الطالب: عصام خضير مجيد      المشرف : أ.م.د. نسرين جاسم محمد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة للطالب( عصام خضير مجيد ) بأشراف أ.م.د. نسرين جاسم محمد عن رسالته الموسومة ( إدارة الصراع البنّاء وتأثيرها في الاداء الريادي الدور الوسيط لرأس المال النفسي ).

هدفت هذه الدراسة الى اختبار تأثير العلاقة المباشرة بين الصراع البناء كمتغير مستقل والأداء الريادي كمتغير تابع, وعلاقتهما عبر توسيط رأس المال النفسي كمتغير وسيط, في مدارس المتميزين في مدينة بغداد ، فضلا عن التعرف على مستويات توافرها وتوظيفها لتكون اكثر ملائمة لواقع الظروف الحالية للمدارس ميدان البحث وما مطلوب منها في ظل البيئة التنظيمية المضطربة في العراق, سيما بعد دخول العولمة الى مفاهيم التدريس , ومن ثم الوصول لجملة توصيات تسهم في تحسين الاداء الريادي للمدارس قيد البحث. وانطلاقا من اهمية موضوع البحث في المنظمات العامة, واهمية المنظمات المبحوثة للمجتمع, اُعِتمد المنهج الاستطلاعي التحليلي في انجاز البحث الحالي, وجمعت البيانات من (442) مستجيب تمثلت بعينة قصدية (مدير, معاون, مرشد تربوي, مدرس), باعتماد الاستبانة التي تضمنت (69) فقرة, واستعين بالمقابلات الشخصية والمشاهدات الميدانية كأدوات مساعدة في جمعها. وقد وظف الباحث البرامج الاحصائية (SPSS V.23 ; Amos V.23 ; Excel V.16) عبر اعتماد أبرز الاساليب الاحصائية الملائمة ( اختبار التوزيع الطبيعي, والتحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي, والوسط الحسابي, والنسب المئوية, والانحراف المعياري, والاهمية النسبية, ومعامل الارتباط بيرسون, ومعامل الانحدار البسيط , تحليل المسار, واختبار Sobel) لاختبار فرضياته. وقد أظهرت النتائج صحة علاقات الارتباط والتأثير على مستوى المتغيرات الرئيسة والابعاد الفرعية، وتبيان الدور الحقيقي للمتغير الوسيط رأس المال النفسي في تعظيم التأثيرات الايجابية للصراع البناء في الاداء الريادي لمدارس المتميزين عينة البحث.

مشكلة البحث:

تنخرط المنظمات العامة في ظل الالفية الجديدة ضمن سياقات عمل تسودها التحديات المتجددة والتطورات المتسارعة, نتيجة لاعتمالية البيئة وتأثيرها المتنامي في الحياة التنظيمية والذي لا يتوقع لها الوقوف عند حد معين. ففرضت على المنظمات بصورة عامة وعلى حقل التعليم الثانوي, المتمثل في ثانويات المتميزين التابعة لوزارة التربية العراقية بصورة خاصة, البحث عن فلسفة أعمق ورؤية أشمل, تعتمد على اختيار الاستراتيجيات والموارد المتواسقة مع طبيعة المرحلة, والتي تستطيع من خلالها الاستمرار وتحقيق النجاحات في عملها بشكل استثنائي.

أهمية البحث: 

تستمد البحوث والدراسات أبرز عوامل أهميتها , من أهمية الموضوعات والعناصر البحثية التي سعت لدراستها وحجم التأثير الذي تملكه في المجتمع الذي عولجت فيها على أرض الواقع في جانبها التطبيقي , وتنبثق أهمية أي بحث علمي في معالجته لمشكلات قائمة بحد ذاتها، وفك التشابك والترابط عن مفاهيم جديدة في الادب الإداري تعمل من خلالها المنظمات دون ان تعي او تدرك المحتوى والمضمون الفكري لها، فضلا عن تدعيم نجاح إدارات المنظمات المبحوثة من خلال تحسين الاعمال وآليات التنبؤ بالمشكلات بشكل استباقي أو معالجة المشكلات التنظيمية عبر أساليب البحث العلمي.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. ثبت حصول استبانة البحث على صدق وثبات عالٍ في جميع فقراتها وابعادها، وعلى المستوى العام، فيما بيّن التحليل العاملي الاستكشافي الاتساق الداخلي لفقرات الاستبانة, فضلا عن كفاية حجم العينة المختارة لتمثيل المجتمع، بينما اظهرت نتائج التحليل العاملي التوكيدي لأبعاد المتغيرات، ان جميع فقراتها قد مثلتها خير تمثيل مما يؤكد الصدق البنائي للمقياس، اضافة الى تحقيق الاستبانة لشروط الصدق والثبات الواجب توفرها في كل استبانة بحث علمي.
  2. يمثل الكادر النسوي النسبة الاكثر تمثيلا من كوادر مدارس المتميزين مقارنة بالكادر الرجالي, وهذا يدل على تصدي المسؤولية للكادر النسوي في المدارس عينة البحث.
  3. ظهر تركيز اعمار المدارس عينة الدراسة في السنوات العمرية الانتاجية الاكثر نشاطاً عند الافراد, مما يدل على ان مدارس المتميزين تؤمن بالتجديد وتبادل الخبرات في ظل امتلاكها للشهادات الجامعية العليا الا انها دون الطموح.
  4. ثبت تمركز سنوات الخدمة في مدارس المتميزين عينة البحث في سنوات الخبرة , وهذا يؤشر بان سنوات الخدمة المتفاعلة مع اعمار كوادر مدارس المتميزين قد فعلت عنصر الخبرة واكتساب المعرفة وتوزيعها على الطلبة وبما يسهم في ارتقائهم العلمي في ظل نسب النجاح المرتفعة وبمعدلات مرتفعة ودخول طلبة مدارس المتميزين في افضل الاختصاصات العلمية.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات :

  1. ايلاء مدارس المتميزين المزيد من الرعاية والاهتمام كونها تمثل رافداً اساسياً ومهماً في دعم الكليات والجامعات العراقية بنخبة متميزة من الطلبة الجامعيين , الذين يشكلون نواة لمشروعات نهضوية تسهم في خدمة البلد في جميع الاختصاصات العلمية.
  2. ربط مدارس المتميزين فنياً وادارياً بمكتب السيد الوزير أو احد وكلاءه وبشكل مباشر وجعلها هدف أسمى ضمن سلم اولويات الوزارة من اجل ايلاء قضاياها الرعاية والاهتمام من اعلى المراجع الادارية , فضلا عن تقديم الدعم لها وتذليل جميع المعوقات والاجراءات البيروقراطية التي تربك عملها.
  3. ايجاد هيئة أو تشكيل إداري تحت مسمى معين يضم مجموعة من الخبراء والفنيين والاستشاريين والتدريسيين السابقين, ممن يمتلكون الخبرة والكفاءة في هذا المجال , تأخذ على عاتقها مهمة اعداد الخطط ورسم الاستراتيجيات المستقبلية لمدارس المتميزين ومتابعة تنفيذها وتقييمها.
  4. تفعيل دور الاشراف التربوي والاداري في متابعة سير العملية التعليمية في مدارس المتميزين, على ان يتم اختيار المشرفين من ذوي الخبرة والكفاءة في هذا الميدان.

 

 

Comments are disabled.