استراتيجية مقترحة لتسويق نتاجات البحث العلمي العراقية
تمت مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب ( سرمد عبد الجبار عمران ) عن بحثه الموسوم ( استراتيجية مقترحة لتسويق نتاجات البحث العلمي العراقية – دراسة حالة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ).
و تكمن اهمية البحث ، في فهم العلاقة بين سوق العمل والمنتج العلمي في الجامعات العراقية ،فهم اهمية التسويق للمنتج العلمي على الصعيد المستقبلي، واهمية تطبيق الية تسويق جديدة لها دور في اكساب المنتج المحلي المكانة في سوق العمل.
حيث يهدف البحث الى التوصل الى نتائج اكثر واقعية بما يتعلق بتسويق نتاجات البحث العلمي ومعرفة تأثيرها المستقبلي استناداً الى البحث الميدانية ، وتحليل واقع شعب التسويق في الوزارة والجامعات العراقية ودورها في تسويق النتاجات العلمية، وتصميم نموذج استراتيجية مقترحة لتسويق نتاجات البحث العلمي العراقية.
وتتمثل مشكله البحث ، بوجود ضعف في تسويق النتاجات العلمية على تنوعها (براءة اختراع، بحوث علمية ، رسائل واطاريح ، ومؤلفات وكتب)، وعدم وجود قاعدة بيانات موحدة للنتاجات التي لم تسوق الى الجهات المستفيدة، وضعف أقبال القطاع الخاص على شراء ودعم النتاجات العلمية.
وركز البحث على ان تسويق نتاجات البحث العملي هي مسالة غاية في الاهمية، اذ ان النتاجات العلمية لا يمكن ان ترى النور في سوق العمل، او ان تحقق اهدافها في المجتمع دون المضي في وضع خطة صحيحة للتسويق على وفق استراتيجية محددة بأوقات وممد زمنية معلومة.
واعتمد هذا البحث على اسلوب المقابلة المباشرة مع ذوي العلاقة و مراجعة الدراسات، والكتب والمصادر التي تتعلق بمشكلة البحث ، بعد ذلك تجميع البيانات والاحصائيات من شعب التسويق ، كما استخدم اسلوب البحث الاستقصائية وقائمة الفحص للحصول على المعلومة من مصدرها الاصلي.
وتكون مجتمع البحث من تشكيلات وزارة التعليم العالي في الجامعات العراقية الحكومية والاهلية، اما عينة البحث فهي تضم شعبة التسويق التابعة لمركز الوزارة وخمس جامعات حكومية هي ، بغداد ، والتكنولوجية ، والنهرين والعراقية والجامعة التقنية الوسطى وثلاث من كليات الاهلية هي المنصور والرافدين والاسراء ، وكان حجم العينة 13 من اصل 27 شعبة للتسويق في تشكيلات الوزارة كافة.
حيث تعد نتاجات البحث العلمي على اختلافها، من العناصر المهمة في عملية التطوير، والتحسين في العمليات الانتاجية والخدمية بما يسهم في التقدم العلمي ، ومن خلال خبرة الباحث الميدانية ونظراً لعدم وجود انجازات كبيرة بعمليات تسويق النتاجات العلمية، وبما ينسجم مع الكم والنوع لتلك النتاجات، التي يقدمها الاساتذة والباحثون في الجامعات العراقية، حاول الباحث تقديم استراتيجية مقترحة لتسويق نتاجات البحث العلمي العراقية ، كونها باتت امرا ضروري لتحريك عجلة التصنيع الوطني في سوق العمل، اولاً وتلبية حاجات المواطن، ثانياً وتقليل الاعتماد المنتجات المستوردة.
وتضمن البحث وسائل عدة في جمع البيانات والاحصائيات من شعب التسويق ، واعتمد الباحث في هذه البحث على المقابلات المباشرة مع ذوي العلاقة لتشخيص نقاط الضعف والقوة وامكانية معالجتها ، جمعت النتائج بواسطة قائمة الفحص مكونة من 48 سؤال موزعة على ثلاثة محاور الاول عن ملائمة الاستراتيجية الحالية والثاني عن التسويق بأبعاده الاربعة ، الخبرة ، التعلم ومواكبة التطور ، التعامل مع الجهات المستفيدة ، التوثيق اما المحور الثالث عن تحديد بدائل لتطبيق استراتيجية جديدة ، اذ تم عرضها على عينة البحث ذاتها لاختيار البديل الأفضل، كما استخدم اسلوب البحث الاستقصائية من خلال لقاءات مباشرة للحصول على المعلومة من مصدرها الاصلي.
واهم الاستنتاجات التي توصل اليها البحث هي ان الاستراتيجية الحالية لم تحقق اهدافها بنسبة 61% و هذا مؤشر يدعوا الى بناء او اقتراح استراتيجية جديدة لتسويق نتاجات البحث العلمي , و ان سبب الضعف في مستوى اداء شعب التسويق هو قلة الخبرة الناجمة عن افتقار تلك الشعب لذوي الاختصاص في ادارة المهام سواء كان في مجال التخطيط الاستراتيجي او التسويق فضلا عن عدم وجود برامج تدريبية او ورش عمل بتطوير القدرات و المهارات للعاملين.
اما اهم التوصيات كانت، تشكيل مجلس اعلى او هيئة لتسويق النتاجات العلمية يكون ارتباطها بالأمانة العامة لمجلس الوزراء تتولى مهام التنسيق و متابعة انسيابية العمل بين الجهات المنتجة و الجهات المستفيدة ، ثانيا التنسيق مع وسائل الاعلام و الفضائيات لتنظيم حملة توعية و تثقيف عن النتاجات العلمية و دورها في تلبية حاجة سوق العمل و ثالثا التنسيق مع وزارة التجارة لمد جسور التواصل و التعاون لتنظيم معارض داخل و خارج العراق لتسويق تلك النتاجات.