الطالب: بسام محمد خلف المشرف : أ.د. علي حسون فندي
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة للطالب ( بسام محمد خلف ) بأشراف أ. د. علي حسون فندي عن دراسته الموسومة (تأثير منظمات المجتمع المدني في قرارات المنظمات الحكومية ).
لقد توسعت ساحة عمل منظمات المجتمع المدني بسرعة في السنوات الأخيرة من المحلية والوطنية لتشمل المستوى الدولي والعالمي. كما ان منظمات المجتمع المدني فاعلة بما فيه الكفاية لأداء الدور في صناعة القرار.
ويقع على عاتق منظمات المجتمع المدني تأمين دور أفضل لها في تقييم تأثير القوانين ، والتطلعات على السياسات والاستراتيجيات العامة بشكل عام، وكذلك زيادة قدرات الرصد في منظمات المجتمع المدني اتجاه الحكومة. لتكون بذلك نظاما كليا متكاملا للقطاعين العام والخاص وعلى الرغم من اهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني لكنها لا تلغي اهمية الادوار للقطاعين (العام والخاص) انما هي مساندة وداعمة لها وللتعرف على ذلك الدور لتلك المنظمات يجب التعرف على دور القطاعين من حيث انها مكملة لبعضها البعض وان اي خلل في دور احد القطاعات سوف يؤدي الى خلل في التوازن ويؤدي بذلك الى تدني مستوى الاداء الفعال لها جميعا مع الاعتراف بقدرة منظمات المجتمع المدني على احداث تغييرات في المجالات جميعها التي تخص المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من خلال المشاركة في تصميم الاستراتيجيات وتقديم الخدمات والرقابة لضمان وفاء الحكومات بالتزاماتها الا ان هذا الدور يبنى على اساس تدريجي .
ان لمنظمات المجتمع المدني الحق في الحصول على المعلومات أو المشاركة في الإدارة او القيام ببعض الإجراءات وغيرها كل ذلك يجلب لها العديد من المشاكل في ممارسة هذا الدور عوضا عن الحكومات فضلا عن الأفراد وقد تشارك الشركات أيضا. وبشكل خاص عندما تشارك في إجراءات صنع القرار. وعندئذ سيجري السعي الى تحديد المشاكل وايجاد حلول لهذه المشاكل وتقويمها .
هذا الدور الذي ظهر بصورة جلية جاء نتيجة الاحداث والتغييرات المتسارعة التي اثرت في المجتمعات بشكل او باخر مما تطلب من منظمات المجتمع المدني اخذ موقعها الرئيس كشريك لقطاع الدولة وللقطاعات جميعها وفي المجالات كلها وعلى الرغم من ان الحكومات هي المهيمنة على صناعة القرارات الا ان منظمات المجتمع المدني برزت بشكل لا يمكن اغفاله لدعم تلك القرارات وذلك من خلال مساعدة المدنيين في شغل الدور الذي يستحقونه في طرح المشكلات وتقديم المقترحات وبدائل الحلول والتعبير عن آرائهم.
ونظرا للأهمية المتزايدة التي تحظى بها منظمات المجتمع المدني ولكثرة اعدادها وتنامي دورها وبشكل يجلب معه العديد من التحديات والمعوقات لذلك جاءت هذه الدراسة لعينة من منظمات المجتمع المدني التي تعمل في احد المجتمعات العراقية وبالتحديد في العاصمة بغداد للتعرف على تأثير تلك المنظمات في قرارات المنظمات الحكومية الهامة وما تقوم به من النشاطات والبرامج.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- حاجة منظمات المجتمع المدني الى البيانات والمعلومات التي تمكنها من الالمام الكافي في المشكلات التي تواجهها المنظمات الحكومية .وان ما تمتلكه من بيانات ومعلومات غير كافية نوعا ما للتغلب على تلك المشكلات.
- يوجد ارتباط قوي بين منظمات المجتمع المدني واتخاذ قرارات المنظمات الحكومية.
- اكدت نتائج البحث العملية ان منظمات المجتمع المدني تمتلك ادوار وخصائص كما ولديها علاقات ووظائف تجعلها ذات تأثير في قرارات المنظمات الحكومية.
- سجل بعد التنظيمية درجة ارتباط عالية مع قرارات المنظمات الحكومية في منظمات المجتمع المدني تلتها المعيارية ثم العلائقية التي جاءت في المرتبة الثالثة من حيث قوة الارتباط مع قرارات المنظمات الحكومية. في حين سجلت الوظيفية في منظمات المجتمع المدني أوطأ قوة ارتباط مع قرارات المنظمات الحكومية.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
- حث منظمات المجتمع المدني على تبني وسائل الاتصالات الحديثة التي تؤثر بشكل ايجابي و تمكنهم من مواكبة التطورات السريعة للأحداث البيئية المحيطة بهم.
- اقتراح اكاديمية تعنى بالمتطوعين المنتمين لمنظمات المجتمع المدني وتأهيلهم اداريا وتقنيا وتقوم بالتعاون مع الاكاديميات والمعاهد المناظرة على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية وتنفيذ البرامج المرجوه منها
- زيادة التعاون بين المنظمات الاكاديمية في العراق ومنظمات المجتمع المدني وبما تسهم في تطويرها وانجاز البحوث المشتركة
- العمل على زيادة الوعي بأهمية منظمات المجتمع المدني والدور الذي تقوم به ومدى تأثيرها في مجتمعاتنا من خلال اقامة الدورات التدريبية وبرامج التوعية وتسليط الضوء بشكل مكثف على نشاطاتها والاعمال التي تقوم بها