والزيادة في أعداد السكان , بالاعتماد  على معدلات النمو بالمدينة .

 

 

 

Comments are disabled.